"كيف تكونُ الحياة إذا لمّ نكُن نملِك الجرأة علىّ المحاولة؟!"فان جوخ
..
"أخبريه ألا يتصل في وقت متأخر"
نطق هانيول الذي يمد لها ببطاقة عمله بتردد لكنه لايُفلتها مهما حاولت آيسا إنتشالها منه، فقد كان يُحذرها منذ ساعة، إذ لم يكن مُصدقًا أنه سيكون بمثابة حمامة زاجل تعمل في مناوبة بعد منتصف الليل في هذا العصر"أعدك، ولكن لن أسامحك لو قرأت رسائلنا، او اجبت اتصالاته دون علمي" التقطت البطاقة من يده لتضعها في حقيبتها الصغيرة المعلقة على كتفها اخيرًا، رتبت فستانها القصير والذي كان وحيدًا في خزانة ملابسها ثم مررت أصابعها على خصلات شعرها وابتسمت لإنعكاسها على المرآة
لم تضع الكثير، فقط القليل من الزينة التي ستُخفي مايرسمه المرض على ملامحها الذابلة بوهن
"أراك لاحقًا هانيول"خرجت من الغرفة بخطوات راقصة كفراشة صباح سعيدة، لا يتملكها الخجل من ملاقاته هذه المرة بقدر الحماس الذي لازمها طوال الليلة الماضية
تشعر أنها سعيدة بعض الشيء
ثم يتطفل الخوف على قلبها ليُخبرها بأنها لا تحظى بأيام سعيدة في العادة، فلم يعيش داخلها يومًا أي شعور لعمر اطول من المرض والحزنلكنها لا تهتم، فإن كانت لم تمنحها الحياة سوى عمر قصير
فستعيشه بقدر استطاعتها سعيدةارتسمت على ملامحها إبتسامة زهرة خجولة حين لاحظته يقف في الخارج مُنتظرًا إياها بحماس وصبر، مُستندًا على دراجته بينما يُمسك بخوذة إضافية بيده ويجول بعينيه في كل مكان بحثًا عنها، حتى وجدها، أشار لها مُبتسمًا حين عانقت أعينهما بعضها
رتب بأصابعه خصلات شعرها التي تطايرت بنعومة بسبب الرياح، وضع عليها الخوذة ليُحكم إغلاقها، ربّت عليها ثم انخفض لينظر لوجهها ويسأل باسِمًا
"انتِ مستعدة؟"خفق قلبها بنبضات الفزع للحظة، استدارت ترنو بعينيها مدخل المستشفى خلفها بتردد ثم هناك في الجهة المقابلة نحو المقهى الذي تناولوا إفطارهم به المرة الماضية، هي لاتخرج من المستشفى لأي سبب
التفتت تنظر للواقف أمامها بصمت عجيب، فلايزال قلبها يُغني مضطربًا
ألا بأس بالسماح لهذا الفتى العبث في قلبها كما يشاء؟