الفصل العاشر والأخير_أفتقدك.

29 8 9
                                    


هل ما سمعته كان حقيقيًا؟
مهلاً ماذا؟.. هل سيموت بكل سهولة الآن ويتركني وحدي؟
هل كل تلك الذكريات ستصبح سراب!
لا.. لا هذا ليس حقيقيًا..
هو لم يمت بالطبع، هذا الجهاز عديم الفائدة معطل!!

خرج الطبيب، وقف في أسف، لكن لم؟

"لقد فعلنا ما بوسعنا، تعازي لكم."

هرولت إلى غرفة العمليات، اقتحمتها..
حاول التمريض منعي لكن لا فائدة، لن أتركه يرحل.

"ريو!
ريو أرجوك أجبني!
أنت لم تمت، لا لا.. ريو!
لا تتركني وحدي!
أرجوك أجب!!
ريو لا تمزح أنا لن أستطع العيش بدونك!"

إنهيارٍ تام، لم أستطع السيطرة على اختفائي.
لا يهم الآن..
انهمرت دموعي كلها، شعرت أنني لن أستطع البكاء مرة أخرى بعدها!
هل مات حقًا!!؟

تحسست خاتمه، لِم كذب علي؟
ريو أفق وخذ خاتمك!
ريو لقد قطعت وعدًا!
أنسيت؟

كانت العمة إيليت منهارة تماما لكنها ليست مثلي، لقد تماسكت..
أما أنا فلم أستطع، خاف مني جهاز التمريض كله لذا ابتعدوا وتركوني.

ريو أرجوك! لقد علمتني كيف أحب نفسي!
علمتني كيف أن الحب يدفعك ويوجهك إلى السعادة، لكن لم أنا الآن حزينة؟
هل تخليت عني بهذه البساطة؟
لم أستطع تكوين ذكريات كثيرة معك!
لقد ذهبت بسرعة.
أرجوك عد!

____________________

اختفيت، اختفيت تمامًا.
لأيام.. أو حتى شهور..
لم يعد يشكل الأمر فارقًا لدي.

دخلت لي أمي مرات عديدة.. لكنني لا أحتاجها، أنا أحتاجه!

حفظت ذلك التاريخ عن ظهر قلب.

16/8/2021

يوم الوفاة..

لم أستطع حضور الجنازة، ولا مراسم تشييع الجثمان.
لم أستطع أن أمشي حتى، قدماي ترفض تصديق أنها كانت تمشي وتلامس الأرض يومًا ما.

في الليلة الأولى أنا لم أنم... وددت لو يداهمني الإرهاق ويرغمني على النوم، لكن قلبي كان يأبى.

لا طعام، أكتفي بكوب مياه على مدار الأسبوع تقريبًا، لا يهم.. لا أود أن أبقى على قيد الحياة بعد.

---------

السابع من سبتمبر.

ريو، عزيزي.
مر شهر تقريبًا.
أفتقد صوتك، ملامسة يدك الدافئة لي لتطمأنني، أفتقد نظرتك لي.
عيناك تقتحم نومي كل ليلةً لترغمني على أن أرفض الاستسلام للنوم.
قلبي ينبض بقوة من دونك.. فأين أنت لتهدئته؟
أظنني فقدت قلبي على صدرك في أخر مرة احتضنتني.
أظن أن صوتك حينما أخبرتني لأول مرة أنك تحبني قد عَلِق بأذني.

أغلقت مذكرتي..
أتذكر حين وفاة أبي أنني اختفيت، وقد كانت شفافيتي تقل يومًا بعد يوم.
لكن الأمر معك مختلف...
أنا أزداد شفافيةً وإختفاءًا.
هل سيطول هذا العذاب كثيرًا؟

__________________

*السيدة چين*

أنا أفقد ابنتي يومًا بعد يوم..
هي لم تعد بخير منذ وفاته.. مرت خمسة أشهر وحالتها كما هي.
أتذكر اليوم السابق للرحلة، حينما جاء ريو لإقناعي على تركها تذهب، أخبرني أنه يحبها.. وأنه يعلم بأمر إختفاءها.
أخبرني أنه سيكون معها طوال الرحلة، وأنه مستعد ليفديها بروحه.
كان يحبها.. وهذا كان كافيًا لموافقتي.
أعلم بأنه سيحافظ عليها.

الأن هو سبب هلاكها..
ليتني لم أتركها تذهب، ليتها لم تراه قط.

"ماري؟.. أنتِ بالغرفة صحيح؟
انظري إلي، هل يمكنك الصمود من أجلي؟
لقد تحملتِ كثيرًا ومررتِ بكثير من الصعاب، أنتِ قوية يا ماري، لم أعهدك هكذا أبدًا.
لنترك باريس يا عزيزتي.. لنترك العالم كله ونبقا سويًا، أنا وأنتِ فقط.
سأكون معك هذه المرة أعدك، لن أنشغل عنك ثانيةً."

______________

*ماري*

وددت لو أجبها بـ"لا".. لكنني فقدت قدرتي على النطق كما أظن.
لا أود أن أترك باريس، لم تود حرماني من الذكريات؟.. وهي ما قد تبقى لي من ريو.. جدتي.. وأبي.

هل وعدتني للتو؟.. أنا أكره الوعود.

خرجت أمي، فأمسكت مذكرتي وقلمي بيدٍ هزيلة، لم أكن أستطيع الكلام، كانت الكلمات تخنقني.
بدأت أشعر بالدوار والتعب، لقد أهملت في صحتي كثيرًا.. لكنني كنت أكافح لأتنفس، لذا لم أستطع الأكل.
دونت أخر ما تبقى في عقلي من كلمات قبل أن أفقد وعيي.. لم يكن يراني أحد لينجدني.
لكن لا يهم.

«عزيزي ريو، أكتب لك هذا وأنا أفتقدك..
لم أرك منذ خمسة أشهر، لم أسمع صوتك.. ولا حكاياتُك.
علمتني كيف أحيا، كيف أُسيطر على حزني، كيف أبتسم.. لكنك لم تعلمني كيف أحيا بدونك.
أحتاجك الآن أكثر من أي وقتٍ مضى، لكنك لست هنا.
ألم تعدني بالبقاء؟»

_ثم أغلقت مفكرتها وتحسست خاتمه بيدها.
وتلاشت، للأبد.

__________
النهاية
-----------------

🎉 لقد انتهيت من قراءة إِختْفَاء 🎉
إِختْفَاءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن