الفصل الثامن_التغيير.

24 6 7
                                    

جاء ريو على الفور، وقد دقت الساعة الثانية والنصف بعد منتصف الليل.
كان الجو ممطرًا، وعاصفًا، كاضطراب مشاعري تمامًا.

"ماري.. هل كل شيء على ما يرام؟؟
ماذا حدث؟"

قالها ريو، وقد كانت ملابسه مبتلة بالماء.

"أخبرت أمي، لم تنهرني لكن لا تريد البقاء في فرنسا بعد الآن!"

قلتها وقد بدأت الدموع في الترقرق بين عيناي.
سمعها ريو، شعر بالصدمة.. والحزن.
تلاشت الكلمات في عقله، ألجم لسانه.

"مهلاً ماذا؟!
هل ستتركين باريس!.."

"ليس باريس وحسب، بل فرنسا كلها."

"لكن.. لِمَ؟
هل ستواصلين الهرب طوال حياتك بلا جدوى؟
ماري، لن تنعمين بالاستقرار!
كما، كما أنني أحتاجك هنا.. معي."

لم تستطع ماري تمالك نفسها، شعرت بالحزن في أعماقها، هي لا تود ذلك، لا تود أن تنكر حقيقتها.. تود لو أن يؤمن الجميع بالاختلاف.

سقطت منها دمعةً، كان انهمار الأمطار كفيل بأن يخفيها.. لكن لاحظها ريو، احتضنها دون تفكير مسبق.

"ماري، أنتِ جميلة.
يجب أن يراك الجميع بعيناي... مميزة، ومختلفة.
ربما لا يجب عليك الهرب هذه المرة.
ربما يجب عليك تغيير واقعك، وليس تغيير نفسك.
أرغميهم على تقبل الاختلاف، وتقبلك."

قالها ريو بصوت رقيق، بث في قلبها الأمل.
قالت وهي تبكي في حضنه..

"لكن كيف يا ريو؟
إن ما تتحدث عنه يكاد يكون مستحيلاً!"

"لنحاول تحقيق المستحيل إذاً."

---------------------------------

في صباح يوم الثلاثاء، مر ريو علي مبكرًا.

"مرحبًا ريو."

قلتها في تثاؤب، كان رنين الجرس هو من أيقظني.

"ألَم ترتدي ملابسك بعد!"

"ولِمَ سأرتديها؟"

"ماري هل تمزحين؟
الجامعة!"

"ريو!.. بالطبع لن أذهب!"

"مهلاً!.. ماذا بشأن تحقيق المستحيل، تغيير البشر.. هل تستسلمين بهذه السرعة؟"

إِختْفَاءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن