.
ا
خطة الجدفجأه دق الجرس معلنا موعد العشاء تمالكت سيرينا نفسها قليلا لئلا تهرب في الحقيقه لم تعد تنوي البقاء هنا في المزرعه غير ان مواجهه صريحه مع الكونت دون البيرتو اصبحت مهمه حتميه ولا مفر منها عليه الان ان يشرح لها الامور بوضوح وان يتصرف بنبل ويقدم اليها اعتذاره لانه رسم لها صورة كاذبة عن حفيدة بعيده كليا عن الحقيقه والواقع .
هبطت السلالم بسرعه وعصبيه ولما وصلت امام باب الصالون توقفت في تردد ثم استجمعت قواها وكل ما تبقى لها من شجاعه وقررت ان تفتح الباب وتدخل قاعه الاستقبال .
فوجئت بوجود دون البيرتو وحده كان مستغرقا في افكاره يحدق بكأسه في كآبه ولما دخلت القاعه وثب يستقبلها لم تلمح في وجهه أي اشارات للندم او ارتباك الضمير .
- انت رائعه حقا ياسنيوريتا لي الشرف ان ارحب بك في بيتي واكرمك على مائدتي من زمان بعيد لم تدخل منزلنا فتاه جميله مثلك .
تقلصت سيرينا وخشيت ان تخور عزيمتها وتتخلى عن تصميمها الذي قطعته على نفسها برفض الزواج من حفيده مهما كلف الامر
-هذا لطف منك ياسنيور غير انه عليك ان تسامحني اذا قلت لك ان هذه المجاملات وهذا الافراط في المديح الذي تنعم به علي يبدو لي عديم الجدوى مثل بعض تصريحاتك الاخيرة ..
عدل جلسته وتوارى التغضن المرير عن وجهه واعلن بصراحة :
- نعم علي الاعتذار منك ياسنيوريتا ربما كان اخفاء الخطر اخطر من الكذب المتعمد ..لكن بانتظار المناقشه بكل هذا اسمحي لي ان اقدم لك شرابا منعشا بامكاننا ان نتناول العشاء بعد قليل لانه اذا وجدت نفسك في ارتياح واسترخاء ستتذوقينه افضل .
قبلت ان تتبعه الى المقعد حيث جلست ونظراتها المليئه بالخوف كانت منجذبه تلقائيا نحو الباب عرف دون البيرتو مايدور في خلدها فهمس يقول
- استرخي ياسنيوريتا حفيدي ليس في المزرعه مساء اليوم ذهب الى المدينه برفقه بعض الرعاه ولن يعودوا قبل الفجر وستسمعين ضجتهم الاعتياديه اذا لم يكن نومك عميقا .
شعرت سيرينا بارتياح واسترخت في مقعدها وبين الوسائد المحيطه بها فابتسم دون البيرتو لرده فعلها وقال
- اذن لقد اتيحت لك فرصه لقاء حفيدي
فاعترتها قشعريره باردة وقالت
- ماحدث بيننا لم يكن ماتسميه باللقاء لقد احتجزني ووشمني للحال كما تفعلون بالماشيه!
أنت تقرأ
روايات عبير -- سيد الرعاة
Storie d'amoreالملخص : الصدفة خير من ميعاد ... قول مأثور كثيراً ما يبرهن صدقه في حياة الناس ومصائرهم . وما حصل لسيرينا كان أكثر من صدفة وافضل من ميعاد لانها كانت على شفير الانهيار الاقتصادي والمعنوي عندما قذفت بنفسها في مغامرة لا يقتحمها سوى من كان يائساً .. وأي...