الفصل الأول (اختيار خاطئ)

6.8K 152 12
                                    

موافقة تتجوزي ارمل عنده بنت و ولد ليه يا بنتي متاخدي اللي تكوني أول ست في حياته زي مهو هيكون أول راجل في حياتك

نبست أسماء تلك الكلمات بنبرة قلقة يملئها الخوف وهي تطالع وحيدتها

ملك الشاذلي ابنة أسماء الوحيدة في الخامسة و العشرين من عمرها صاحبة ملامح جميلة بدء من خصلاتها البنية الفاتحة و عيونها العسلية الواسعة ذات الرموش الكثيفة 

اقتربت ملك من والدتها و هي تحيط يدها بحنان مردفة بنبرة حنونة هادئة يملئها الرزانة: يا ماما و فيها أيه يعني أيه التفكير الغريب ده من امتي و أحنا بنفكر كدة من امتي مش أهم حاجة اني ربنا يرزقني براجل صالح يصوني و يعاملني برحمة و مودة

ثم أكملت و هي تهتف بتسائل : و بعدين عدي ده أنتِ عارفاه كويس ده ابن اختك و يعتبر تربية ايدك و عارفني كويس

تنهدت أسماء بقوة و هي تمسد فوق يد ملك هاتفة بنبرة متسائلة بجدية : بس عدي عنده تؤأم يا ملك أنتِ ازاي هتقدري تكونِ مسؤولة عنهم فكرك هي دي مسؤولية سهلة يعني

هزت ملك رأسها بنفي و هي تهتف بنبرة هادئة تحاول اقناع والدتها و تغير موقفها الرافض : يا ماما لاء طبعا بس عهد و مراد لسة صغيرين يدوبك عندهم اربع سنين يعني المسؤولية هتكون صعبة ده أكيد بس السهل فيها أنهم بيحبوني

طالعت أسماء ابنتها بقلق من تصميمها الذي تعلم أن سببه هو حبها لعدي ابن خالتها الذي أخفت حبه بداخل قلبها و حبسته في طي الكتمان في قلبها بسبب زواجه من إنجي وقتها قررت الانسحاب من حياتهم محتفظة بحبه في قلبها حتي بعد وفاتها و لكن فجائهم عدي هو بطلبه الزواج من ملك واضعًا أسماء في نيران الحيرة وقفت أمام خيارين كليهما مجهولين بالنسبة لها و لكن ما يؤرقها ليس غموضهم بل تعلق الخيارين بحياة وحيدتها و قلبها الذي أنهكه حب عدي حبها له طوال السنوات الماضية أصبح حملًا ثقيلًا فوق قلبها و نفسها التي جاهدت كثيرًا لتبتعد عنه و عن حياته

هي أكثر من يشعر بإبنتها و بمدي حبها لعدي و لكن هناك خوف ينهش قلبها شعور قوي يُحركها بأنه ربما يري في ابنتها بديلًا يريدها معه لتتحمل معه مسؤولية توأميه لا غير كيف يمكن أن يتعافي من وفاة زوجته التي احبها و لم يمر علي فقدانها سوي عام واحد قدرته علي الإرتباط بإمرأة أخري تُقلقها و تجعل نواقيس الخطر تضرب عقلها تحذرها من تلك الزيجة و حدسها ينذرها بأنها تحمل لأبنتها ألم لا يضاهي حبه له بل يفوقه ألم مُرطع بأكثر الصفات التي تبغضها المرأة الغيرة التي تقتل أي مرأة و تحرق قلبها

هناك شعور يؤكد لها أن ما ينتظرها بتلم الزيجة هو شبح زوجته و ذلك يمكن القول بأنه أبشع المراحل التي قد تمر بها العلاقة أن يكون طرف ثالث عائق بتلك العلاقة حتي لو رحلت روحه من تلك الدنيا و لكن ذكراه باقية تقف حائل لا يراه سواهم و لا يخترق بألمه سواهم و ذلك جحيم أبشع بكثير من حب من طرف واحد و لكنها أيضًا تخشي أن يكون رفضها هو القشة التي تقسم ظهر البعير

فرصة تانية (قيد التعديل)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن