يومياتُ الزوجان اللطيفان

العملُ السلِس و المُرهِقَ

الساعة الرابعة صباحًا، كانت جالسةً على الاريكة، تشربُ قهوتها الصباحية، مع قراءة كِتابٍ.

تنهدت حين سمِعت صوتُ تعثر زوجُها العزيز كعادتهِ.

اقفلت الكِتاب ثم وضعتهُ على الطاوِله، لتقف بجانب الحائط.

ليأتي زوجُها بشعرٍ غير مُرتب، و ربطة عنق متبعثرة، مُسرعًا.

كان سيتجهُ إلى الباب ويخرج، حينها اوقفتهُ بصوتها الجميل، الذي لطالما احبهُ.

-" آرا اين ذاهَبٌ بهذا الوقتِ الباكر؟ وبهذا الشكل الطفولي عزيزي؟ "
قالت ساخِرًا، مع تسألٌ مُزيف.

-" بالطبع إلى العمل"
أجاب وكأنهُ ابسطُ شيءٌ بالحياة.

تنهدت، لتسيرُ إلى الساعة، و تنظرُ لها صانعةً تعبير مُستغرب- مُصطنع.

-" عزيزي ما الوقت الأن؟"
سألت ساخِرًا بالطبع.

-" انهُ 4:09؟ .... صحيح! عملي ليس الأن! "
اجاب بإدراكَ.

-" كالعادة سهِرت على الروايات البوليسيّة.. وتستيقظُ بهذا الشكل الأحمق"
قالت ثم تنهدت، لتُعاودُ الجلوس على الريكة.

-" اسفَ.. دائمًا ما اخطط قراءة رواية واحِده ولكنني فجأة أجِدُ نفسي في الرواية العاشرة.."
قال بأسف، ليجلسَ بجانِب زوجته.

-" هذهِ المرة الثالثة هذا الأسبوع، السهر مُضِرُ بالصحة، من اليوم سأمنعك من الروايات بعد الساعة  العاشرة مساءًا"
قالت بِصرامةٍ، وهي تقتربُ مِنهُ لتسرح شعرهُ المُبعثر، و تعدلَ ربطة عنقهُ.

-" تش.. ايتها الصارِمة"
همس، بغضبٍ طفوليّ.

-" آرا اعتذر لكوني صارِمة"
قالت ببردٍ احتل صوتِها، وهي تشد ربطةُ العنُق بقوة عليهِ.

-" مؤلم .. مؤلم اسف اسف "
ردد بخوفٍ بسبب ان زوجتهُ الأن ستخنقه..

-" جيد.. جيد.. "
قالت وهي تربتُ على رأسهُ، وكأنهُ جرو.

خرجت قهقه رقيقةً منها على تعبيرهُ الطفوليّ.

-" إذن عزيزي ماذا تُريد الفطور ؟ "

-" لا رغبةً لي بشيء"
اجاب ليستشعرُ هالةً سوداء بجانبهِ..

-" كما أخبرتك يساعد الفطور الصباحي على تزويد الجسم بالفيتامينات والمعادن الضرورية التي يحتاجها الجسم للنمو بشكل سليم، والقيام بعمليات التمثيل الغذائي للعناصر الغذائية مثل البروتين والكربوهيدرات-"
كانت ستبدأ مُحاضرةٍ طويلة المدى حين أسكتها زوجُها بقبلةٍ مُفاجِئة..