الفصل الثالث و الثلاثون

7.1K 245 33
                                    

«الفصل الثالث و الثلاثون »

‏*صل علي سيدنا محمد *

في المشفي
تنهد أحمد بعدما أغلق مع مياده مهندماً من معطفه الابيض ...ليتجهز لعمليه من أصعب العمليات التي من الممكن أن يجريها الطبيب الجراح.
أغلق باب مكتبه يسير بخطوات هادئه وعقل شارد بحاله الذي لا يعلم متي سيستطيع أن يتعايش معه ...!!!

ليوقفه نداء أحدهم متقدماً منه بعيون ممتلئه بالدموع.
طالعه لثوان حتي علم من هيئته بأنه أبن الرجل الذي سيجري له العمليه بعد ربع ساعه ... لينزل أحمد لمستواه مقربه إليه وهو يبتسم مردفاً بحزن : بابا هيكون كويس.

هتف الآخر بصوت مبحوح من أثر البكاء :
ماما قالت لي انك شاطر وهتعمل العمليه لبابا وهيبقي كويس ...هو فعلاً هيبقي كويس ..؟!
أبتسم أحمد مردفاً: أيوه أن شاء الله .
هتف حمزة ببكاء: أنا عايز بابا يكون كويس .

تنفس الآخر بهدوء محاولاً منع دموعه ليردف بعدما أمتدت يده لتمسح دموع ذلك الطفل البريء : هيكون كويس وهتلعب معاه كتير جدا ان شاء الله.
هتف حمزة وهو يبتسم بحزن: وعد ...؟!
هز أحمد رأسه بعيون لامعه مردفاً: وعد .

أبتسم الطفل يطالع والدته الباكيه ليهتف:  متعيطيش بقي يا ماما ...عمو أحمد واعدني . .
أقتربت الام من طفلها مردفه : تعال يالا نقعد نستني عمو علي ما يعمل العمليه لبابا .
ومن ثم ألتفت تطالع أحمد هاتفه : بالله عليك يا دكتور أحمد  أعمل أي حاجه وخرجه لينا كويس ...ملناش غيره.

هتف أحمد بصوت متألم : هعمل اللي أقدر عليه .
طالع حمزة ومن ثم أكمل بحزن : الدعاء بيغير القدر فأدعي يا مدام لارا.
ومن ثم أستدار يغمض عيناه بألم ودموع في ذات الوقت .
ليناديه الطفل مرة أخري فوقف منتظراً حديثه .

ليهتف حمزة : أنت وعدتني ...بابا قال لي مينفعش نخلف الوعد .
أبتسم الأخر أبتسامه حزينه ومن ثم أستدار مرة أخرى للتوجه نحو غرفه العمليات داعياً الله في داخله بأن يعينه .
وهو يهتف داخله بأنه سيفعل المستحيل حتي يخرج ذلك الأب لابنه وعائلته.

فهو بات يعرف ما أصعب ذلك الشعور..!!
وما أصعب محاوله الثبات لتحمله..!!
يعرف تماماً معني أن يفقد طفل صغير لا يعي شيء في الحياه كنز من كنوز الحياه وهو الأب الذي لا يمكن تعويضه بأي شيء في الكون.
لذا يجب أن يفعل كل ما في مقدرته .

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
داخل غرفه الضيافه كان يجلس كلاً من أمينه وأمير ونورهان التي تود معرفه ما سيخبرها به.... ليغمز أمير لأمينه التي خرجت تاركه الباب مفتوح تدعِ في داخلها بأن تمر الأمور بسلام .
بينما نورهان رفعت رأسها تطالعه بدهشه ...تتسأل في داخلها لما تركتهما وخرجت ...!!

ليتنحنح أمير عده مرات لا يعلم كيف يبدأ لها الحديث بطريقه تجعلها تتقبل الأمور.
ليرفع رأسه يناديها فأجابته بهدوء : نعم يا أمير .!!
تنفس بهدوء قبل هتافه  بما لم يخطر علي عقلها :
أنا رحت لحامد

تائهه بين عشقك و قسوتك بقلم مياده وليد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن