الحلقة الثالثة

182 16 6
                                    

قدر الريان
الحلقه الثالثه
الجزء الثاني من يوم كتابة قدري
بقلم نعمه شرابي

في صباح اليوم التالي ببيت جمال
نزلت صفا تنادي علي أحدي الشغالات
بالمنزل كي تحضر لها الفطار
قابلت عواطف وهي تحمل بعض الاكياس البلاستيكيه
فقد كانت بالخارج ودخلت تلهث
من طول المشوار عليها وعلي سنها
قالت صفا صباح الخير يا ستو
انت كنتي فين ع الصبح كدا
جلست عواطف علي المقعد المقابل لها
ووضعت ما بيدها وقالت
كنت بجيب يا بنتي شوية طلبات
أخذهم معايا لولاد عمك ومراته
زمنهم صحيا و عاوزين يفطرون
احضرت أحدي الشغالات الفطار ل صفا
وقالت الفطار يا آنسة صفا علي السفرة
قالت لها عواطف خدي يا راندا
اعمل الفاكهة دي عصير و جهزيه في الأيس تنك وهاتى  شنطة هاند باج
احط فيها الاكل دة و خلصتوا اللي قلت علية ردت راندا
وقالت أيوة يا ست عواطف كل حاجة جهزت وحطتها في حافظة الطعام
عواطف طيب جهز الشنطة وخدي دول وانا جاية وراكي
حملت راندا الأكياس وتوجهت للمطبخ
بينما قامت صفا للإفطار وهي
تقول ل جدتها ستو  افطر واجي معاكي
واطلع من هناك عندي محاضرات
هاتبدء بعد الضهر اطمن علي ريان وآلاء
البيت وحش أوي من غيرهم
تنهدت عواطف وقامت وهي ترد علي كلام صفا وقالت اه والله
يا بنتي يلا ربنا ي قوامها بالسلامة
هادخل المطبخ اجهز لهم الاكل علي ما تفطر قالت صفا خلي راندا
تبعت النسكافيه بتاعي يا ستو
وجدت عواطف نورا تدخل من باب
البيت وقفت كي تعرف أين كانت
فليس من عادة نورا الخروج
ب الصباح هكذا
قالت عواطف صباح الخير يا بنتي
خير يا نورا كنت فين بدرى كدا
تفجآت  نورا من سؤال عواطف وردت بارتباك في داخلها
ابدا دي بابا تعب بالليل و عمتو زبيده أتصلت اروح أساعدها نغير له
قبل الدكتور ما يجي له
هزت عواطف رأسها فهي تعلم ما تخطط له نورا وما سمعته منها وهي تتحدث
مع الغبي محمود وقالت
طيب يا بنتي ربنا يشفي هاودي الأكل لهم المستشفى وابقي اروح اطمن
علية هزت نورا رأسها بالموافقة وتركتها وصعدت الي غرفتها
وهي تستشيط من الغيظ بسب
ذلك المدعو محمود لانه تركها ومشي دون أن يفيدها بالكلام أو يهدئ
من روعها
وفي مكان اول مرة هنروح له وهو
وهي مدينه صفاقس التونسية الجميلة

كان يجلس ذلك الرجل الذي يبلغ
من العمر سته وخمسون عاما
في حديقة كبيرة جميلة في منزل لسيدة
كبيرة بالسن يتذكر عندما وجدته تلك السيدة ذات يوم
نائم علي رمال البحر بجوار بيتها
والدماء تغرق وجه
أسرعت بطلب الإسعاف المجهزة
للطوارئ كي تنقذ حياته
وظلت معه بالمشفي
كان هذا منذ خمسة عشر عاما كان
بمهمة هو وأعوانه داخل البحر المتوسط
للقبض علي عصابة تهريب دولية وقد هاج البحر في ذلك الوقت
وحاول قبطان المركب أن بتفادي اى
خسائر في الأرواح لكن يشاء
القدر أن ينقلب المركب ولم ينجو سو إثنان ووقع عابد و إرتطم رأسه بالمنطقه
العليا من  الهلب  الكبير للمركب ونجاه الله من موت ساحق فقد كاد ذالك الهلب الكبير تمزيقه أثناء اندفاع المركب لكن جرفته
المياة سريعا الي شاطئ مدينه صفاقس التونسية ووجدته السيدة فضيلة تلك
العجوز المليونيره ووقفت بجواره
حتي تم شفاءه فقد ظل داخل غيبوبة تامة لمده سنه ولم تيأس
وتتركه واعتبرته أبنا لها وأمسك لها جميع شئونها ولكن لا يعلم اي شئ
عن عائلته فقد فقد ذاكرته
نتيجة ارتطام رأسه باعلي منطقة الهلب
ولكن ماذا به فهو هذه الأيام يراوده حلم
ينغص علية حياته
دائما ما يجد طفل يجلس علي مكان عالي امام البحر ينظر الية بالساعات
وأحيانا أخرى يرى سيدة جميله
الملامح ترتدي لباس اسود اللون تبتسم له وتنادي باسم عابد
وأحياناً أخرى يرى شاب ب ريعان الشباب يشبهه كثيرا يجلس
مكان الطفل ينتظر أمام البحر
جلس عابد في الحديقة حتي جاءت
الية السيدة فضيلة تتكئ علي عصا
وتحمل طبق من الفاكهة الطازجة
وجلست الي جواره وهو لم يشعر بها
فقد كان شارد  مندهشا فقد أصبح يرى
تلك الأحلام أو الهواجس كما سماها
في نومه وأثناء صحوه
فاليوم كان بعمله وأثناء قيادته للسيارة راجع الي البيت رأي
ذلك الشاب يقول له ارجع بقا يا بابا
أوقف السيارة علي الفور
كي يتأكد أنه لا يحلم وان ما رآه حقيقة
و أيقن  أنه يتذكر بعض الأحيان
واتصل علي طبيب صديق له
ل يبشره أن هذا خير وانه
مؤشر جيد لبداية أن يستعيد ذاكرته
بعد كل ذلك الوقت
وان هذا عامل روحاني ل اشتياق
اهله له ومع الوقت سا يسترد ذاكرته
في ذلك الوقت كان أمير يجلس أعلي كوبري إستانليى ينظر إلى المياه
و يتنهد وحدث نفسه وقال
لية كل حاجة حلوة في حياتي
بتدمير الإنسانة الوحيدة الي حبتها
كانت زهرتي عانت كتير من مرضها
وانت اخدت أبويا ومش رجع
ونعمه البنت اللي حاسستني اني مش وحيد في الدنيا ووقفت
جانبي ت ساندتني من يوم ما عرفتها والدنيا جاية عليها
يآرب احفظ لي حبايبي ورجع لي الغائب وخلي لي زهرتي وأمي
كان يبكي أمير بقلب يقطر دما
وفي تلك اللحظة رأي عابد أمام عينه
أمير وهو يبكي تنهد وقال يا تري
انت مين يا اللي قاعد ب تبكي
اكيد في شئ كبير ب يربطنى  بيك يارب
دماغي مشوشة وتعبت
كانت السيدة فضيلة تراقبه وتحدثت وهي تري معالم وجهه تتغير من وقت للآخر مالك يا عابد يا أبني
شيفاك الايام دى متغير ولونك مخطوف
انت تعبت تاني لو حاسس
بشئ تعال نروح للدكتور يكشف عليك
ونطمن امسك عابد يدها وهدهد عليها
وقال ربنا يخليكي ليا وميحرمنيش منك
ما تقلقيش انا بخير الحمد لله
وبعد مرور ثلاثة أيام بعدما أفاقت
نعمه من تلك الغيبوبة
وكان طلب رأفت من سحر وسهيلة الرجوع الي بيوتهم ليلا فهو سيبقي في وردية الليل وفي الصباح يأتون كي يظلوا معها ولبوا الإثنان كلامه
تجمع سحر وسهيلة في الغرفة يساعدون نعمه علي المشي قليلا
حتي يلتئم الجرح الذي ببطنها وأماكن تلك الرصاصات التي بظهرها
دخل عليهم الاستاذ وليد بعدما طرق الباب فقد تواعد ومع نعمه
أن يأتي لها بكل تحركات محمود
ألقي المساء وهو يبتسم لتلك الصغيرة
التي عندما رأته فرحت وقالت جدو
وليد حبيبي وفتحت ذراعها السليم
وأخذها بين أحضانه
حبيبه جدو هي وريان العسل بزيادة
تذمر ريان ايوه اضحك علية
عشان روحت الدلوعة بتاعتكم الأول
قهقهه جمال الذي دخل وراءه
وأخذ ريان بين أحضانه انت لك جدين وتتين مفيش زيهم
تبسمت سحر ومسكت ريان من انفه
تناغشه وماماتين يعني حاجة دلع خالص يا عم قبله جمال وجلس جواره
وقال موجه كلامه لنعمه
عاملة اية دلوقتي يا بنتي تعالي نامي وارتاحي شوية من وقت ما دخلنا وانت راحة جاية تعالي ارتاحي
ردت نعمه ياريت ارتاح بتعب يابابا من نونتي علي جمب واحد ناحية وفيها العملية وضهري وفية الرصاص
الحمدلله علي النعمه اللي انا فيها
بوجودكم جمبي
قالت سهيلة التي تسندها تعالي ارتاحي أنت مشيتي كتير عشان حتي الجرح ميشدش عليكي
بعدما صعدت وجلست علي فراشها
تقرب منها جمال وجلس أمامها علي الفراش وأيضا وليد بجواره من الجهة الأخري كي لا يسمعهم أحد من الأطفال

قدر ريان ........ الجزء الثاني من يوم كتابة قدريحيث تعيش القصص. اكتشف الآن