وصل كل من حسيب و رؤؤف وجهتهم أخيرا ترجل رؤؤف من السياره ولاحظ تصنم حسيب فى مقعده، ويده المثبته على عجله القياده، يناديه ولا يسمع ...وكأنه لا يوجد من الأساس ، يجول ذلك الصوت فى خاطره عينيه مثبته فى نقطه وهميه ما ،يحاول تذكر المشهد مره أخري ذلك الصوت،الباب لا يغلق ،مره أخري قوه اصطدام الباب من خلفه تكرار إسمه بصوت أنثوي ناعم
مازال يشعر به"حسيب...يا حسييب، أدخل سلم عليا..هتمشي تانى من غير وداع،،حسيييب " ..يقطع خيالاته تلك صوت رؤؤف الجهوري الخشن "يا حسييييب" بإداء ابشع ما يكون،تجمد الدم فى عروقه ينظر لرؤؤف ،يستكمل"إيه روحت لحد فين؟",يواصل النظر له و يحاول ابتلاع ريقه.
رؤوف"إيه؟!!" يواصلان النظر لبعضهم البعض ذلك خائف والآخر مستفهم.
______________________________________
يقطع المشهد محطه اذاعه القرآن الكريم، سيده فى عقدها الرابع تعطر البيت بالبخور وتردد آيات القرآن مع محطه إذاعه القرآن الكريم.على سوره يوسف،
بمنتهى السكينه والهدوء تردد، ترتدي فستان أسود فضفاض بأكمام طويله وتضع على رأسها طرحه سمراء كبيره ،تفضل هذا على إرتداء الزى التقليدي لنساء أهل الصعيد دائما ماكانت أنيقه ومحتشمه كما يصفها نساء البلد و يغبط زوجها الرجال،تزوجت فى سن السادسه عشر كعادات أهل الصعيد واكملت تعليمها كما أراد والدها وهى،لذا يكن لها الجميع الآحترام كانت مختلفه عن البقيه من حولها كانت مميزه"ليلي"هو أسمها، البيت كله يتحضر بمناسبه الغد تم عزيمه الأهل والأقارب والأحباب، الخدم هنا وهناك يزينون البيت و يرتبوه معالم البهجه والفرحة منتشره فى قصرهم الذى يضم العائله بأكملها كعادات المصريين قديما.... أصوات الزغاريد و التراحب تأتى من الخارج الجو العام للبيت فرح، تبتسم هى وتشير لآحد الخدم بتواضع بأن يكمل تعطير البيت، تجري للخارج بمرح وعفويه إبنها وحبيبها قد أتم الخدمه العسكريه...
هى بفرح :ده البيت فج نوره ياحبيبي
يقبل إبنها "يحي"يدها ويتسم_شاب فى مقتبل عمره أكبر أبناء الست ليلي الثلاث شاب راقي متواضع ورث عن أمه الجمال والذكاء و ورث عن أبيه بنيته القويه وهيبته وبشاشه الوجه_ واحشتينى يست الكل جدا، يدخلا سويا وبعد سيل من العناق الترحاب الجم المتبادل من الخدم وأهله.
إستاذنهم وخرج ،أخبرته والدته أن يتناول أى شئ قاطعها بتلقائية" بعدين ياست الكل ,بعدين،يعنى هنروح من بعض فين."
تبسمت والدته بفهم وخجل.
تعلم أنه ذاهب لروئية ونيسته،كان دائما ما يرسل لهما الخطابات يكتب لهم فيها عن حاله دونهما.
يحبه أهل البلده كلهم الصغير والكبير كان يرحب به الجميع، ركب مع أحد الفلاحين عربته ليقطع المسافه إليها أسرع.
وصل بيتها تنتظره ما يقرب من ساعه أخبرها فى الجواب سيقابلها فى تمام العاشره،تقف هى غاضبه ترتدي فستانها الأبيض المنقوش بالورد الزهري الذي بفضله عليها وتضع طرحه كبيره سمراء على راسها وقلادتها الفضيه تزين چيدها ، أهداها لها حبيبيها يحي فى آخر لقاء لهما من سنه فى إجازته_كريمه خطيبه يحي فتاه لطيفه ستكمل عامها الثامن عشر قريبا قمحاويه البشره جميله كالنيل لها ابتسامه وحضور يجبر من لا يحب أن يعشق و فوق ذلك ذات أخلاق ودين درست فى الكتاب والآن تحضر دروس الست ليلي مع بعض الفتيات والنساء كل جمعه متأثره بإنوثتها و رقيها وذكائها البالغ _عاقده يدها أمام صدرها وتذم شفتيها وما إن تم التواصل البصري بينهما تبسم كل منها للآخر ولامت نفسها على لينها السريع .لا يهم جاء ولكن لن تفوتها له أبدا.
________________________________________
فى بيت حسيب،الحو فوضوي إلى حد ما.
مش قادر أنا ظهري وجعنى أوي أنا إيه اللى خلاني أنسحب من لساني وأقولهم إن انا اللى هجيبه "يحدث رؤؤف نفسه ويعنفها بعد أن هرم فى توضيب البيت مع حسيب""مش كنا نشوف خدامه تساعدنا"يعرض رؤوف رائيه فى يأس،ممسك بزهريه صغيره جدا أنيقه بها ورد الياسمين الابيض،يجيبه حسيب "فكره كويسه أوى هو اصلا كنت قولت لواحده وعملته فعلا بس الناس وهما بينقلوا البيت اتبهدل تانى،بس عجبتني الفكره"يبتسم رؤؤف.... ويستكمل حسيب بس مافيش فلوس حاليا ليها كل اللى معايا هصرفه على رسالتي ولو تعبت أقعد أنا هعمل كل حاجه "
يجيبه لاء إنتا عضمه كبيره قولتي هتم الخمسين إمتى؟ يسأل رؤؤف ،فى محاوله لتغير مجري الحديث وتشتيته.بتهكم يجيب حسيب بنظراته التى تخترق من أمامه وبهدوء وبطئ مقبول"بعد خمس سنين يا شيخ الشباب كمل انتا بقى أو لو معاك فلوس هات شغاله و و حاسبها"
رؤوف لاء مش مستاهله يا بن عمي أنا أصلا كنت عامل حسابي إنى هتفسح دلوقتى،مش القصد والله خلاص..ها قولي رائيك دى أشيك كده ولا كده، يعنى نحطها فى النص كده وتحتها مفرش ولا على جمب ونحط جنبها كام كتاب هاا ؟"
يناظره حسيب فى صمت ساخر..يبتسم رؤؤف ببلاهه للتخفيف من حده الموقف وهو ممسك بالزهيه بين يديه.يعدل حسيب من السجاده ويقف وينقص الغبار عن يديه وملابسه الرسميه التى إتسخت للغايه كان يرتدي قميص أبيض أمسي رمادي وبنطلونه الرمادي فك ازار القميص وأدخل أغراضه الخزانه واللحم والطعام إلى الثلاجه وأخيرا كل شئ فى مكانه وأخذا كلاهما حمام دافئ.
بيما يرتدي حسيب البيجامه ويغلق أزرارها،ويسرح شعره للخلف ويتاول نظارته الطبيه من على التسريحه ويرتديها ،وصوت خطوات،يغلق باب الغرفه عليه ينظر تجاه الباب ،يرتفع صوت الجرامافون..
بالى معاك،،
بالي بالي بالييطهو رؤؤف على أنغام الموسيقى ويدندن"يا مزاجج يا أبو الحساسيب.." وخيال من خلف رؤؤف
عاقدا حاجبيه يخرج حسيب يفتح باب الغرفه الباب موصد من الخارج .
حسيب بحنق "انا كان مالي ومال لعب العيال ده!؟"،"افتح يا رؤوف افتح متهزرش" يسقط وعاء خلف رؤؤف يقطع انسجامه يلتفت ليجد حسيب يهدء من روعه إهدي إهدي انتا اتخضيت كده ليه ويبتسم..
يتبع
أنت تقرأ
أَراك
Horror.يحدث وأن تشعر أحيانا أنك لست وحدك فى المكان بالرغم من خلوه..صوت اصطدام وعاء بالارض أو سقوط كتاب من على مكتبك المرتب...من ينظر اليك...وفجأه لا أحد... لاشئ يحدث و أن تتشكل الملابس فى هيئه أشخاص.. يتحدث أحدهم إليك ومن ثم لا شئ لا أحد... مجرد هذيان...