الفصل الثامن و الأخير (النهاية)
تقدم نحو سيارته مشيرا للسائق بالإبتعاد و ملامح السعادة التي ارتسمت على وجهه لم تخفى على أي ممن حولهم ... يرغب بأن يكون على إنفراد مع عائلته أخيرا و لكن الأهم من ذلك، يرغب بحركات تسيلين معشوقته الصغيرة ... سبقها نحو الباب ليفتحه لها بينما تبعته نظرات الحراس و السائق غير مصدقين لما تراه أعينهم... القرش آدم الحسيني يفتح باب سيارة الفتاة بنفسه... لم يتوقع أحدا أن يرى مثل ذلك المشهد أبدا...
انطلق إلى الخارج و تبعتهم سيارات الحراسة و عينا أمل التي جلست تتميز غيضا من المشهد الذي رأته...
سحب هاتفه ليكتب رسالة سريعة لنذير و أعاده إلى جيبه... لم يقل سوى بضع كلمات كافية لينطلق الرجل الى التنفيذ "أخرج تلك العاهرة من قصري و ألق بها أمام منزل والدها..."
نظر إليها بحنو و هو يحادث نفسه :
-لن أسمح لأي شيئ أن ينغص عليك سعادتك من بعد الآن...
بدون تردد مد يمناه نحوها ليمسك يسراها... يقود سيارته بيد واحدة بينما الأخرى تحكم القبض على زوجته و كأنه لا يرغب بإضاعة اي وقت دون أن تكون بين يديه... استسلمت للشعور اللذيذ الذي دغدغها و يده العملاقة تحتوي يديها بقوة... ارتسمت ابتسامة عريضة على شفتيها و هي تنظر إليه و سيلين العشق يكاد ينفجر من عينيها اللامعتين... طالت نظراتهما حتى انتبهت للطريق فزعة و هي تصرخ :
-انتبه...
أدار مقود السيارة بسرعة ليعود للطريق بعد أن كاد يودي بهما من علو تلة شاهقة...
رفعت يمناها تغطي بها ضحكتها ثم غمغمت
و هي لا تكاد تخفي ابتسامتها الساخرة ...
-القليل من الإنتباه أيها القرش... لقد وعدتني بأننا سنعيش سنوات طويلة... إن بقيت تنظر هكذا لن نستمر لساعة أخرى...
ضحك بشكل جعل وجهه يشع على نحو مختلف... لقد رأت ابتسامته من قبل، لكنها المرة الأولى التي تسمع ضحكاته... كان سعيدا و هو يقرب يدها إلى شفتيه و يطبع عليها قبلة و هو يحاول التركيز على الطريق... ترددت لوهلة ثم قررت التخلي قليلا عن خجلها... نزعت حزام الأمان خاصتها و قاربت بجسدها إليه لتضع رأسها على كتفه... لم يصدق جرأتها بادئ الأمر ،حتى بعد ما حصل ليلة الأمس و صباح اليوم ضلت تحتفظ ببعض الخجل كلما التقت عيناهما ليصبغ وجنتيها بحمرة تزيدها جمالا و جاذبية...
رفع رأسه ليدرك أنهم وصلوا أخيرا إلى مطعم العم صالح... تنفس القرش بعمق كأنه يستعد لمباراة مصيرية... داخل عقله الكثير من الكلام ليقوله لهما، لكنه لا يعرف من أين سيبدأ... لا يستطيع توقع ردود أفعالها ... و هو ما زاد الأمر صعوبة عليه...
*******************
ترجل العاشقين عن السيارة و معهما مجد و هو متحرق لرؤية العم صالح...تركهما خلفه و نط إليه مسرعا و هما يضحكان من حركات السعدان التي لا يكف عن إثارتهما بها ... لقد سبق له أن زاره مرات عدة في القصر لكن آدم لم يكن يسمح للصغير بالخروج من القصر مطلقا من شدة خوفه عليه... كانت المرة الأولى التي يذهب بها لمطعم العم صالح فلم يستطع تمالك نفسه من شدة سعادته....
أنت تقرأ
قرش البحار و الحورية
General Fictionقد إستبدل ثقل قدميه على الارض بخفة جناحي القلب وشغفه ، وبين أرضهِ وسمائهِ تجلت له الحياة وما بعدها كَمورد ظمآن على سفر