الفصل الحادي عشر
انهى جعفر مكالمته التى وردت اليه منذ قليل و التى كانت كلها بالالغاز و جعلت هدير تنظر اليه بحاجبين مرفوعين جعلته يود ان يضحك بصوت عالي فغيرتها عليه تسعده بشده و تجعل قلبه يشعر بسعاده تمناها طوال حياته و الان يستمتع بكل لحظه فى تلك الحياه ... لكنه شغل عقله بكل المعلومات التى عرفها و
فى نفس اللحظه الذى طرق الباب و دخل الطبيب بابتسامته الودودة و هو يقول
- اخبارك ايه النهارده ؟
اقتربت هدير من سرير جعفر و هى تقول نيابه عنه
- الحمدلله ... صحته بتتحسن و حضرتك هطمنى عليه بقا
اتسعت ابتسامه الطبيب و ضحك جعفر بصوت عالي لتشعر هدير ببعض الخجل بدء الطبيب يفحص جعفر فى نفس الوقت الذي امسك جعفر بيد هدير ينظر اليها بحب
فهو لا يمرر اى لحظه يستطيع فيها التقرب منها و اظهار حبه و اهتمامه بها ... مرت عده دقائق حتى قال الطبيب
- لا ده انت اتحسنت خالص
- يعني يقدر يخرج ؟
سألت هدير بسعاده كبيره ليقول الطبيب مأكدا لكلماتها
- ايوه يقدر يخرج ... بس طبعا راحه تامه ... ضلوعك بقت كويسه لكن رجلك لسه شويه و محتاجه اسبوعين كمان فى الجبس و كمان مواظبه على العلاج
اومئت هدير بنعم و هى تقول مؤكده
- اكيد انا هخلي بالى منه زي ما كان هنا فى المستشفى و اكتر
كانت عيون جعفر لا تفارق وجهها الرقيق نظرات عيونها السعيده فرحتها الباديه على ملامحها و كانها طفل صغير حصل على كل الحلوى الذي يتمناها
غادر الطبيب دون ان ينتبه الاثنان اليه ... ظلت هدير تنظر اليه و هى تقول بحب كبير
- البيت و اخيرا هيرجعله نوره ... و الحياه هترجع تنور فى وشى و وش اخواتي
رفع يديها التى تحتضن يديه يقبلها بحب و هو يقول
- انا اللى حياتي نورت من يوم دخولكم فيها ... بقا ليها معنى و قيمه و فايده ... خلتوني احس بجو العيله ... و ان يكون ليا ام و اخوات و زوجه جميله شبه الاطفال كده
ابتسمت ابتسامه رقيقه كجمالها الرقيق ... تحركت سريعا و هى تقول
- هلم كل الحاجات علشان نرجع على البيت بسرعه بقا
~~~~~~~~~~~~~~
كانت كل من فاطمه و بدريه يقفون فى المطبخ يعدون طعام مميز من اجل عوده جعفر ... و علي وحسام ينظفون البيت و يعيدوا ترتيبه و تزينه ايضا فالجميع تغمره الفرحه برجوع جعفر الى بيته و ان يجتمعوا جميعا معا فقد اصبح جعفر الضلع الأهم فى حياتهم
كانت هدير تجلس بجانبه دخل سياره الاجره تحتضن يديه بحب و تنظر اليه بسعاده كبيره
كان يشعر ان بداخل عينيها الكثير من الكلام و من داخله يتشوق ان يستمع الى ذلك الحديث حقا
اغمض عينيه لثوان و هو يتذكر الشهر الذى مر بهم فى المستشفي و كيف تقربا من بعضهم بعضا .. و يشعر انه اصبح لديها كما اصبحت لديه الهواء الذي يبقيه على قيد الحياه
وصلا امام البيت ليقترب مصطفى سريعا يعاون هدير فى اجلاس جعفر على الكرسي المدولب
شكره جعفر بشده على مساعدته و ايضا حمايته لاسرته طوال تلك الفتره
طرقت هدير الباب و حين فتح وجدت امها و اخوتها يمسكون بين ايديهم و رود و بالونات كانت الفرحه و السعاده تملىء قلوب الجميع فعوده جعفر الى البيت و كأنه يوم عيد
دلفوا جميعا و هم يغنون بمرح
- حمدالله عالسلامه يا جي من السفر وحشانا الابتسامه وشك ولا القمر ... حمدالله حمدالله حمدالله عالسلامة
كان صوت الضحكات يملىء المنزل اقتربت بدريه تقبل جبينه و هى تقول
- حمدالله على سلامتك يا ابني نورت بيتك
- البيت منور بيكم يا امي
اجابها جعفر بسعاده حقيقه .... لتدفع هدير الكرسي حتى وصلوا الى الصالون فجلسوا الاولاد جوار كرسيه ارضا و جلست زينب على قدمه رغم الجبس لكنها لا تريد مفارقته و هو لا يريدها حزينه
و جلست هدير جوار والدتها تضمها بسعاده و جوارهم فاطمه ... كانت تنظر الى والدتها بفرحه حقيقه فهى لم تحتفل بوقوف والدتها على قدميها كما يجب فقالت
- حمدالله على سلامتك انت كمان مقدرتش افرح بقمتك بالسلامه
ربتت بدريه على قدم ابنتها و هى تدعوا الله ان يديم جمعتهم و الا ينقص منهم احدا و ان يبعد عنهم الشرور ... كان يتابع حديثها بابتسامه صغيره ترتسم على وجهه ... ثم قال
- حقيقي الف حمدالله على سلامتك يا ماما بجد مش قادر اقولك فرحت بيكى و باللي حصل فى اليوم اياه قد ايه
فهم الجميع ما يتحدث عنه جعفر ليخيم الصمت عليهم لعده ثوان حين قالت هدير و هى تقترب منه و تحمل زينب عن قدمه
- لازم ترتاح بقا يا جعفر زى ما الدكتور قال
اومىء بنعم ليقترب حسام و علي و قال الاخير
- هتسند علينا بقا يا عمو
- اكيد يا بطل
قالها جعفر بمرح ... لتدفع هدير الكرسي حتى السلم و انحنى حسام و علي يسندون جعفر لكنهم لم يستطيعوا ليضحك جعفر و هو يقول بمرح
- انتوا مش بتاكلوا كويس و لا ايه ؟ فين العضلات انتوا كده محتاجين تروحوا الجيم
بعد الكثير من الوقت و بمساعده هدير صعدا اخيرا الى غرفته ابدلت له ملابسه و جعلته يتمدد على السرير و هى تقول بابتسامه سعيده
- حمدالله على سلامتك يا جعفر .. نورت بيتك
مر الاسبوعان بين اهتمام و رعايه الجميع لجعفر ... الذى حاوطهم باهتمامه و رعايته قبل الحادث و كان الدور عليهم الان ... و ذلك كان يشعره بالسعاده و الرضا و ايضا كم يشعره اهتمامهم بمشاعر كثيره لم يعيشها سابقًا و لم يجربها و لذلك هو يستمتع بكل لحظه من اهتمامهم به ... افضل انواع الطعام ... الاهتمام بمواعيد الدواء .. و الاولاد لا يتركوه بمفرده دائما يلعبون معه العاب الذكاء او يشاهدون مباريات الدوري او الاخبار و ذلك كان يشغله معظم الوقت و ايضا يسعده
و ايضا مر الوقت بين مكالمات هاتفيه كانت تشعر هدير نحوها بالفضول و بعض الشك لكنها لم تتحدث فى الامر معه رغم انه يلاحظ نظراتها الا انه فضل التجاهل
و الان حان موعد فك الجبس عن ساقيه كانت هدير تشعر بالحماس اكثر من جعفر و كأن الجبس كان يحاوط قدميها
حضر الطبيب و بدء فى خلع الجبس و هو يقول
- انت فكيت الجبس صحيح لكن كمان لازم تخلي بالك من نفسك .. و متعملش مجهود جامد
كان يستمع لكلمات الطبيب و عيونه ثابته على ملامح وجه هدير السعيده ... كل يوم يتأكد ان قلب هدير اصبح ينبض بحبه ... و ذلك يجعله يصر على تنفيذ ما فكر فيه دون تهاون او نقصان
بمجرد ان غادر الطبيب و ذهبت هدير معه توصله الى الباب حتى غادر جعفر السرير و قرر الخروج هو لن يتأخر اكثر من ذلك فى التنفيذ
حين عادت هدير الى الغرفه كان هو يرتدي حذائه فوقفت امامه تضع يديها حول خصرها و هى تقول ببعض العصبيه
- هو انت رايح فين ؟
- عندى شغل
اجابها بابتسامه متسليه و قلبه يقفز بسعاده لم يشعر بها من قبل
- شغل ايه يا جعفر انت لسه فاكك الجبس من ساعه و الدكتور قال راحه و انت ..
ليقترب منها و يضمها بحب و قبل جبينها و هو يقول
- انا مش هتعب نفسي متقلقيش ... هعمل حاجه سريعه و ارجع على طول ... ماشي
و قبلها فى جبينها مره اخرى و غادر قبل ان تعترض من جديد
~~~~~~~~~~~~~~~~~
كان يقود سيارته و النار تشتعل داخل راسه و الافكار تتصاعد بها ... تلك الافكار التى حاول تجاهلها طوال فتره مرضه حتى لا يموت قهرا بسبب عجزه فى ذلك الوقت
ابيضت مفاصل يديه التى تحاوط مقود السياره و عقله يذكره بأول مره اتصل به صديقه خاطر و اخبره ان هناك شخص يراقب البيت بالتناوب مع حنفي و حين التقط له صوره و ارسلها لجعفر اشتعلت النار فى قلبه و عقله حين تعرف عليه و تذكر كم كان يحقد عليه ... و يحاول بكل الطرق ان يوقع بينه و بين الحج صاحب المصنع و ايضا كانت عينه من هدير و اكثر من مره تطاول معها بالقول و الفعل و كان هذا السبب الاساسي الذى جعل جعفر و بما انه المدير المباشر المسؤل عنه يفصله من العمل و يعلم جيدا انه اصبحت يحمل بداخله الكثير من الحقد و الغل و الغضب ... لكنه ابدا لم يتوقع ان يحدث ما حدث
عاد من افكاره حين وصل الى ذلك المكان الذي نظر اليه بابتسامه شريره ترجل من السياره و كان يسير بخطوات واثقه قويه لشخص لا يهاب الموت من اجل من يحب
و من يقترب من عائلته سوف يقتلع عينيه و يخرج احشائه دون رحمه
فتح خاطر الباب الحديدي الكبير لذلك البيت المهجور يبتسم فى وجهه جعفر و قال
- حمدالله على السلامه يا صاحبي
ضمه جعفر بقوه و قال بابتسامه صغيره
- الله يسلمك يا صاحبي ... طمني ايه الاخبار ؟
جاء صوت من خلف خاطر يقول بقوه
- كله تحت السيطره يا كبير ... متقلقش وراك رجاله
اتسعت ابتسامه جعفر و هو يستقبل صديقه الثاني .. و الاخ بالدم الذي تبرع لجعفر بالدم حين جرح و دلف الى المستشفى و الفقر و الاجهاد جعله يحتاج الى نقل دم و كان انور اول من تبرع له و لم يحتاج بعد دمائه دماء
ضم انور جعفر بقوه و هو يقول
- ملحقتش المره ده اتبرع لك بالدم ... حمدالله على السلامه يا شق
- خيرك سابق يا انور ... و اللى انتوا عملتوه اكبر بكتير من التبرع بالدم
قال جعفر كلماته بامتنان شديد ... اقترب خاطر و هو يسال
- خلصت الموضوع مع البوليس
التفت اليه جعفر و قال بثقه
- اه كله تمام ... المحضر اتحفظ ضد مجهول محدش شاف ارقام العربيه اصلا و لا حد شاف اللى كان سايق علشان كده اتحفظ حتى العسكري اللى كان بيحرث البيت مشى خلاص
اومىء خاطر و انور بنعم ثم اكمل جعفر بمرح مشاغب
- خلينا بقا ندخل نتسلى شويه
ضحكوا بصوت عالى خاصه بعد ان قال خاطر
- اصلا هما جاهزين و فاضلهم خطوه و يفرفروا
ضحك الجميع و ساروا ثلاثتهم جوار بعضهم بعضا كما اعتادوا منذ تعرفوا و هم صغار و رغم عوده خاطر الى قريته و سفر انور المستمر لا يفترقا ابدآ
~~~~~~~~~~~~~~~~
بداخل غرفه مظلمه تملئها الحشرات و القمامه ... مقيد رجلان بحبال خشنه و لا يرون شىء بسبب تلك القماشه السوداء الموجوده فوق عيونهم
يشعرون فقط بسير تلك الفأران عليهم و ينتفض جسدهم بتقزز ... و بعض الحشرات الأخرى على جسدهم
و يرتاحون منهم قليلا حين يلقوا عليهم من يحتجزونهم المياه البارده فتهرب تلك القوارد و الحشرات بعيدا
ليبدء عذاب جديد و هو الشعور بالبرد خاصه مع قله الطعام و ذلك الهواء المسلط عليهم طوال الوقت مع ذلك الصوت الذي يصدر بسبب ذلك الصنبور المعطل و قطرات الماء المتتاليه تتساقط خلف بعضها بنغمه رتيبه توتر الاعصاب كل ذلك يجعلهم من وقت لاخر يصرخون بصوت عالي طالبين الرحمه و العفو
و يالا لاحظ هاهم يطلبون الرحمه فى الوقت الذي يقف فيه جعفر بكامل قوته امامهم ... هؤلاء من رتبوا و نفذوا الحادث و ارادوا شرا بعائلته و هو اذا تهاون فى حقه لن يتهاون فى حق عائلته ابدا
فى تلك اللحظه عم الصمت ارجاء المكان ... توقفت تلك القطرات المزعجه و الهواء المسلط عليهم
كل شىء توقف و كأن الموت يقف عند بابهم كانوا يحركون راسهم فى كل مكان غير قادرين على رؤيه اى شىء الرعب يسكن قلوبهم يصرخون سألين من هنا لكن لا يوجد رد
ثم صدح صوت خطوات ثابته قويه واضحه على تلك الارضيه الصلبه تدب الرعب فى الاوصال
صرخ مفتاح
- انتوا مين و عايزين مننا ايه ؟
- انا الموت .
قالها جعفر بصوت قوي ثابت و واثق جعل جسد حنفي و مفتاح ينتفض و صرخ حنفي و هو قائلا
- انا معملتش حاجه ... معملتش حاجه انا مليش دعوه مليش دعوه
ضحك جعفر بصوت عالي و اقترب انور و خاطر من مكان وقوف جعفر ليشعروا ان هناك اكثر من شخص فى الغرفه ليقول مفتاح
- فكني يا جعفر و واجهنى راجل لراجل
- و انت لما خبطتني بالعربيه كانت مواجهه بين راجل لراجل يا مفتاح ... لكن على العموم انا طبعًا غيرك و راجل غصب عنك و مش هستنا أصلًا رأيك فيا
اقترب جعفر خطوه واحده و قال
- انتوا هنا مش علشان الحادثه الخايبه اللى حصلت ليا ... لا انتوا هنا علشان فكرتوا تقربوا من عيلتي .. علشان الكلب اللى يبص لمراتي لازم ديله يتقطع ... و اللى فكر يروح يخوف امى و اخواتي يتعلم كويس اوى انى مش هسيب حقهم و تارهم كبير اوى
التفت جعفر الى انور و خاطر و قال بابتسامه تشفى
- انطلقوا يا شباب .. عايزكم تنبسطوا على الاخر و عايزهم يخرجوا من هنا متعلم عليهم بالقوي
ليقول أنور ببعض المرح
- متقلقش يا شقيق احنى اللى يبص لمرات اخونا مش بنشوفه راجل اصلا و خساره الكلمه فيه و لازم نسحبها
- اللى تشوفه يا صاحبي ... هما ملك اديكم ... يلا سلام يا رجاله
قال جعفر كلماته و تحرك يغادر البيت فى نفس الوقت الذ وصل له صوت صراخ حنفي و مفتاح
صحيح هو لم يقوم بالامر بيده ... لكنه اخذ بتاره ... انور و خاطر كانوا قديما يعيشون فى احدى دور الرعايه ... و بسبب المعامله السيئه هربوا منها و عاشوا مشردين فى الشوارع لسنوات مارسوا السرقه و الشحاته و بدايه تعارفهم حاولوا سرقه جعفر و تصدى لهم لكنهم و يالا الغرابه اصبحوا من وقتها اصدقاء ... لذلك حين علموا بما حدث له تكفلوا هم بأخذ الثأر ... حتى لا يلوث صديقهم يديه هم يعلمون جيدا انه قادر على القيام بالامر ... لكنهم يريدوا تسديد دينه القديم
و هو يعلم جيدا انهم قادرين على انهاء الامر دون ان يلوثوا يدهم او يده بالدم
~~~~~~~~~~~~~~~
كان يقود سيارته بسرعه كبيره خاصه بعد اتصال هدير به و طلبها ان يعود الى البيت سريعا ... شعر ان صوتها به شىء ما .. لقد اصبح يشعر بالخوف بعد كل ما حدث و تعلقه بهدير وعائلته الجديده اكتر من تعلقه بحياته و صحته يجعله يتوقع من الان الاسوء دائما
وصل الى البيت و حين دخل من الباب قابله الصمت و الظلام ليسقط قلبه اسفل قدميه ليركض سريعا الى الاعلى و مباشره الى غرفته فتح الباب ليصدم بالورود المنثوره فى جميع ارضيه الغرفه .... و البالونات المنتشره فى سقفها ... الشموع الموزعه فى جميع الانحاء و هى تقف فى منتصف الغرفه بجمالها و رقتها المعهوده ترتدي فستان ابيض رقيق طويل بحمالات رفيعه و شعرها منسدل خلف ظهرها ... بطوله و جماله يزيدها جمالًا خاصه مع عيونها المرسومه بجمال و رقه و شفتيها الشبيه بحبتي كرز
دلف الى الداخل و اغلق الباب خلفه لتصل الى اذنه نغمات رقيقه و ناعمه و هى تقترب منه تتمايل بدلال حتى وصلت اليه و امسكت يديه تضعها حول خصرها و رفعت يديها ... تحاوط عنقه و عيونها تنظر الى عمق عينيه و هى تقول
- تسمحلي بالرقصه دى
لتصدح كلمات الاغنيه
(( وافتكرت إنك نسيتني وغيبت عني
يومها شوفت إنك معايا بقرب مني
أصل حبك مش بإيدي
ده إنت حلمي وإنت عيدي
مش هفكر مش هقول إنك نسيتني ))
كانت تردد كلمات الاغنيه و عيونها تنظر الى عينيه بحب كبير ... كلمات الحب تنطق بداخلها لمساتها الحانيه تخبره بكل ما بداخل قلبها بصدق و بوضوح ... و رغم صدمته من كل ما يدور حوله الا انه يشعر بالسعاده لا يستطيع و صفها
(( وافتكرت إنك نسيتني وغيبت عني
يومها شوفت إنك معايا بقرب مني
أصل حبك مش بإيدي
ده إنت حلمي وإنت عيدي
مش هفكر مش هقول إنك نسيتني
مستحيل العيشة دي تبقى بعدك
ليها طعم ولون في بعدك آه
مستحيل العيشة دي تبقى بعدك
ليها طعم ولون في بعدك وآه ))
ضمها اكثر الى صدره و هى تقول الكلمات بصوت عالي يصل الى اذنه كأجمل النغمات التي سمعها بحياته
(( مهما تبعد هتلاقيني برضه جمبك
جوه حضن رموش عينيك وجوه قلبك
مهما تبعد هتلاقيني برضه جمبك
جوه حضن رموش عينيك وجوه قلبك ))
امسك يديها و ادارها حول نفسها عده مرات و الابتسامه تسكن عيونهم بحب يستحقه كل منهم بطيبه قلبهم و شقائهم بمفردهم
(( لما بسرح كنت أروح نفس الأماكن
اللي فيها حبنا عايش وساكن
وأفتكر كان إيه كلامنا
مفتكرش في يوم زعلنا
كنا دايما عصفورين طايرين سوى ))
بدأ صوتها يعلو اكثر ... و هى تحاوط وجهه بحب .. تضع يدها فوق خافقه .. كل ذلك و نظراتهم لم يكسرها شىء يزداد بداخلها الحب .. و بدء هو الاخر فى ترديد الكلمات بصوت عالي معها
(( مستحيل العيشة دي تبقى بعدك
ليها طعم ولون في بعدك آه
مستحيل العيشة دي تبقى بعدك
ليها طعم ولون في بعدك وآه
مهما تبعد هتلاقيني برضه جمبك
جوه حضن رموش عينيك وجوه قلبك
مهما تبعد هتلاقيني برضه جمبك
جوه حضن رموش عينيك وجوه قلبك ))
هدأت الموسيقى و انتهت كلمات الاغنيه الا ان نظرات الحب و نار الشوق التى اشتعلت بينهم لم تنتهي
ضمها الى صدره بحب و همس جوار اذنها قائلا
- النهارده عايزك تنامي فى حضني بس ... عايز احس بيكى جمبي و معايا ... عايز اعيش يوم من ايامنا قبل الحادثه
- جعفر انا !!
قالت ذلك و هى تشير الى نفسها و ما قامت به و انها كانت تقصد ان يبدئوا حياتهم معا كزوجين ليقبل شفتيها قبله سريعه ثم قال
- انا عارف .. و فاهم بس انت يا هدير انظلمتي كتير .. و شوفتي كتير و من حقك كل السعاده اللى فى الدنيا ... تسمحيلي اعوضك
اومئت بنعم ليقبل شفتيها من جديد لكن قبله اعمق و اكبر و اطول ثم ابتعد عنها و هو يقول
- ربنا يصبرني على ما حقق اللى فى بالي
كانت تريح راسها فوق صدره و عقلها لا يستطيع استيعاب كلماته .. و ما هو هذا الشىء الذي فى بالهيتبع
أنت تقرأ
حين التقيتك (( جعفر قلبي ))
Romanceحين التقيتك بدأت احلامي تتحقق و بدأت الدنيا تبتسم لي و بدأت اشعر انى انسانه تستحق الحياه و الراحه ... ارجوك لا تترك يدى لا ترحل و تتركني يا جعفر قلبي بدأت فى ٢ / ١٢ / ٢٠٢١