الفصل السادس_أحتاجك.

36 6 14
                                    

بعد انقضاء الرحلة أخيرًا توقفت الحافلات في المحطة التي اجتمعنا بها.
لم أجد روز أبدًا، تقريبًا لم أراها طوال الرحلة.. ربما أحدثها في ذلك الأمر في الجامعة.
لم أشأ أن أزعج ريو أكثر من ذلك لذا ذهبت وتركته مع صديقه.
ذهبت في طريقي إلى المنزل، ولأول مره.. كنت سعيدة.
تذكرت كل ما حدث لدي هناك.. حتى حادثة المصعد، برغم الصعوبة والذعر الذي كنت فيه.. لكنها كانت مع ريو.
أظنني تيقنت من حقيقة مشاعري نحوه.

________________

وصلت إلى شارعي، مهلاً؟..

سيارة إسعاف، صوت بكاء وصراخ، الجيران مجتمعون..
حول أمي!!
إنها من تصرخ!
هرولت نحوها أحاول تهدئتها.. بالطبع لم أنجح فأنا مذعورة من الأساس!
سألتها كثيرًا ولم تجب.
سألت الناس من حولنا ولم يجيبني أحد.. بحقكم ما الذي حدث!!

رجال الإسعاف يخرجون من منزلنا.. يجرون عربة، جدتي!!؟

-----------------------------

"لقد فعلنا ما بوسعنا، تعازي لكم."

قالها طبيب العناية، آخذًا قلبي تزامنا مع خروج الكلام من فمه.

_________________

"سرب من الألم، يتلاشى بعد أن أراك في نومي، أفتقد صوتكِ وأنتِ توقظيني كل صباح..
من سيعد لي الغداء كل يوم؟
أرجوك، عودي وسأرتب غرفتي بنفسي كما كنتي تودين."

كتبتها ثم أغلقت مذكرتي.

أشعر بالوحدة، قلبي يؤلمني.. لم أعد أتحمل المزيد من الألم.
يكفي ألم أبي الذي لم أشفى منه بعد.

رفض العمل إعطاء أمي اجازة أكثر من ثلاثة أيام، لذا.. يجب علي أن أتعافى وبسرعة.

كانت أمي منهارة، لم أستطع التماسك أيضًا..
كانت جدتي بالنسبة لي تعوض فقد أبي -ولو بالقليل- لكنها الآن غير موجودة.

إزدادت شفافيتي يومًا بعد يوم.. حينما علمت بوفاتها ركضت إلى غرفتي وأنا أحاول الصمود، لم يكن يمكنني الإنهيار.. يجب علي أن أكون بخير دائمًا.. حتى لا يكشف أمري.

لم يدخل أحد علي الغرفة.. كانت أمي ترفض بحجة أنني لا أود مقابلة أحد، حتى لا يراني أحد هكذا، لكن كنت أود أن أتحدث مع قريب.. سيخفف ذلك عني.
بالطبع حينما أقول قريب هنا فأنا لا أقصد أمي، لطالما كانت بعيدة.. لم تحتويني قط.
لا يعلم أحد غيرها بأمر إختفائي، لذا كان يتحتم علي الصمت.. والنسيان، وقد كان صعبًا.

---------------------------

دخلت أمي علي الغرفة، أخبرتني بأن أحدهم يود أن يزورني..
كيف؟

إِختْفَاءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن