الفصل الثالث | تصاعد الظلال {1}

46 2 1
                                    

تتراقص أرواحهما في غمر هذا الدَّوران،
تصطَّف مشاعرهما مثل جيوشٍ عاتيةٍ تجابه الفوضى.
وبين ثورةِ الأحاسيسِ والعصف المتضارب،
يرتقي حبُهما كالشُّعلة المتلاعبة في دوَّامة المصير،

⊱━━━━⊰✾⊱━━━━⊰


«هل أنتِ بخير يا آنسة؟».

فضّ دوق ولنجتون سديم السّحر المستحوذ على هذه اللّحظات السَّاكنة، محاولاً اجتثاث نفسه من هذا التَّواصل البصري وهو يشعر بانجذابٍ طارئٍ نحو الفتاة التي سقطت كالملاك بين ذراعيه، بوجهها الصَّبوح وعيونها الرّائعة، بينما شعرها الأشقر المبلَّل التصق بوجهها وساعد على تأطير صورته الحسنة كلوحةٍ تستحقُّ أن يتأمَّلها المرء لساعات.

«المعذرة، لم أنتبه للطَّريق!».

رفرفت "بريسيلا" برموشها بتشتُّث وهي تحاول استيعاب ما حدث للتّو، حين وجدت نفسها أمام هذا الدخيل الواقف لسببٍ ما أمام منزلهم.

مادفعها للتَّساؤل بفضولٍ لم تستطع كبح جماحه:

«لكن اِعذر تطفُّلي يا سيِّدي إن أردت معرفة سبب وجودك هنا؟».

وحدَّقت إليه بتركيز، بهذا الوجه الذي لا يشبه أياً من الوجوه التي تألفها، تقف معه أسفل المطر بدون شعورٍ ولو ضئيلٍ بالحياء، وكلُّ انتباهها منصبٌّ نحو اتّجاهٍ واحد.

لوَّى الدوق شفتيه في ابتسامةٍ مبهمة وقال بصوته الأجش:

«إذاً أنتِ واحدة من الولنجتنز!».

«أجل بالفعل!».

اِرتفاع ذقنها ولهجتها المؤكّدة أسفرا عن كبرياءٍ بدى لائقاً عليها، جاعلاً من ابتسامته تتَّسع أكثر، وانحنى نحوها بلباقة قائلاً وعيونه بتلك الحركة المربكة تحدِّق إليها بتركيز:

«تشرَّفت بمعرفتك يا آنسة ولنجتون».

وحين استقام أضاف قائلاً بنبرةٍ متسلّية:

«شرفٌ لي أن أكون الوصي الشّرعي عليكم يا آنستي المبجّلة».

كان متأكداً أنّ تلك النظرة التي أطلت من عينيها كانت نظرة إزدراء خالصة، لكنّه ولسببٍ ما أحسَّ بالمتعة في مجاراتها.
فردت عليه بتهكّم:

«آه! هذا أنت إذاً، القريب المحظوظ، لأكون صريحةً معك لقد خالفت توقُّعاتي أيها اللُّورد».

«حقاً؟ بأيِّ طريقةٍ تحديداً؟».

وضيَّق عيونه بتركيز متمعِّناً النّظر في تعابير وجهها التي بدت كسطح ماءٍ صافي، تتجلّى عليها أبسط المشاعر.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 11, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

أسياد ولنجتونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن