الفصل العاشر

4.3K 225 18
                                    

الفصل العاشر

فى صباح اليوم التالي استعد الجميع للذهاب الى المستشفي كما اتفقت بدريه مع هدير حين اتصلت بها بالامس و اخبرتها بكل ما حدث و طمئنتها على ماقالته للضابط 
انتهى الجميع و توجهوا الى الباب ليقف العسكري حين رأهم وقف سريعا و هو يقول
- انتوا رايحين فين ؟
- رايحين نزور عمو جعفر فى المستشفى
قالها حسام بفرحه ليقول مصطفي  بأقرار
- طيب انا كده لازم اجى معاكم
اقتربت بدريه خطوه و قالت  موضحه
- يا ابني احنى هنروح المستشفى و نرجع على طول البيت ده امانه فى رقبتنا .. كفايه ان صاحبه فى المستشفى كمان يطلع يلاقي بيته مسروق .. احنى هنعرف نتصرف لكن البيت لا و بصراحه هو اهم مننا   
- ايوه يعني ايه يا حجه انا مش فاهم ؟
قالها مصطفى باستفهام و عدم فهم لتقول هى بابتسامه صغيره
- خليك هنا يا ابني و احنى هنروح نزور جوز بنتي و نرجع على طول
ثم اشارت لفاطمه التى اقتربت منه و هى تقول
- اتفضل ده الفطار
اخذه منهم شاكرًا ليتحركوا جميعا و صعدوا الى السياره التى ارسلتها لهم هدير  من تلك التطبيقات المنتشره و المعروفه و كان هو يقف جوار السياره حتى صعدوا بها جميعا
ثم عاد مصطفي يجلس فى مكانه يتناول الطعام بهدوء و استمتاع 
و دون ان ينتبه الى من يراقب المكان بتركيز شديد
~~~~~~~~~~~~~~~~~~
خرجت هدير من الحمام مباشره الى باب الغرفه امام نظرات جعفر الذاهلة و الغير مستوعبه لحركاتها منذ استيقاظها نظراتها له المشاغبه و التى تجعل قلبه يقفز  كطفل صغير يلعب فى حديقه واسعه تملئها الفراشات و الزهور الجميله المميزه
انتبه انها تنظر الى الخارج و تشير لاحد بالاقتراب
هل هى زينب ... ابتسم بسعاده لمجرد ذلك الخاطر فكم هو قلق على تلك الصغيره و يؤلمه قلبه من اجلها كثيرًا   و يؤلمه قلبه كثيرا كلما تذكر ان الحادث حدث امامها و شاهدته بكل تفاصيله
اغمض عينيه لثوان ثم فتحهم حين سمع  صوت حنون يقول
- الحمدالله على سلامتك يا ابني 
ابتسم لها فى نفس اللحظه التى ركض فيها حسام و علي و فاطمه تجاهه يبكون و كل منهم يضع راسه على صدره ليأن بدون صوت لتقترب هدير سريعا حتى تبعدهم ليشير اليها بالتوقف
بعد عده ثوان ابتعدوا الثلاثه و هم يقولون فى نفس واحد
- الف سلامه عليك
ابتسم لهم و هو يقول بصوت ضعيف
- الله يسلمكم يا حلوين ... طمنوني عليكم ... عرفت انى سايب ورايا وحوش
ضحك علي و حسام بفخر و قالت فاطمه
- متقلقش ... اسد فى ايه ؟
ليضحك الجميع لكن عينيه توقفت على عيون الصغيره التي تنظر اليه بصمت و هى فى حضن والدتها ترفع كف يديها فى اشاره لم يلاحظها غيره ... انها تريد قربه تريد ان ترتمي بين ذراعيه .... ليقول بأبتسامه خاصه بها فقط .. هى من يعتبرها قطعه منه ... ابنته الذى لم ينجبها
- زينب
لتبكي الصغيره و هى تلوي فمها بتلك الطريقه المميزه للاطفال ... تلك الحركه كفيله ان تجعل قلب اعتى الرجال و اشرسهم يخر على ركبتيه طالب العفوا و السماح
رفع يديه لها لترفع هى الاخرى يدها بشكل واضح للجميع
لتقترب بدريه بها فى نفس اللحظه التى قال فيها جعفر لهدير
- اعدلي السرير لو سمحتي
لتقترب سريعا ترفع السرير قليلا حين وقفت بدريه جوار السرير ليرفع يده من جديد لتلقي الصغيره بنفسها بين ذراعيه ترافقها شهقات مختلفه
شهقه متئلمه و شهقه  مصدومه و اخرى حزينه  ... كان هو يتألم بشده فجروحه مازالت حيه و ضلوعه المكسوره لم تلتئم بعد لكن تشبث الصغيره بعنقه و بكائها بصوت عالي جعل الدموع تتجمع فى عيون الجميع ... تحامل هو على الم جسده و ركز كل تفكيره فى طمئنه تلك الصغيره التى تنتفض بين ذراعيه كقطه صغيره تشعر بالبرد و بدء يمسد ظهرها برفق و هو يهمس جوار اذنها
- قطتي ... زوزو حبيبتي .. اهدي حبيبه بابا اهدي
كرر كلماته كثيرا لدرجه انه  لم يعد يعرف عدد المرات الذى قالهم و كانت هى تبكي اكثر و كأن كلماته تفتح ابواب الدموع على مصرعيها .....و بين كل كلمه و اخرى كان يطبع قبله على شعرها الكثيف و المشعث بطبيعته حتى هدء بكائها بعد وقت طويل  و بدأت  الشهقات فى الخفوت و ابعدت راسها عن تجويف عنقه تنظر اليه من بين غمامه دموعها بخوف واضح و هى تتابع خط تلك الجروح على وجهه ... و تلك الضمادة حول صدره و بأطراف عيونها نظرت الى قدميه و عادت الدموع تسيل فوق وجنتيها ليقول هو برفق
- لا لا لا .... انا مش قد  اللولي ده
ربت على وجنتها برفق و بطرف اصبعه بدء بمسح الدموع ... ثم قال بهدوء
- انا كويس يا زوزو ... صحيح متجبس و متعور بس هخف و هرجع زى الاول طول ما انتوا كلكم بخير و جمبي و معايا
قالت فاطمه مقاطعه كلماته
- زينب من وقت اللى حصل لا بتاكل و لا بتشرب و لا بتتكلم
نظر جعفر الى زينب بلوم لتنظر الى الاسفل بخجل ليقول هو معاتبا
- كده يا زوزو ده ينفع .. انا كده هزعل منك اوى
رفعت عيونها اليها سريعا و قالت ببرائه
- ليه العربيه الوحشه دى خبطتك ... انت طيب اوى انت بابا حبيبي
ليبتسم لها رغم اشتداد الالم من صدره اثر تحمله لثقل وزنها كل تلك المده
و ذلك ما لاحظته هدير لتقترب سريعا و قالت بلطف و هى تحمل الصغير بين ذراعيه و تجلس جواره
- بابا قوي و شجاع .. و هيحق قريب جدا و يرجع البيت يا زوزو ... بس
كان ينظر اليها بامتنان و مد يده يمسك يد الصغيره يقبلها عده قبولات و هو يقول ببعض المرح
- و اول ما اخف  هعمل لزوزو مفأجات كتير حلوه
ابتسمت الصغيره بسعاده و بحركه عفويه رفعت يديه الممسكه بيدها تقبلها ثم وضعتها على جبينها و هى تقول
- انا بحبك اوى يا بابا ... ربنا يخبيك ليا
ليضحك الجميع حين قالت هدير مصححه
- يخليك ليا مش يخبيك يا زينب
ضحكت الصغيره ببعض الخجل لتقول هدير من جديد و عيونها تملئها العشق و الحب
- هو فى الحقيقه معاكى حق يا زوزو .... ربنا فعلا كان مخبيك لينا
