توقيت الساعه ٤:٣٠
يرتفع آذان التنبيه
يستيقظ رؤوف من نومه مسبحا(يقرأ بعض الآيات ويسبح)..
يخرج من غرفته متجها للحمام الذي يتجاوز غرفه حسيب الظلام يعم المكان إلا من مصباح خافت ينير بقعه صغيره بالكاد يمشي، تعرقل رؤؤف فى شئ يتأوه لشده اصطدامه بالأرض,رؤوف :بسم الله الرحمن الرحيم ، مين؟
يجيبه فى خفوت وتهكم قاتل: هيكون مين يعنى؟؟ عرفيت؟.
يجيبه رؤؤف: حسيب ، ويهم بالنهوض ويساعد حسيب مستفسرا ايه اللى جابك هنا بس سايب سريرك و نايم على الأرض...يسحب حسيب يده فى تحفظ ويتجه نحو غرفته ويسأل هتمشي أمتي؟، مفيش هصلي وانزل علطول وهي شنطه صغيره مش هطول....يلتفت له حسيب نظراته تقول له إبقي ولكنه لن يقولها صريحه ،الوحده فتكت به و بعقله حقا أصبح يري هواجس،يستأنف رؤوف برجاء بس ممكن اتاخر ربع ساعه كمان لو هتيجي معايا..
ينظر حسيب له دون أي تعابير و يتلفت لغرفته مجددا و يذم الآخر شفتيه فى يأس متجها للحمام .
وما إن أمسك حسيب باب الغرفه...عصفت الأصوات فى رأسه يغمض عينيه فى محاوله خاسرة لإيقاف تلك الأصوات يتذكر أحداث الليله السابقة صوت الخلخال،الغناء، صوت ضحكتها البارده كوجها الذي بلا حياه ،انقطاع النور ،لمسه يدها البارده، إشتعال عود الثقاب ،وجهها المضئ بفعل شعله النار البسيطه تلك ،الأصوات مجددا ومجددا تكاد تفتك برأسه، عيونها الزرقاء التى ألقت الرعب فى أوصاله ،انفاسها التي ترتطم بوجهه،اقترب يدها لتضعها على صدره يبتعد فاتحا فاه، فيصدر الأمر عقله بالابتعاد فيترك المقبض، فاتحاً عينه في هلع يراها مجددا يشهق...
رؤوف :في حاجه ولا إيه ؟!
ينظر حسيب علي يمينه في عدم استيعاب الأمر يقف رؤؤف ناظر إياه وعيونه كلها تساؤل...
حسيب بهدوء مختلف تلك المره يحاول أن يتصنعه يسأله:إيه؟، رؤوف يكررها:بقولك بقالي شويه هتصلي معايا؟،و بسألك واقف كده ما بتردش عليا؟,انتا كويس؟..لم يجيبه مجددا لم يستوعب حتي وتوجه للحمام واغلق الباب أخذ يضرب الماء بوجهه وعينه يمسك بكلتا يديه الحوض تتسارع أنفاسه يحاول ضبطها..
شهيق طويل وعميق و يغمض عينه وترتعش اوصاله و يكتم نفسه مده خمس ثوان من ثم يزفر النفس في اطول مده ممكنه و يكررها لثلاث أو أربع مرات عجيب أن ينسي المرء كيف يتنفس .... لم تتوقف يده وقدمه واوصاله عن الارتعاش الشديد فتح الصنبور في صعوبه وأخذ يتوضأ في هدوء.. ويواصل التنفس ببطئ ..
_____________________________________________السلام عليكم ورحمه الله
السلام عليكم ورحمه الله
بتلك الجمله ختم رؤوف الصلاه التي كان إمامها بعد إصرار حسيب الذي كان قد توقف مده عنها...
و يكررها حسيب في هدوء وراحه وعينين مترقرقه تأبي البكاء خوفا..
السلام عليكم ورحمه الله
السلام عليكم ورحمه الله
يظهر حزنه بخفوت في حشرجه صوته:تقبل الله
ليرد الآخر :منا ومنكم يا ابن عمي، ويهم رؤوف يحمل أغراضه ويودعه..:هتوحشي والله كان نفسي تيجي معايا بس انتا عارف إني مش عاوز أتقل عليك أو اضايقك بإصراري..
كان يرد حسيب ذلك الاصرار الآن، يريد هدنه، يريد ونيس من بني جنسه،حسيب في محاوله آخيره: لو حابب تفضل خليك انا مش مضايق من وجودك. رؤوف يبتسم بمرح : ما تقول مبسوط من وجودي يعم،حسيب بسخريه :لو هتخليك تقعد فانا مبسوط من وجودك، حرفيا كان يريد التشبث به ويبقيه رغما عنه إن أمكن...
يستكمل رؤوف: يا ريت مش هينفع ما انت عارف اسبوع حافل في البلد لازم اكون هناك..،يربت حسيب على كتفه ،يحتضنه الآخر..
ومن ثم يتردي معطفه وياخذ تلك الحقيبه و يذهب وينغلق الباب من خلفه ...لم يطلع النهار حتي الآن فضل أن يمشي مبكرا ...
توجه حسيب تجاه صديقه و ونيسه الوحيد الذي اختاره لمده مايقرب من العشرين عام ....الجرامافون...اختاره ونسي فيه وحدته و أستحوذت عليه الوحده حتي أنه لم يعد يألف وجود أحد معه،نسي كيف يكون التواصل على الآغلب، ترجل ناحيته..وكاد يضع اسطوانته اللطيفه تلك إلا أن لفتت انتباه ورقه مكتوب فيها...((صباح الخير في حاله لو مالحقتنيش قبل ماامشي بسلم عليك... أما في حاله لو غيرت رائيك و حبيت تيجي تذكره القطر تحت الورقه هكون مبسوط،وكلنا لو كده القطر هيتحرك ٦يدوبك تلحق)).. يمسك حسيب بالورقه ينظر لها ويري معاد تحرك القطار في السادسه صباحا...
يسأل نفسه هل يريد الذهاب أم لا...
تتجول عينه هنا وهناك..
هل يريد فتح الدفاتر القديمه مجددا..
لن يتحمل نظراتها الجميله تلك؟
_____________________________________________
بتوقيت شتاء ديسمبر أعلن البرد أشرعته على المحروسه الساعه الآن في محطه القطار تدق الساعه السادسه إلا ثلث.وفى هذا الجو البارد جدا العاصف يبدو أنه سيكون شتاء قارص للغايه،وصل رؤؤف الذي كان يرتدي ذات الرداء الذي ذهب به لحسيب بالاضافه لمعطف طويل بني في حاله إذا سائت أحوال الجو كان دائما ما يأخذ إحتياطاتة ذلك الذكي ، بالتحديد كنا فى أول أيام شهر ديسمبر....جميل هذا الفتي يضفي لكل شئ يلمسه روح وفخامه غير عاديه يتوجه ناحيه مقعد او باللهجة الدراجه (دكه)...
فك زرار معطفه و استراح على المقعد...
وأخذ ينظر إلي الساعه و يذم شفتيه وقد خلا الرصيف إلا من بائعي السميط والبيض، ورجال الطبقه الأرستقراطية لهم كروش عظيمه بالكاد تتحملهم تلك المقاعد أحدهم يشرب سيجاره ويلوح في الهواء والآخر يضع قدمه على صندوف الورنيش ويقراء الجريده والشيالين في كل مكان يأخذون الشنط من الناس في مقابل قدر بسيط من المال، القطار فى انتظار الساعه السادسه وانا في انتظار حسيب...يتردد صوت في ذهن رؤوف يدور حوار وتساؤلات چمه والكثير من علامات الاستفهام حول حسيب داخل عقله...
لماذا لم يتزوج حتي الآن؟
لماذا يبدو بكل هذا الغموض الغير مبرر؟
حتي الكلام العادي ,عندما يقوله هو تشعر وكأن هناك خطب عظيم سيحدث ...انا اقرب أقاربنا إليه
لكني لا اعلم عنه شئ لماذا لا يحب زيارته أحد؟ ربما لأنه ملل في نظرهم أو عاق لانه تركهم وذهب،يتوتر الجميع يغيروا مجري الحديث مجرد أن يلوح اسمه في الأفق؟،على العموم كل تلك التساؤلات ستختفي عندما يأتي أخيرا... والجميل وفى الأمر أن من أقترح هذا الآمر عمي، ولكن هل سيأتي؟.لم يتبقي سوي عشره دقائق علي تحرك القطار....في ظل ذلك الشرود لم يلحظ رؤوف تلك الجميله التي لم ترفع عينيها الفيروزيتين عنه، من ملامحها تبدو ذات أصول شركسيه..
كانت ذات شعر اشقر جميله جدا بيضاء كالثلج واضافت البروده حمره لطيفه دافئه على وجنتيها..كانت شعرها مرفوع في شكل كعكه فوضويه ولكن جميله للغايه تليق بها وترتدي فستان أبيض من الصوف قصير يصل تحت الركبه ومن فوقه معطف رمادي لطول من الفستان وحذائها الشتوي الاسود ذو الكعب العالي....
عجيب لم يلتفت لها حتي ربما لم يلاحظها أو أخيرا استمع لنصائح امه أخيرا.
أصدر صافره القطار صوتها لتنبه صاعدي تلك الرحله بالتأهب ما إن صعد رؤوف أخ منه المفتش التذكره وأشار له بالكبينه التي سيقضي فيها اليوم سيصل تقريبا بعد مايقرب من العشر ساعات..
قطع الصوت حسيب :يارؤوف
الذي قد تأخر ليشتري الفطار له و لرؤوف تبسم رؤوف وساعده الشيال في حمل الامتاع وأخرج حسيب قطعه نقديه واحده واعطاها له وما إن صعد تحرك القطار...
نظر له رؤوف في دهشه اتأخرت ليه طيب...
كنت جاي أجيبلك فطار ،يبتسم رؤوف ويتبادلا أطراف الحديث حتي وصلا الكبينه.
يكمل رؤوف :طب مافي على القطر أكل، يرد حسيب لا يحب أن يبرر كثيرا ولا لأي شخص ولكن هذا الفتي اللئيم ذو الوجه الطفولي يجبره بتعابيره تلك ونظراته وتهكمه المرح أن يقتلع منه الكلام لذلك لا يحب أن يقضى عنده مده طويله...يستكمل رؤوف في سخريه :وايه شنطه الهدوم دي اتكعبلت فيها وانت جاي ويحاول القرص على شفتيه ليمنع ابتسامته التي تستفز حسيب ..ينظر حسيب ببطئ قاتل لوجه رؤوف عاقدا حاجبيه ويتركه ويذهب..
يستفهم رؤوف وهو يخلع معطفه عنه :مبسوط؟
حسيب بتردد: انتا ليه بتجيلي دايما؟،مش عارف بصراحه بس برتاح وانا قاعد معاك حتي لو ما بعرفش اتعامل معاك بس أحسن ما تجاملني على الفاضي والمليان.
ينظر حسيب بملامح جامده لم يعطى تعبير.
نظر له رؤوف وأستلقي علي السرير واغمض عينيه وعفا حسيب على الكنبه كانت ليلتهم الماضيه مرهقه..
____________________________________________
حسيب في مكان مظلم جدا لا يري حتي راحتي يده من شديه الظلام..صوت ذلك الخلخال..يتبع الصوت مجددا باب غرفه مفتوح ونورها شديد وخيال علي الحائط المقابل للغرفه لجسد انثي تتمايل رقصا ويصدر الخلخال صوته وضحكات ومن ثم صراخ....يستيقظ حسيب ويفتح رؤؤف عينه النظر له :كبوس
حسيب: انا رايح الحمام ،يمئ رؤوف برأسه وما إن خرج اغمض رؤوف عينيه مجددا.
دخل حسيب الحمام حاول أن يكرر التنفس ببطئ مجددا
وبعد أن هدأ ذهب لغرفته وجد طعام وشاي وفطور مكون من عسل وتفاح وجبن وزبده .... تناولا الطعام.
في محاوله استقطاب الحديث معه :كنت بتحبها؟.
يرفع حسيبه عينه:هي مين دي؟، رؤوف:شرف ابن عمي كان حكالي انك سبت البلد بعد ما غلطت معاها وفي حقها كتير,تجحظ عينا رؤوف من محجريهما ويعلو صوته في غير الصراف وفي غضب يقسم رؤوف أنه لم يراه على تلك الهيئه ابدا يكمل حسيب:محدش فيهم كان عاوز يفهم حاجه ولا مستعدين لده ويستفهم في حده، عمك مين اللي قال كده؟،يجيبه رؤوف في خوف بعد أن اقترب رؤوف منه ومثبت عينيه في عيونه التلف ريقه:شرف،شرف كان حكالي،ومن ثم يتراجع في غضب ويجلس على مقعده يرتفع المشهد عنهم وها قد حل الليل واقترب القطار من وجهتهم أخيرا كان في الانتظار عبد الله صديق حسيب قبل هجرته الي القاهره....تجهز كل منهم للخروج من الكبينه فتح حسيب بابها وتسمر أمامه
الان وهو مستيقظ عيونها الزرقاء شعرها الأشقر خلخالها و رؤوف من خلفه مبتسم يناظرها بتأمل،أما حسيب في خوف وتسارع انفاسه يقبض يده المرتعشه وعينيه جاحظه يبادل النظرات بينها وبين رؤوف من خلفه
يتأكد إن كان يراها أم أنه في أحد أحلامه اللعينه
عقله نعم يراها چنيه أحلامه كل ليله
نعم هى..
يتبع
أنت تقرأ
أَراك
Horror.يحدث وأن تشعر أحيانا أنك لست وحدك فى المكان بالرغم من خلوه..صوت اصطدام وعاء بالارض أو سقوط كتاب من على مكتبك المرتب...من ينظر اليك...وفجأه لا أحد... لاشئ يحدث و أن تتشكل الملابس فى هيئه أشخاص.. يتحدث أحدهم إليك ومن ثم لا شئ لا أحد... مجرد هذيان...