سكربت 2

13 2 0
                                    

ميني سكربت 2
اهلا ..... اسمي باسم شاب في اوائل ثلاثينيته ، طمع طوال حياته ان يحصل علي مكان ولو صغير في الدنيا الشاسعه ، برغم صغر حلمي و تواضعه في نظري و لكن كما يبدو بدا كبيرا جدا علي حياتي .

حاولت بجهد الا استسلم و لكن كان صعب جدا ، في اللحظه التي قررت فيها الاستسلام وجدت يد امي امامي
لكن لماذا ؟ امي توفت يوم ولادتي ؟! اذا لماذا امي ؟ و لماذا الان ؟! اين كانت عندما ولدت و كنت ابكي ولم اجد من يحتضنني  ؟ اين كانت عندما طردتني زوجه ابي من البيت  بعد موت ابي مباشره قائله " اذهب يا قاتل امك ! و حسره ابيك " ، رغم كل تساؤلاتي قررت في النهايه ان اتحدث معها لا يوجد من يمكنني التحدث معه علي اي حال
- ماذا تريدين
_ لماذا تبدو مريعا هكذا ؟
-انا بخير لا احتاج شفقتك
_شفقتي ؟ هل انت غاضب من امك ؟
_لما تظهرين الان هل تذكرت ان لديك طفل ؟ عذرا لكن طفلك اصبح رجلا الان و لم يعد بحاجه لك
قالت مبتسمه
_ الطفل سيظل طفلا في نظر امه للابد
-اخبرتك لم اعد احتاجك
_ من شابه اباه فما ظلم
-ماذا تقصدين
قالت و هي تجلس بجانبي ممسكه يدي  لاشعر بالدفئ وكأني كل تلك السنوات كنت في بحر جليدي لم يستطيع احد اذابته الا دفئ امي
_انت غاضب لان والدك لم يصارحك بحزنه ابدا ، قام بتربيتك و اسماك باسم كما كنت انا اتمني ، اثق انك لاحظت حزنه كلما نظر لك
رددت بعفوبه
- اجل لكن ما ذنبي ؟ انا لم اقتلك .. امي اتعلمين كم كنت نادما علي بقائي حيا الي الان ؟ كلما نظرت لوجه ابي و رأيت حسرته علي فراقك ، كرهت نفسي لضربي لمعدتك وطلب الخروج ، تمنيت لو كنت انا من مت وانتي بقيتي علي قيد الحياه 
وضعب امي يدها علي رأسي و قربت لصدرها واخذت تربط علي شعري وكأنها تهدأ طفلا صغيرا
_لا تخف انه ليس خطأك  .. كم انه ليس خطئي لم اكن اريد تركك ايضا لذا دعني لا نكره بعض اريدك ان تعلم شيئا ما " بالنسبه لوالدك فقد حبيبته او زوجته لذا يظن انك مجرد خساره  لكن بالنسبه لي كنت روحي التي عاشت لتسعه اشهر داخلي كنت قلبي الذي يدق و عقلي الذي يفكر ولو خيرت الف مره لخترت ان اتركك و تحيا انت لذا لا تلم نفسك ولا تيأس من الله اكمل طريقك وانا دائما بجانبك و احميك،  " تذكر دائما لن يحبك احد ابدا بقدر حب امك لك "
رفعت رأسي لانظر لوجهها ولكن لم استطيع رؤيته بدأ كل شئ يتلون بلون ابيض وكأن الرسام يعيد انتاج لوحته وفجأه استيقظت من نومي علي الاريكه في صاله البيت ، جسدي كان يرتجف و مبلل وكأن احدهم القي بدلو ماء عليه ، التقطت انفاسي و قمت لاغتسل ثم دخلت المطبخ لاصنع كوب القهوه وانزل لعملي الذي لا اطيقه آملا ان واحده من الشركات التي اذهب لمقابلاتها كل يوم  تقبلني و ابدأ شئ احبه واجيده .
بينما كنت احتسي اول رشفه من قهوتي اصدر هاتفي صوتا غير مجري حياتي بالكامل ، ذهبت وفتحت الرسائل ووجدت رساله من احدي اكبر الشركات التي تمنيت العمل فيها  مكتوب فيها بكل وضوح
" استاذ باسم الديب نبشر سيادتكم بقولكم للوظيفه يرجي التوجه لمقر الشركه الرئيسي لاستلام الكارنيه الخاص بك "
تركت كوب قهوتي و قرأت الرساله حوالي عشر مرات و في كل مره كنت انصدم وكأني مازلت احلم
امضيت تلك الليله وانا لا اطيق الانتظار للذهاب غدا لكن لما الليل طويل هكذا ؟ ، لطالما شعرت اني لا احظي بنوم كافي وان الليل قصير اذا ماذا يحدث ؟ .

امضيت ليله تكاد تكون الاطول في حياتي و اخيرا حل الصباح
ارتديت بدله سوداء انيقه زينتها ابتسامتي التي كدت انساها و ها انا الان اقف امام باب الشركه و استعد للدخول 

بعد تفكير اكتشفت اني كنت مخطئا ، حلمي لم يكن كبير علي حياتي ..  بل انا من كنت متواضع جدا لدرجه جعلتني كسول ولا ارغب في الحركه ، امي التي كانت تساندني ولم تغضب مني ابدا رغم ان اول نفس اخذته في حياتي كان سبب انهاء حياتها ، والدي الذي فقد حبيبته،  لكن لم يلقي بي في الشارع و دعمني حتي مات ، اظن اني كنت محاط بالحب من كل الاتجاهات لكني فقط كنت اتجاهل الامر بكل غباء

اليوم تحقق حلم باسم ذو ٣٢ عاما و اتمني لكم جميعا ان تحققوا احلامكم وان تشعروا بكل الحب الذي يحيط بكم في كل مكان 🤍✨🖐️

تمت
غاده وائل
ghadawael307

Script || سكربت حيث تعيش القصص. اكتشف الآن