التسَّوقَ

1.1K 35 37
                                    

كان البقاء في المنزل طوال هذهِ الفترةِ، مُمل، و قرروا الخروج للترفية عن أنفسهم، و الإستمتاع بالأجواء المُحمسة لهذا.

نزِلت شيهو من الدور العلويّ، ترتدي تنورة فوق الرُكبة باللونِ الاسود، و سترة صوفية برقبة باللونِ الأحمر، فوقها معطفٌ لتحت الرقبة لونهُ بنيّ،  و قبعةً بنيهَ، مع كعبٍ صغير.

-" اصبح كل شيءٍ جاهز، لنذهب"
قالت شيهو ببتسامة جانبية، يغمرها الحماس القليل على اول طلعة منذُ فترةٍ طويلة.

التفت شينتشي، الذي ارتدى سترةً سوداء برقبة، و بنطلون اسود  و فوقه معطِفٌ تحت الركبة باللونِ الرمادي الغامق، مع حذاء رياضي اسود.

-" حسنًا، هياا بِنا"
قال بحماسٍ كبير، ثم مدّ يدهُ إليها لتمسكها ببتسامةٍ خفيفة.

ثم خرجوا من المنزل، و اتجهوا لسيارِتهم، ثم ركبوها.

و قاد شينتشي السيارة بسعادةٍ غامِرة، وبجانبهِ شيهو التي تنظرُ للأنحاء من نافذة السيارة ببتسامة.

لم تكتمل فرحتهم، لأن هناك إشارة مرور بطريقٌ مُزدحِمٌ.

تذمر شينتشي بمللٍ، كما تنهدت شيهو.

-" إذنٍ، شيهو اين تريدين ان نذهبُ اولاً؟"
سأل شينتشي، مُحاولًا كسر الملل و ايضًا الصمت بينهما.

-" لنذهب للتسوق قليلًا بالاسواق."
قالت ثم اومئ شينتشي.

وبعد حوالي العشر دقائق، خرجوا من الطريق المزدحم بفرحٍ، ليتجهوا إلى احد الأسواق المشهورة بطوكيو.

ثم ذهبوا للتسوق بجميع المحلات التجارية.

-" ان هذهِ الحقيبة جميلة ولكن هذهِ ايضًا.. "
سألت شيهو مُحتارًا.

لينظرُ شينتشي إليها ببلاهة.
-" انها نفسُ الحقيبة لا ارى اي فرق بينهما.."

-" هل انت احمق ام ماذا؟ نسيتَ.. انت بالفعل احمق"
قالت شيهو ساخِرًا من ذلِك المحقق.

نظرت لهما الموضفة ببتسامة متوترة.
-" ان لكِ عينٌ جيده انستي، هل لي ان ادلُكِ على افضل منهما؟"

ثم جفلت من نظرات شيهو الحادة.

-"ا- اسفه-"
قالت ثم هربت.

وكانت تفكر هل تترك العمل؟

-

انتهت شيهو من الاشتراء، و أشرت الكثير من الحاجيات و المسكين الذي يحمِلها هو شينتشي.

ثم اثناء المرور بين المحلات، لمِح شينتشي محلٌ للروايات البوليسية.

-" م- ماذا"
صرخ بحماسٍ، كادت شيهو ان تقسم انها رأت عيونهُ تتحولَ لنجومٍ.

اغمضت عينيها قليلا لتعود فتحهما وترى شينتشي ليس هناك نظرت للمحل لتراهُ يشتري الكثير من الروايات.

-" يا إلهي"
تنهدت بأسى عليهِ.

بعد مرور عشر دقائق، كانت شيهو تسحبُ شينتشي الذي يداهُ امتلأت اكياسًا بها رواياتٌ بوليسية كثيرة.

-" شيهو.. عزيزتي اترُكيني هنالك خمسمئة رواية لم اشتريها"
بكى شينتشي كطفلٌ رضيع.

-" كم مره اخبرتك الا تبذر بفلوسك كثيرًا.. انظر ما لديك من روايات الأن حوالي العشرين"
قالت شيهو بصرامةٍ، ليصرخ شينتشي بدرامية.

-

بعد ساعةٍ ونصف كانو الزوجانِ كودو، جالسان في مطعمٍ صادفوه حين تجولوا.

-" حسنا سيداي، ماهو طلبكُما؟ "
سأل النادِل ببتسامةٍ مُغمضًا اعينهُ، ثم فتحهما و نظر لشيهو.

ليُقاطع تأملهُ الوقح، نظرات شينتشي الحارِقة.

-" قهوة سوداء لكلينا إذا سمحت."
قال شينتشي بصوتٍ غليض.

-" ح- حسنًا.."
هرب النادل مُسرعا.

-" يالهُ من حقير كيف له ينظرُ لكِ هكذا "
همس شينتشي بغضبٍ شديد.

-" آرا هل انت تغارُ علي؟"
سألت شيهو مُبتسمًا بجانبية.

-" نعم وبكل تأكيد فأنتي زوجتي"
صرخ شينتشي وهو يضرب الطاوِلة بقوة.

نظر لهُ كل الزوار.

-" يا إلهي"
ضربت شيهو راسها بيأس.

دومًا ما كان سهلُ الغضب، و يجلبُ كثير من الأنظار بكلِ مكانٍ يذهبُ له.

عاد ذلك النادِل من الوقت السابق جالِبًا طلبهما، بوجهٍ مصدوم و الشعرُ بهُ يتطايرُ.

-" ه- هذا طلبكُما س- سيداي.."

شكرتهُ شيهو مع نظرات شينتشي الحارِقة بالخلفية.

-

عند ظهور القمر كانا الزوجانِ قد انتهوا من طلعتِهم الترفيهية.

-" شكراً لك على هذهِ الرحلةِ المُمتعة و المليئة بالأحداثُ العديدة و الجميلة، حقًا اشكرك"
قالت شيهو، ليظهر نورُ القمر جمالُها الآخاذ.

نظر شينتشي لها مطولًا، مُتأمل جمال ملامِحُها الفاتِنة، و ابتسامتُها الساحِرة، ثم امسك يديها.

-" حمقاء.. لا داعي للشكر"
قال شينتشي وهو ينظرُ بعيدًا عن عينيها.

ابتسمت هي بدفءٍ، مُغمضًا اعيُنها.

لمحُها بطرفِ عينهُ، و كعادتهِ سُحِر بها.

(يتبع).

يومياتُ الزوجان اللطيفانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن