02

186 18 2
                                    



فتحت عيناي بانزعاج على رطوبة غلفت وجهي بسبب متوحش صغير لا يكف عن لعقه، حدقت به مباشرة ليطلق زمجرة خفيفه بوجهي دلالة على فرحته لعودتي

إنه طفلي المدلل يخبرني باشتياقه لي، شادو ذئبي الأسود
استقمت بجسدي مداعباً فرائه الحريري بلطف مما جعله يخرخر ويهز ذيله بطريقه يخبرني بها أنها أحب فعلتي واراحته

تجولت انظاري بغرفتي التي على حالها كما تركتها ،
حسنا أنا لم أسمح يوما بدخول خدم او أي شخص غريب على غرفتي، من يدخلها كمن اخترق عرين أسد غاضب بالنسبه لي هكذا كان الامر ،عدا والداي بالطبع

اتجهت للحمام لاراحه جسدي بعد ليله متعبه ومليئة بالكوابيس كسائر سوابقها
ارحت جسدي بمياه دافئة انسابت عليه بسلاسه لدقائق عدة
إلى أن قاطعني حركه بغرفتي والتي كان سببها والدي القلق
فالبارحه لم أترك له مجال لاستجوابي او حتى الكلام طبيعيا معي
بسبب توجهي مباشرة لغرفتي وحبس نفسي بها

خرجت بعد أن احطت جسدي بمنشفه تسحب بلله
لأجد والدي يجلس على طرف سريري ويلاعب شادو الذي يبتسم له كالابله وكأني لست أنا مالكه ، يتودد لغيري الخائن

"بني صباح الخير، هل نمت جيداً"
اردف موجها جسده وكامل اهتمامه نحوي، بينما كنت انا اجفف شعري بيد والاخرى أخرج بها ثياب اردتيها
"صباح الخير "
اكتفيت برد مختصر لست مستعد لدخول حقل مليئ بالالغام
لطالما كان والدي بارع بالاستجواب يجعلك تعترف بدون أن تدرك نفسك ما اقترفت
"لا تخف لن اسألك عن اختفائك، فقد أخبرني أنك عدت بني"
رميت المنشفه التي اجفف بها شعري واخذت بثيابي امام وجهه ارفعها مشيرا له بان يعطيني مجال لاردتيها

حالما فهم مقصدي تنهد وهم بالخروج متجها لباب غرفتي
"حاليا سأبقى هنا"
حالما سمعني أشرق وجهه بابتسامه وهمس ب'شكرا' بعدها خرج مغلقا الباب ورائه

على ماذا يشكرني ، يشكرني أنا الابن السيء الذي لم ينجح بجعل والده فخور به بل يسبب له الالم

خرجت من غرفتي بصحبه طفلي متجها للمطبخ لاجد الخادمه تحضر المائدة
ملئت كأسا بالماء وشربته دفعه واحده ، اتجهت للصاله
اخذت أحد الارائك مجلسا لي ليتجمد عقلي ثانيه بسبب ذلك الصغير الباكي الذي يجلس امامي ضاما قدميه لصدره بفزع لرؤيته شادو الجالس بجانبي

لقد نسيت أمر وجوده،

كان ينظر بخوف واضح ناحيه شادو الذي لم يهتم لفعلة الطفل الباكي واستمر بحشر رأسه ناحيه حضني باحثا عن الاهتمام ،لطالما كان هكذا، لا يهتم سوى لي

 Amoris||اموريسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن