اربع حيوات و روح واحده

الاراده

(الفصل الاول)
أولهم مدحت
مدحت ده طالب ذكي جدا ، من وهوا صغير أهله كانو مؤمنين بذكائه و فكره و اختراعاته بس كان عنده مشكله
أنه مش بيحب المدرسه ،مدحت كان لما بيروح المدرسه في الابتدائي ، كان بالنسباله الجحيم و أن أهله بيرموه فيه محدش كان بيفهمه ، كان مسخره الفصل و بعدها بتلت سنين بقى مسخره المدرسه
كان ديما مضتهد و ديما الي حواليه بينقدوه و بيتريقو عليه
كان بيتضرب و مكنش يقدر يدافع عن نفسه
و كان يرجع البيت ولا كان حاجه حصلت ولا بيقول لامه ولا أبوه
و لما كانو يسالوه يقولهم أنه مش عايز يروح المدرسه تاني
من غير ما يعرفوا السبب

......................
مدحت فكر لو أنه يقدر يرجع يغير ده ، و قال إنه هيبقى شجاع و يواجه و يجاوب و اكيد الناس هتقدر كده لانه كان عارف أنه مميز
راح المدرسه تاني يوم و دخل الفصل
كانت حصه عربي
مدحت كان عامل الواجب و مذاكر كويس ، و في الفصل اتسالو سوال من المدرس و كان مركز فيه جدا و عارف الاجابه الي الفصل كله ميعرفهاش و دي فرصته أنه يثبت نفسه

- الاستاذ : هاه يا ولاد مين عارف الاجابه
يبدأ مدحت يرفع أيده بعد صراع كبير جوا نفسه
الاستاذ: قوم يبني .....اسمك اي ؟
و يقوم مدحت بالاستناد على الدسك و ينظر كل الطلاب له بطريقه سخريه
ف يجاوب مدحت على سوال الاستاذ
مدحت : اا....ااانا.. مممدمدحت
بدأ الفصل يضحك على أن مدحت عنده مشكله ف الكلام و
أنه مش بيقدر يتكلم بطلاقه و لسانه ديما مربوط
الاستاذ : هاه يا ابني جاوب
مدحت هيبدأ يجاوب راح واحد من الطلاب بيقول بصوت عالي ( ايه دا يا جماعه الحمار هيتكلم )
مدحت سكت مبقاش قادر يتكلم من رهبه الموقف و تريقه زمايله
بعدها بسنتين مدحت بقى في اولى اعدادي
و كان داخل ف حاله اكتئاب لا توصف و زعل و الصدمه من أن الناس بقت بالشكل ده
مدحت فضل ف البيت و أهله كانو رافضين فكره ينزل الشارع كان نادر اوي لما ينزل يقعد مع حارث و مجدي و داران
فحاول تأني
و بدأ من الاول و جديد كان محدش يعرفه و قرب أنه يكسر الحاجز جواه
راح دروس و عرف المدرسين و زمايل جداد
بس كان برضو ف خانه الملل و الي مش مفهوم و كان مازال عنده مشكله الكلام
بس حصل حاجه مكنش متوقعها..... أن المدرسين يعرفون قدراته و كان باين عليه و بدأ ياخد شهادات و يتحمس و يكمل دراسه و اجتهاد
بس ده ميمنعش السخريه المستمره عليه
كمل مدحت دراسته و حب أنه يجرب تجربه جديده
تجربه مختلفه ، و اهتمام كان محتاجه
وشافها مدحت بنت كانت عاديه جدا
بس هوا عارف انها مكانتش هتبصله مهما كان الثمن أو الي هيعمله مفيش امل
عدى الشهور و كان مدحت بيجيب الدرجات النهائية في كل اختبار
بدأ يلفت انتباها
و هوا مقتنع أنه لا يمكن بقدر يكلم البنت دي
بدأ مدحت يهتم ب جسمه شويه و بقى قادر أنه يدافع عن نفسه لو حصل حاجه بس قلبه كان لسه ضعيف ، مازال خايف مازال لوحده مازال يرجع كل يوم من المدرسه بنفس الروتين مع أنه بيكره حاجه اسمها تكرار
المسافه بين المدرسه و بين البيت كبيره جدا ممكن ٦ كيلو
مدحت كان يرجعهم مشي ف وسط الشمس لوحده لانه مش عايز يركب الاوتوبيس مع زمايله لانه عارف الي هيحصل ، و كان ف دماغه أنه يوفر الجنيه ده و يحطه ف الحصاله
و ف وسط الروتين ده بدأت الأحداث تزيد اثاره
وفي بنت كلمته اسمها اميره البنت دي كانت زي أخته بالضبط بعد كتيره من الكلام و هي كانت معجبه بشخصيته المميزه الي مش موجوده بالنسبه لمدحت وانه كان دمه خفيف ،و اميره مش مصدقه أنه كده ..... مش زي ما الباقي بيقولوا ولا زي ما باين عليه من برا
طلع مدحت تانيه اعدادي و كان الكل مصدوم فيه حتى مدحت نفسه كان مستغرب نفسه
أحداثه كانت مريبه و بدأت من الفصل
قبل ما الاستاذ يدخل كان كل الطلاب ف الفصل و كانو بيضحكو و يلعبوا
مدحت قاعد عادي جدا من غير ما يكلم حد ، جه واحد كان عايز يقومه من مكانه ، و ده نفس الواد الي كان بيقومه كل سنه من مكانه و يرجعه ورا
كان اسمه ماهر
ماهر : قوم يالا من هنه ده مكاني
مدحت : انا قاعد هنه من الاول و تعبت علشان اقعد هنه ....  يبقى قول للاستاذ
ماهر : انت فاكر نفسك فين انت ف مدرسه حكومه و هتقوم
و يحط ماهر أيده على كتف مدحت و يسحبه
مدحت مستناش أنه يكمل ولا رد عليه
ضرب مدحت ماهر في وجهه مباشره و اصبح ماهر يترنح أمامه
و دخل الاستاذ و رأى ماهر يبكي
الاستاذ: اي ده !! .... اي الدوشه دي
مدحت فضل ساكت لانه عارف أن محدش فيهم هيتكلم و من ساعتها مبقاش مصدق نفسه أنه ضرب اروع ناس في الفصل و كلهم يخافوا منه و يعملون حساب لرد فعله
بدأت مدحت يتكلم عادي زي البشر و يرد و مش بيسكت على حقه و يضحك الفصل و المدرسين و شاطر
كانت اسعد ايام بالنسبه له
و البنت الي كان معجب بيها بقى يكلمها و حتى هي مبقتش تفرق معاه
إعجابه زال و حبه للناس مبقاش موجود
و مع ذالك كانت بتحب تكلمه ، لحد ما وصل أن المدرسه كلها تعرفه من الطالب لمديره المدرسه
و تيجي اميره الي هي اعز أصحابه
قالتله أن البنت الي معجب بيها دي بتحبه جدا و عايزاه من كل قلبها
مدحت عمره ما حس بالاهتمام ده ، دي هتبقى اول مره حد يهتم بيه بجد و يحبه بالذات لما تكون بنت ، تجربه جديده و مختلفه
مدحت : لا انا مش بحبها
ظهر على اميره لمعه ف عينيها كأنها مبسوطه
بس مدحت تجاهل ده و عمل نفسه عبيط
اميره : لي بس يبني دي بتحبك جدا و عماله تتحايل عليا
مدحت : قولتلك لا مش فاضي للكلام ده
( مدحت بيتقل ، مش عايز يبان واقع)
تاني يوم مدحت شاف اميره و البنت دي و اتقابلو و هزرو مع بعض و ضحكهم كالعاده بخفه ظله
و كان بيزيد اعجبها بيه يوم بعد يوم
اتفقو يتقابلو ف يوم
بس اميره مجتش ، كان مدحت و هي بس ، و بدون سابق أنظار
البنت : مدحت انا بحبك و مش هقدر اسمعك بترفضني
مدحت و هوا متوقع كل ده و عارف اي الي هيحصل من قبل ما يتم ، بس عمره ما كان بيقول لحد أنه بيحبه
من وجهه نظره أنه مفيش حد يستاهل منه الكلمه دي
فقرر أنه يقولها بطريقه تانيه تمنعه عن أنه يقول بحبك

مدحت : و انا كمان
البنت : بجد !؟
مدحت : هي الحجات دي فيها هزار ؟
و انسحب مدحت زي الزيبق

بعدها باسبوع ....

اميره : اي يا بطل عامل ايه
مدحت : تمام الحمدلله
اميره : عملت ايه معاها
مدحت : تمام مش كتير يعني
اميره : بس هي بتحكيلي عنك انجازات
مدحت بسخريه و ابتسامه ثقه : ما ده العادي ، اي الجديد
ضحكت اميره و هي تقول : ايوا يابا احسن واحد بقى و كده ، يبختها
و انتهى الحوار ، و محدش كان مدرك الموهبه الي عنده
مدحت قادر أنه يتوقع الحدث من قبل ما يحصل بنسبه ٩٩,٥٪
و الي كان متاكد منه أن اميره بتحبه و كان باين عليها و هوا كمان كان بيحبها بس كان لازم يلتزم ب كلمته مع البنت الي مرتبط بيها
وسط كل ده الناس الي تغيير منه لسه بيقاومهم و كلامهم مبقاش يأثر
بس ده ميمنعش أن مدحت يفضل طول الليل يفكر في الكلام ده و يزعل أن البشر ليه كده ، مضايقه أنه يظهر ليهم بمنظور
و لوحده يكون بمنظور
بس هوا عارف أنه لو اتعامل بطبيعته الطيبه هيتدفن مع أفكاره
راح مدحت ل اميره في يوم و هوا مش مرتب كلام و بدون اي سبب بيسالها
مدحت : انتي بتحبيني ؟
اميره : اه طبعا يبنتي انت زي اخويا
مدحت : هوا انا عبيط يعني مش واخد بالي
انتي مهتميه بيا اكتر من البنت الي انا معاه
اميره : لا بس انت اخويا و احبك اكتر من حبيبتك
مدحت : مفيش حاجه اسمها كده ! ، بس برحتك انا سالتك و عندي استعداد اقطع علاقتي بيها علشانك لاني انا كمان عندي مشاعر اتجاهك ( قال مشاعر بدل بحبك ،لسه مقتنع أن مفيش حد يستاهل كلمه بحبك )
اميره : وانا بقولك مفيش حاجه من دي انت اعز حد عندي و هفضل جنبك بس من غير ما احبك زي ما في دماغك