رواية لوسيفر
رواية لوسيفر بقلم الكاتبة اسماء ندارواية لوسيفر بقلم الكاتبة اسماء ندا
الفصل السادس والعشرونفى المستشفى
فيكتور وصل إلى الغرفة المتواجد بها راؤول، غائب عنه اي مظهر يدل عن الحياة،اصبح جثمان متصل بالعديد من الاجهزة، لولا صوت نبض قلبة الضعيف والغير منتظم الصادر من الجهاز المجاور له،كان ايقن ان القلب الوحيد الذي احبه دون مقابل، والذي خاطر بكل شئ حتى شعوره بحب أبنه له كي يحميه قد رحل عن الحياة، اقترب من الفراش بثقل رهيب لم يشعر به سوى لحظات مقتل والدته التى اعتنت به، نظر لتلك المرأة النائمة فى ثبات على الفراش المجاور لفراش والده،وتتمسك بيد والده على الرغم من انهم على أسره مختلفه.
كانت سيدة قمحية لون البشرة، بيظهر على ملامحها علامات تقدم العمر رغم جمالها الطبيعى الذي يأبى ان يتنازل للشيخوخة ويرحل عنها، شعرها الطويل المقيد كذيل الحصان الأسود، تلك الندبات على عنقها و على أساور معصمها وحول قدمها تظهر مقدار الألم الذي تعرضت له، على مدار سنوات عمره هو، تلك السنوات التى قضاها يعتقد أن أرس ريمور والده وأن والدته توفيت بعد إنجابها له مباشرة .
وقف بين السريرين ينقل نظره بين ملامحهم وكأن القدر يرفض منحه دفأ وجودهم معه، وقف خلفه دايمون الذي جاء بعد دخول فيكتور الغرفة بلحظات ومعه أسلين و أستلين الصغيرة، فقد رفضوا الرحيل وترك فيكتور بمفرده بعدما علموا من دايمن ملخص ما حدث، صاح فيكتور موجها حديثه إلى دايمون
-الم اخبرك ان تاخذهم الى قصر ليو
اسلين :-لن أذهب دون معالجة راؤول، لن اترك صديقى وارحل، افهم ذلك جيدا فيكتور
أستلين :- وانا اريد التواجد معك، لم اعد اشعر بالامان عند الجد
لم يلتفت لهم واقترب اكثر من فراش راؤول و ضرب على صدر راؤول بقوة وهو يصيح به
-لا يمكنك الرحيل وتركي، اعلم انك تسمعنى يا رو، سوف اذهب خلف ارس واعدك اني لن ارحمه، ولكنك تعلم ان هذا سوف ينهى حياتى، انتظرك كي تأتى لانقاذي كما اعتدت منك ذلك
استدار وهم بالخروج ولم ينظر إلى اعين أسلين التى كانت تحاول الوقوف امامه لتمنعه من الرحيل وهى تترجاه
-انتظر، فيكتور، اسمعنى، اترك الشرطة تتعامل معه، لا تكن ذلك الشيطان الذي اراده هو
استلين :- تذكر اخى، ذلك العهد الذي طالما تحدثت عنه عمتى، فقد عاهدت اليزبث على انك لن تكون مثل ارس
فيكتور:- قد مات ذلك الطفل الذي عاهدها
دفع يد اسلين بعيدا عن صدره وخرج تتسابق خطاه الرياح، حتى ركب سيارته وانطلق بها، لم تنتظر اسلين بالمكان من بعده، بل انطلقت خلفه هى الاخرى على ذلك المهر،فالقلب معلق بالحبيب حتى وان رفض الاعتراف.