الفصل الرابع....غدر

18 6 0
                                    

لا تخاف؛ لن أتركها تأكلك.........................الآن .

لا يعرف كم مر من الوقت بعد أن قالت له تلك الجملة وتركته في رعبه هذا وهو يراقب سناء التي تأكل لحما نيئاَ كوحش ضاري، لقد وضعوا قفصها أمامه مباشرة ورفعوا الفراش ليتمكن من مراقبتها ورؤيتها جيدا، إنها بالتأكيد وحش ضاري، يتذكر أنه كان يعشق أن يخبرها أنها أحد الوحوش الضارية كنوع من الدعابة أو لإغاظتها، ولكنها الآن تشبهها حقا، بفمها المليء بالدماء واللحم النيء، كيف حدث هذا وكيف فعلته أزاهير، أغمض عينيه محاولا تذكر أي امر عن هذا الموضوع، نعم؛ نعم؛ منذ عامين تقريبا كانت قد تحدثت عن هذا الأمر، وعن أنواع النباتات والسموم القاتلة

 يذكر أنها قالت أن الجميع يظن  أن سم الأفعى هو الأخطر ولكن يوجد ما هو اخطر، يوجد ما يقتل على فترات طويلة ولا يترك أدنى اثر؛ بل سيظن الجميع ان الشخص قد مات بسبب المرض

 كان الأمر يزداد سوءَ وهي تتحدث عن النبتة الشيطانية كما كانت تسميها، تلك النبتة التي كان يستخدمها السحرة وبعض الكهنة قديما لإثبات قدرتهم على احياء الموتى، حتى يقدرهم سكان القرى أو المدن التي يعيشون بها، كانوا يوهمونهم بتلك القدرة ليقدسهم هؤلاء البسطاء الذين يصدقون كل شيء، يذكر جيدا أنه حاول معرفة اسم تلك النبتة ولكنها أخبرته أنها حقا لا تذكرها، كان يعلم أنها تكذب عليه ولكنه لم يتمكن من معرفة الإجابة منها على الإطلاق، ومع الوقت نسى هذا الأمر تماماَ.

فتح عينيه ونظر لسناء التي كانت تنظر للفراغ بأعين خاوية، بلا روح ولا مشاعر ولا أحاسيس، وقال لنفسه "ولكني لا أعلم حقاَ هل تلك النبتة حقيقية أم لا؟ وهل لها مثل هذا التأثير أم لا، وهل ما يحدث لسناء الآن هو ناتج عن أخذ هذه النبتة أم لا، الغريب أنها تتعامل معه وتتحدث معه كما لو كان يعلم كل شيء عن تلك النبتة الملعونة"

فكر قليلاَ قبل أن يتنهد قائلاَ لنفسه: وكيف لي أن أخرج من تلك الورطة وأنا بمثل تلك الحالة المزرية؟ أنا لا أستطيع حتى تناول الماء وحدي، هل سأتمكن من الهروب أو ابلاغ الشرطة؟ بالتأكيد لا.

دخلت أزهار إلى الغرفة وهي تنظر حولها، ثم نظرت له بشماتة واقتربت منه ووضعت شفتيها على أذنيه وهمست فأضاءت عينيه قليلاَ، وأرتسم شبح ابتسامة على شفتيه قبل أن تتركه وتتحرك إلى خارج الغرفة.

أزهار شقيقة أزاهير الصغرى، تختلف عن شقيقتها بالكامل، كما أنها ليست بذكائها، حتى وإن حاولت تهديده فهو لن يأبه، لأنها أضعف من أن تفعل أي شيء ولكن يمكنه ان استطاع استغلالها؟

بالتأكيد ستتمكن من فعل شيء ما.

وفي وقت لاحق من ذلك اليوم دخلت ازاهير إلى الغرفة وجلست أمامه، ووضعت أمامها مجموعة كبيرة من أدوات التجميل، وبدأت تتزين بهدوء وعناية عندما دخلت ازهار إلى الغرفة وهي تحمل معها "براد شاي وفنجانين" وجلست وهي تمدح شقيقتها وجمالها

خاصة أحمر الشفاه الناري الذي تضعه، فضحكت أزاهير وأخبرتها أن تأخذ ما ترغب به وتتزين فهي وبكل تأكيد لن تمنع عنها أي شيء، سكبت ازهار الشاي في الفنجانين ووضعت السكر وقلبتهم واعطت أختها فنجانها قامت ازاهير وهي تحمل فنجانها وبدأت في التحرك بالغرفة وهي تحتسيه لتترك المجال لأزهار لتختار أدوات التجميل التي ترغب بها وتتزين كما تشاء، وعندما بدأت أزهار في التزين وأثناء تحرك أزاهير وقفت أمام فازة بها بعض الزهور الصناعية وفجأة بدأت في سكب الشاي بها، والتي يبدوا أنها لم تشرب منه قطرة واحدة، وعندما رأت ازهار شقيقتها ازاهير تضع الفنجان الفارغ ابتسمت بخبث ولكنها لم تحاول أن توضح أكثر، قبل أن تجلس ليتحادثا سويا، ولكن لاحظ كريم آنذاك أن وجه أزهار يتغير وصوتها أيضا ولم يمر وقت طويل حتى وقفت أزهار وهي ضع يدها على صدرها وتقول بصوت واهن:

م....ماذا....فعلتي....بي؟

أزاهير: مثلما خططتِ لأن تفعلي بي؛ هل تظنين أنني لا اعلم الحقيقة؟؛ هل تظنين لأنني لا أعلم أنكِ جئتِ لي فقط لأنك تعلمين أنني سأساعدك على التخلص من سناء وبعدها تتخلصين مني فتتمكني من الاحتفاظ به؟

أنتِ مخطئة؛ فأنا أعلم كل شيء، إن ابي لم يقاطعني كل تلك السنوات، الواقع لقد كنا على اتصال ببعضنا البعض طوال الوقت، فهو ما رفض كريم الا لأنه لاحظ نظراتك اليه، ولهذا ادعى انه سيقاطعني فقط ليبعدكِ عني، لأنه خشى عليكِ من انتقامي إن فكرتي في أخذه مني، وأنتِ كنتي تخططين لأن تأخذيه، عندما أخبرتني بخيانته لي مع سناء كنت أعلم أنه يخونني معها ومعكِ، في الواقع لقد شككت أنه على علاقة بممرضة منذ فترة طويلة، ولهذا فقد عينت شخصا خصيصاَ لكي يراقبه وقبل أن تحضري لي بيوم واحد كان اخبرني أنه على علاقة بثلاث فتيات، أنتِ واحدة منهن، لهذا فكرت كثيرا فيما يجب على فعله، ولكن أنتِ كنت سأخرجك من هذا الأمر، ففي النهاية أنتِ شقيقتي الصغرى، والتي لطالما غارت مني وحقدت علي دون أن أعلم السبب ولكنِ في النهاية أحبها كثيرا، ولكن ما قررتِه بواقع التخلص مني جعلني أغير رأيي بخصوصك، ولكن لا تقلقي أنا لن أقتلك فأنتِ ما زلتِ للحين شقيقتي، أنا فقط سأكتفي بأن اجعلك لا تشعرين باي شيء على الإطلاق

سقطت أزهار أرضاَ دون حراك، اقتربت ازاهير منها واقتربت وهي ترتدي قفاز طبي وجلست القرفصاء بجانب شقيقتها وبدأت تتحسس وجهها بيدها وهي تكمل:

ستكونين مجرد دمية تلبي ما تؤمر به.........يازهرتي.

يازهرتي

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
انتقام إمرأةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن