بَرُودةِ الشَّتَاء

1.2K 36 49
                                    


لا ترى اشخاصًا يتجولون في هذا الوقت من السنة غالِبًا، لكونهِ شديدُ البروده.

يحاولون بِشده تدفئة منازِلهم، لتجنب الحمى، و البردِ القارص.

وهذا ما يحصلُ في منزل السيدان المتزوجان كودو.

كانت شيهو تُدفئ منزِلُها، بمحاولاتٍ صارِمة نتيجتُها باءت بالنجاح.

ولكن لايزال بارِدًا.

نظرت لزوجِها الذي اتى للتوَّ من غرفتِهما، مُرتديًا قِمصانٍ و معاطفٍ عديدة، مُحاولًا الشعور بالدفئ.

-" يبدو انك تواجهُ وقتًا عصيبًا اليس كذلك ايها المُحقق؟ "
سألت بسخريةٍ، وهي تُشعلُ المدفأة.

-" اليس من المفترض ان اسأل انا فيبدو انكِ تواجهين وقتًا عصيب في تدفئة المنزل"
قال ببتسامة فوزٍ، وهو يتجهُ لأمام المدفأة.

قهقهت قليلًا، لتتجهُ للجلوسِ بجانبهُ.

-" حسناً، فُزت انت هذهِ المره "
استسلمت للخسارةِ، ثم ابتسمت بجانبية.

بعد دقيقةٍ، لمِح شينتشي زوجتهُ ترتجفُ بردًا.

تنهد بأسى، ترتدي لبسًا خفيف بهذا الجو البارِد، و يبدو انها مستيقظة من الصباحِ الباكر لمحاولة تخفيف البرودة و تدفئة المنزل، نظرًا لحالتِها، هي حقًا مُهملة نفسها، و تهتم بهِ قبل نفسها.

-" حمقاء.. اهتمي بنفسكِ قليلاً"
قال وهو يقتربُ منها ويُمسك يديها لمحاولة تدفئتها.

نظرت هي مُندهشة، ثم ابتسمت بجانبية.

-" آرا انك قلقٌ علي؟ "
كالعادة تسخرُ.

-" انني كذلك، فماذا افعلُ لو زوجتي أُصيبت بنزلةِ برد؟ "
قال ساخِرًا، مع وجهٍ احمق.

نظرت مُندهشةٍ، لوجههُ الخجل.

هي ابتسمت بسعادةٍ غامِرة.

تُحب رؤية هذا الجانب اللطيفُ منه.

-" لا تقلق انني قوية.. لن يُصيبني البرد"

وقبل ان يردُ، شعر بيديها تخفُ.

نظر مُسرعا إليها، ليرى جسدُها يسقطُ على كتفهِ.

-" ش- شيهو؟ "
قال بتوترٍ، ثم شعر بأنفاسِها المضطربة و خديها المُحمرة..

-

كانت شيهو مُستلقية على سريرُهما، على رأسها كمادة دافئة، و مُغطاه بالبطانية، وعلى الطاولة التي بقربها يوجد ماءٌ دافئ، كان شينتشي واقِفًا مُمسكًا بهاتفهِ.

-" شُكرًا اوكا-سان.. لم اعلمُ كيف التعامل مع نزلاتِ البرد"
شكرها من اعماقِ قلبهِ.

كان المُتصلُ والدتهُ، عندما استنتج كون شيهو مُصابة
بنزلةِ البرد، بدون اي تماطل اتصل على والدتهُ'يوكيكو'، لكونه لا يعرف التعامل مع نزلات البرد و ايضًا كان من خطر على بالهِ هو والِدتهُ، فهي الأحل الأمثل لمثل هذهِ الامور.

-" لابأس شين-تشان.. كرر نفس العملية حتى تخفُ الحمى، و ايضًا احرص على الاعتناء بأبنتي شيهو-تشان إذا حصل لها اي شيء فلا اعلمُ ما قد يحصلُ لك، حسنًا؟ باي باي~"
قالت كلامُها بتهديدٍ شعر بهِ شينتشي من خلف الشاشة، ثم اغلقت الهاتف.

ابتسم هو بتوترِ، ثم يعيدُ نظرهُ إلى زوجتهِ المريضة.

اقترب مِنها، ليجلسُ على مقعدٍ بجانب السرير.

امسك يديها، بقلقٍ و خوف يُسيطرانِ عليه.

هو خائفٌ عليها، و قلقٌ عليها.

ازدادتَ قبضتهِ على يديها، ونظر لها بعينين تملؤها القلق و الخوف.

ثم شعر بها تتحرك، نظر لها مُسرعًا.

رأى عينيها الخضراء الشبيهه بالطبيعة، مُتعبة.

-" عزيزي .. لا تتركني"
همست بصوتٍ مهتزٍ.

-" لا تقلقي لن اترُككِ مهما حصل! شيهو"
اغمض عيناهُ وهو يقول ذلك.

ابتسمت بتعبٍ، لتغمضُ عيناها و تغط بنومٍ عميق.

كانت تشعرُ بالراحة للغاية معهُ.

كم احببت قلقهُ عليها، و خوفهُ.

تحبهُ.. لا بل تعشقهُ، و بكلِ ثانية تقعُ بهيامِ عيناهُ الشبيهة بالسماء الصافية.

تغرقُ بجمالِ كلماتهِ المغطاه باللطف و الحُب لها.

اليوم التالي  استفاقت شيهو مُتعافاه، نظرت لزوجِها النائم بجانبِ يديها.

" ايه؟ "

-

كان شينتشي مُصاب بالحمى، تم نقل العدوه مِنها إليهِ.

تنهدت، وهي تراهُ يلتصقُ بِها كطفلٍ رأى حلوى.

كان لطيفٌ ولكن مُزعج قليلا، يُعاند اخذ الدواء.

كم كان الاعتناء بهِ صعبًا.

في اليوم التالي استيقظ شينتشي و رأى شيهو بحالةٍ مُزرية.

وكانت تتجنبهُ طوال اليوم لكونها غاضبة منهُ.

انزعج من ذلك، ولكن جعلها تُسامِحهُ بطريقتهُ السحرية.

( يتبع).

يومياتُ الزوجان اللطيفانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن