جُنون .

14 2 1
                                    

...

وصلتُ وجهتي و هو مَنزل بيلا الذي يَبعد عَن منزلي بِثلاثةُ شوراع ، وقفتّ أمام بَابُ مَنزلها ، طَرقت الباب عِدة مَرات لِتفتح لي الباب امرأة بالعَقد الرابع من عُمرها ذات وجهٌ بَشوش ، أعتقد أنها والِدةُ بيلا.

"مرحباً سَيدتي ، أنا صَديق بيلا هل يُمكنكِ أن تُناديها؟"
أردفتُ لَها لِتتبدل مَلامُحها البَشوشة إلى مَلامح مُستغرِبة.

"بَناتي قَد توفن قَبل ثلاثةُ سَنوات بِحادث أيها السيد ما الذي تَتحدثُ عنه؟".
تحدثتّ هِي بارتباك لتَتبدل ملامحي ، لا أستطيع وصفُ شِعوري بِهذه اللَحظة الخوف؟ أم القلق؟ أنا حَقاً لا أشعر بأيَ شيء .

"حَسنا سيدتي شكرا لكِ."
قِلتها بابتسامة مُصطنعةٌ لِتُغلق الباب ، بدأتُ بِالسير نحو مَحطة الباص لِلذهاب للعمل ، أصبحتُ أتنفس بقوة و أُحدق بالأرجاء بِغرابة ، أفكاري مُشتتة للغاية.

...

"مرحباً جونغكوك!"
أردَفت ايو مع ابتسامة عَريضة على وجهها و هي تقف أمامي و بِيدها علبة ما.

"لَقد أحضرت لكَ البعض من الكَعك الذي صَنعته."
تكلمتّ و هي تُقدم العلبة لي ، ابتَسمت لها ببرود و أخذت الكَعك لأشكرها ، أنا حقاً لستُ بمزاج المُجاملة لأنَّ ما يحدث معي ليس بشيءٍ طبيعي.

هِي تَظن أنني شخصٌ لطيف لِلغاية و رائع ، هي لَن تَتعرف علي بشكلٍ تام مادمت لا أرغَب في ذلك، سَتتعرف دائماً عَلى الجُزء الَذي لا يُشبهني ، و فَضلت بإرادة كاملة أن تَراه عَيناها غَير هَذا جُهد من خَيالاتها الواسِعة.

انتهى العَمل لأتجه لمَنزلي ، دخلت لِغرفتي لأفتح هاتفي و أحاول الاتصالُ بِبيلا ، اتصلت بِها سَبع مرّات مَرات و لكنها لا تُجيب.

...

في اليوم التالي استيقظت و وجَهي شاحِب و عِيناي مُتعبة ، منذ يومين لا أستطيع النَوم بِسبب ما حَدث ، لم أنتظر و اتجهت فوراً لمَنزلِ بيلا لأتكلم مع والدتها.

ها أنا أمام بابِ مَنزلهم ، طَرقت الباب عدة مرات و لكن لا أحد يجيب ، استمريت بِالطرق لِعشرة دَقائق و لكِن لَم يفتح أحد الباب ، بدأت بالتَجول حول المَنزل لأنظر من النوافذ و لكن لا جدوى فَالستائُر مغلقة ، اتجهت لمَنزل جارهم ، طرقت الباب لِتفتحه لي امرأة ثَلاثينية .

"مرحباً سيدتي ، هل تعرفين أهل البَيت المجاور؟".
أردَفتُ مع ابتسامة غَريبة ، لست في حالٍ يسمح بالابتسام حقاً.

"ااه أهل ذَلك المَنزل قَد ماتوا قبل ثلاثِ سنوات بِحريق قد نَشب في منزلهم."

اشباح الحريق | Fire Ghostsحيث تعيش القصص. اكتشف الآن