"لو رأت صرصور يهاجم نملة لن تتركهما في حال سبيلهما وتدرك ان تلك هي الطبيعة بل ستحشر انفها بينهما وقد يصل الأمر بها الي اصطحاب النملة الي مقر الشرطة وتحريضها لرفع بلاغًا بالتعدي ثم ستبدأ بسرد محاضرات وخطابات عن حقوق النمل وربما تهاجم النملة علي ضعفها وعلي انها ليست خنفساءٍ مثلًا ، اختك المبجلة تريد تغيير الكون علي هواها تلك الحمائية الغبية التي اورثها اياها والدها ستودي بها يومًا ما للتهلكة وعندها اذكر كلامي هذا"
قالت سيدة في اوائل العقد الخامس تلك الكلمات وهي لا تتوقف عن لطم فخذيها بانفعال بينما عيناها لا تبرحان الباب الابيض الذي وضع عليه لافتة صغيرة دلت علي هوية من بداخلها
اجاب الشاب شديد النحول الذي يجاورها باستفاضة وكانه في ندوة ما وهو يحدق في ذات الباب:
اولًا النمل ليس ضعيفًا كما تجزمين امي ، النمل مخلوقًا مفترس يترصد الفرصة لتجور الحياة علي الصرصور المسكين ليقوم بطعنه في ظهره بكل خسة ودناءة ثم يبدأ في التهامه بوحشية ، ثانيًا اختي ليست بتلك الطيبة التي تدعين ولا تراعي حقوق المخلوقات لتلك الدرجة المجحفة بل تفعل كل ذلك لمآربها الخاصة ، ابنتكِ خبيثة كما النمل تمامًا كلاهما يترصد الفرصة ليفتك بفريسته علي حين غرة
سمحت لعينيها اخيرًا بعد اكثر من ساعة بترك الباب وهي تنظر اليه مستمعة لحديثه بفم فاغر وعيناها تراقبان في ريبة طريقة تعبيره وحركات يديه السريعة وقد تدلت نظارته الكبيرة علي انفه اثر انفعاله في الحديث قبل ان تتراجع في جلستها تزدرد ريقها بتوجس ولسان حالها ينطق:
عوض الله عليٓ عوض الصابرين في ابنائي
التفت لها الشاب قائلًا باستفسار وهو يعدل من وضع نظارته التي لا تنفك وتقع مرة اخري:
ماذا ، هل قلتي شيئًا امي؟!
هتفت والدته بسخرية:
لا يا حبيب امك فقط العن زواج الاقارب ونتائجه الخيرة
عقد حاجبيه بتعجب وهو يسألها قائلًا:
ولكن ما علاقة زواج الاقارب بما نحن فيه الان ؟
همست رقية من بين اسنانها باستهزاء وقد عادت عيناها تتابعان الباب الساكن امامها:
لقد حزرتني امي مرارًا وتكرارًا من تلك الزيجة السوداء ولكني اصريت بكل رعونة
ثم نظرت اليه باستنكار وهي تجعد جبينها:
وها انا احصد نتائج تهوري فيما مضي
ظهر عدم الفهم علي وجه الشاب الذي شاركها الحديث بقوله:
معكِ حق بالفعل لقد قرأت مره دراسة لاحد العلماء في احدي الجامعات العالمية تقول ان زواج الاقارب غالبًا ما ينتج عنه اطفالًا مشوهون او متخلفون عقليًا
![](https://img.wattpad.com/cover/277627646-288-k685939.jpg)
أنت تقرأ
بربري في ثياب نبيلة
Romanceهو وقح ورجعي ، لا يؤمن بالمساواة ولا تستهويه المثالية ، يحمل من صفات ما يخوله ليكون رجل كهف بامتياز بينما هي كانت مصيبتها الكبرى انه وقع في غرامها وفعل المستحيل لتكون امرأته و في كنفه ، فجبلت علي الزواج به مرغمة