نظر اليها جعفر بعيون تنطق بحب لا مثيل له حب كبير يزداد و يكبر
ليقترب حسام و جلس ارضا على ركبتيه ليقلده علي و كذلك فاطمه و جلست بدريه على الكرسي المواجه للسرير و بدء الجميع يتحدوث و يلقون بعض النكات  كل ذلك وجعفر يداعب زينب بقبله على يديها او يقوم بدغدغتها يغمز لها بمرح و هى ايضا من وقت لاخر تقبل وجنته تستند براسها على كتفه تحاوط عنقه
حتى وقفت بدريه و هى تقول
- يلا يا ولاد كفايه كده خلونا نسيبه يرتاح شويه
- خليكم معانا شويه كمان
قالها جعفر ببعض الاجهاد لتقول بدريه و هى تربت برفق على احدى ساقيه المجبره
- كفايه كده يا ابني انت محتاج راحه
اومىء جعفر بنعم ليقترب علي
و قبل  راس جعفر و لحقه حسام و فاطمه و عادت الصغيره تلقي  بنفسها بين ذراعيه تضمه بقوه ليقول هو جوار اذنها
- خلى بالك من نفسك ... زوزو قويه و بتسمع الكلام عايز لما اخف الاقي زوزو كبرت و بقت عروسه جميله
اومئت الصغيره بنعم و رفعت اصبعها الصغير و شبكته فى اصبعه الصغير و هى تقول بتأكيد
- وعد
و نزلت عن قدم اختها بعد ان طبعت قبله على وجنتها و امسكت يد والدتها و لوحت بيدها و هى تقول
- باي بابا
- باي يا قلب بابا
قالها جعفر و هو يلوح لها ليغادروا بعد ان اخبرتهم هدير ان السياره تنتظرهم بالاسفل و اكدت عليهم ان يطمئنوها  حين يصلون الى البيت
~~~~~~~~~~~~
مر ثلاث اسابيع لم يستطع مغادره المستشفى فحالته لا تسمح بذلك  .... لم تفارقه هدير و لو للحظه واحده ... ظلت طوال الوقت جواره تهتم به و بكل شئونه تقوم بكل ما يحتاج اليه دون كلل او ملل .... و ايضا مازال الامر متوتر بين قلق من اى حركه يقوم بها فتحي رغم استمرار مصطفى فى حراسه البيت الا ان جعفر لم يهدء او يرتاح قليلا الا بعد ان وضع صديقيه المقربين  فى حراسه اسرته دون ان ينتبه لهما احد حتى انه لم يخبر هدير بكل المستجدات الذي عرف بها ... و بكل ما ينتوي فعله
اغمض عينيه لثوان ثم فتحها حين سمع همسها باسمه  ليجدها تنظر اليه و تمسك بيدها اليمني ادوات الحلاقه و باليد اليسرى المنشفه و على وجهها ابتسامه مشاغبه و تتلاعب بحاجبيها ببعض المرح   و هى تقول
- حان وقت الحلاقه
رفع حاجبيه باندهاش لتقترب منه و هى تقول ببعض الدلال المرح
- و بما انك مصاب فأنت يا عيني مفيش قدامك غيرى و انك تسلملي دقنك يا حلو
ابتسم بمشاغبه مشابهه لمشاغبتها و قال
- و انا تحت امرك ... و مش مسلم ليكى لدقني بس انا مسلم قلبى و روحى و عقلي و كل عمري
تحولت نظراتها من مشاغبه الى حب و بعض الخجل ثم عادت من جديد لمشاغبتها ..... و عيونها ثابته على عيونه و كأنهم فى تحدي العيون و من يكسر نظراته اولا عن الاخر يكون الخاسر .... كانت قد وصلت الى جواره لتقوم برفع السرير قليلا ثم وضعت المنشفه حول عنقه ثم صعدت برفق على السرير و جلست على ركبتيها تحاوط جسده بساقيها دون ان تحمل جسدها على جسده فى وضعيه  جعلت دماء رجولته تثور عليه و على كل الالم جسده ... اندلعت بداخله نيران الشوق و اللهفه ... و رغبته القويه فى قربها خاصه مع تلك الحركه الحميميه التي قامت بها بعفويه شديده
كانت هى تنظر الى عيونه و ترى تلك النيران التي تشتعل فيها و تبتسم من داخلها فكم هو رائع ان ترى تأثيرها  عليه بذلك الشكل الواضح
بدأت فى وضع كريم الحلاقه على ذقنه ليغمض عينيه و هو يستمتع بلمس يديها فوق وجنتيه بدلال و على وجهها ابتسامه رقيقه تجعل نبضات قلبه تزداد حتى اصبحت كالطبل
رفعت المقص امام عينيه و فتحته و اغلقته اكثر من مره و هى تلاعب حاجبيها بمشاغبه ليضحك بصوت عالي لتقترب ببطىء حذر و هى تلعب بعض النغمات المخيفه كما فى افلام الرعب ليضحك من جديد و هو يقول
- ايه الرعب الرومانسي الحلو و اللى زى القمر ده
لتضحك بصوت عالي و هى تقص له ذقنه تهندمها و تعيد اليها ما كانت عليه من جديد .... كانت تضع كامل تركيزها فيما تقوم به ... دون ان تنتبه لاحساسه بتوغل يديها بين شعيرات ذقنه و قالت بصوت هامس
- على فكره لما دقنك طولت بقا شكلها مميز خصوصًا انه ليها راسمه خاصه بيها و مميزه
لم يجيب على كلماتها فهو غارق فى ملامحها الرقيقه و عيونها التي  تهتم بكل تفاصيله الان
انتهت من قص و هندمه ذقنه لترفع عيونها اليه و قالت بمرح
- الخطوه التانيه
و امسكت مكينه الحلاقه و بدأت فى ازاله الشعر الزائد فوق ذقنه حتى تكون محدده بشكل كامل قال لها و هو يغمض عينيه
- عمرك شوفتي راجل يسلم نفسه لمراته كده اللى ممكن بدل ما تشيل شعر دقنه تشيل اسمه من كشوف الاحياء  نهائي
لتضحك بمرح و هى مستمره فى عملها بتركيز شديد و قالت
- اسمك و عمرك و نبضات قلبك هى كل اللى بتمناه من الدنيا يا جعفر
فتح عينيه ينظر اليها بحب لترفع عيونها اليه و قالت بابتسامه
- خلصت ... بس لسه اخر خطوه
لينظر اليها باندهاش ... لتحضر من على الطاوله الجانبيه فوطه صغيره مبلله ببعض الماء و مسحت و جنتيه برقه ثم امسكت بعض  الكريم المرطب ثم قالت
- احنى فى الخدمه ديما يا سيد ... نعيمًا
قالت الاخيره بغمزه مشاغبه و رفعت قدميها لتنزلها ارضا غير منتبه لخصلات شعرها التى مرت فوق وجهه تغرقه بعطرها المميز بشده و قربها منه بذلك الشكل الحميمي
ظل مغمض العينين يحتفظ برائحتها داخل صدره ليفتح عيونه على ملامستها لقدمه المتورمة تدلك اصابعه برفق و عيونها يملئها احساس بالحب و بداخل قلبه يعدها ان يعوضها عن كل هذا العذاب التى تراه معه و المعاناه التى تواجهها يوميا منذ الحادث نومها اسفل قدميه و الارهاق الواضح على ملامحها رغم ابتسامتها التى تسكن قلبه و تريحه من المه
و ايضا ان يفيض على الجميع بحبه و حنانه كما يفيضوا هم عليه الان بكامل الاهتمام

يتبع

حين التقيتك (( جعفر قلبي )) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن