١٩ - أَخَذْتُ فِي الذُّبُولِ

1K 169 49
                                    


ثلاث سنوات.

هذا عام ١٩٦٠ من الميلاد بل وأيضًا في نهايته فآن الأوان للصفر أن يصبح واحدًا صحيحًا.

يوم مشؤوم كما أتى ذكره على لسان أبطالنا الصغار.

صغار؟

جيمين الصغير الآن فتى يافع بعمر الخامسة عشرة وجونغكوك صغيرنا أدعج العينين أضحى بعمر الثالثة عشرة.

أما نوري صغيرتنا التي أغفلنا ذكرها فهي الآن بعمر العاشرة.

مكثت مع أسرة براون ثلاث سنوات كاملة.

من حنان أمها ميليسا براون إلى قسوة رجل لن أدعوه أباها فلا هو أبوها بالدم ولا قلبه حانٍ عليها ليستحق لقب أب.

إلى معاناتها مع إليوت الذي لن أعتبره ولن يعتبره ولا هي نفسها تعتبره أخاها.

لا عائلة لها كانت غير أمها ميليسا، وقد غفلت عن ذكر جيمين وجونغكوك وليليان.

نوري لم ترَ ليليان طوال سنواتها الثلاث مع آل براون سوى خمس مرات بالعدد.

ويبدو أنها ستزيد مرة بعد.

فقط مرة واحدة أخيرة..

°•°•°•°

الخامس والعشرين من كانون الأول عام ١٩٦٠ من الميلاد.

ليليان على فراشها تنقل بصرها من السقف إلى الباب إلى النافذة.

نافذة ينبعث منها ضوء خافت من الخارج ومصباح معلق على الجدار ليضيء الغرفة.

لوسيانا تضع كمادات الماء البارد على جبينها وتتنهد عميقًا لأن حرارتها لا تنخفض.

ما بالها؟ هي حتى أعطتها دواءها كله وأطعمتها ووضعت لها الكمادات وحتى الآن حرارتها لا تهبط عن الأربعين درجة.

تنهدت بألم وهي تنظر لها.

نظراتها بدت منكسرة يائسة.

كل شيء ينتهي يا لوسي، كل شيء.

قالتها ليليان بصوتها المتعب وأكملت: منصبي في الكنيسة قد انتهى، وأنا نفسي على وشك الانتهاء.

نظرت إليها بشرود:

عندما تقومون بوضعي في النعش بعد موتي تأكدي أنني أرتدي زي الكنيسة ليغطي جسدي، أرجوكِ.

عَيْنَانِ || ج.ج.كحيث تعيش القصص. اكتشف الآن