...
إِغرَورَقَتْ أَهدَابُهُ بِمُلُوحَةٍ سَاخِنَة،
لَمْ يَشعُر بِهَا تَفِيضُ حَتَّى وَجنَتَيه،
مَسَحَ دُمُوعَهُ وَ شَدَّ عَلَىَ عَينَيهِ حَتَّى يَتَنَاسَى مَا تَذَكَّر.أَنْهَى ذِكْرَيَاتَهُ بِتَنْهِيدَة، تِلكَ التَنْهِيدَة الَّتِي حَمَلَتْ مَعَهَا حُطَامَاً،
حُطَامُ مَا بَعدَ حَربِ عَقلِهِ وَ ذِكرَيَاتِه،
تَنْهِيدَة جَمَعَتْ أطلَالَ جِدارَ عَقلِه،
تُعَبِّرُ عَن أَلَمِهِ وَ مُعَانَاتِه..
لِمَ كُلُّ تِلكَ الضَوضَاءُ فِي رَأسِه، وَ هُوَ الوَحِيدُ فِي البَيت؟!
رَوحَهُ الوَحِيدَة تَبْحَثُ عَمَّنْ يُنَاجِيهَا، تُرِيدُ دِفْئَاً، تُرِيدُ عِنَاقَاً فَقَط..إِرتَدَى القِلَادَة وَ دَثَّرَهَا دَاخِل قَمِيصِه.
جَفَّفَ جُفُونَهُ وَ ارتَدَى حِذَائَهُ هَامَّاً فِي الخُرُوج،
زَيَّفَ اِبتِسَامَةً، لِيَتَسَتَّر عَلَىَ آَلَمِ قَلْبِه.أَ هُوَ قَلبٌ حَقَّاً؟!
أَمْ أَنَّهُ قِطعَةٌ مُجَوَّفَةٌ مِنَ الجَمْر.
يَحرِقُه؟!
بَلْ يُلهِبُ أَورِدَتَهُ وَ يَنهَشُ عِظَامَه، وَ لَا يُبقِي سِوَىَ بَعض الشَظَايَا يَنثُرهَا حَيثُ يَشَاء.أَ يَنبِض؟!
أَيُّ نَبض! فَكُلُّ نَبضَةٍ كَقَذفَةِ رُمح، تَزِيدُ مِنْ نَزِيفِهِ لَا أَكثَر.وَ مَعَ ذَلِك، إِبتَسَم.
أَجَل اِبتَسَم، فَهُوَ لَمْ يَفقِد أَمَلَهُ بَعد، بِالرَّغمِ مِن كُلِّ مَا حَدَثْ،رَغمَ جَحِيمِ مَشَاعِرِه لَمْ يَتَخَلَّى عَنْ أَمَلِه.
خَرَجَ مِنْ بَيتِهِ وَ أَغلَقَ البَابَ خَلفَه،
خَفَقَ قَلبَهُ بِأَلَم،يُرِيدُ الدُخُول مُجَدَّدَاً، إِلَى مَمْلَكَتِه، مَلَاذَهُ الآمِن.
لَا يُرِيد أَنْ يَشعُرَ كَمُكَعَّبٍ مِنَ الثَلجِ يَتَوَسَّطُ كَوكَبَاً مِنَ الرِمَال.وَضَعَ سَمَّاعَتهُ وَ بَدَءَ قَائِمَتَهُ المُفَضَّلَة مُحَاوِلَاً تَغيِيرَ أَفكَارِه.
.
قَرَّرَ أَنْ يَتَمَشَّى حَتَّى مَحَطَّة القِطَار، لِيَتَأَمَّل جَمَالَ الطَبِيعَةِ مِنْ حَولِه...
.
.
.
.
YOU ARE READING
مُبْهَم || بَ.تْ
Randomوَ تَبْقَى الحَيَاَةُ مَنقُوعَةٌ فِي العَتمَةِ، إِلاَ أَنْ يَلُفَّهَا الغُمُوض، لِيَزِيدَ مِنْ عَتمَهَا أَو يُضِيئَهَا. أَربَعَةُ أَحرُف، بَابُهَا المِيمُ وَ أَوسَطُهَا بَاء، تَلِيهَا الهَاءُ وَ فَصلُهَا مِيم. فَهَل تَسعَدُ العَتمَةَ مُوَدِّعَةً ب...