البارت الثّالث...

26 3 0
                                    

الإمبراطور شخصيآ (03)

عندها تكلّم الأب ليقول: ماكس، قبل أن تدقّ
الساعة منتصف الليل أريد مفاتيح سيارتك وبطاقاتك البنكية، وابتداءا من الغد سيكون لك مصروف شهري تأخذه من والدتك وأنت حر في كيفية التصرّف به.
ماكس:_ باعتراض _  مالذي تقوله يا أبي، هل أنا في الابتدائية لأعيش على مصروف شهري؟
الأم:  الولد معه حق، ماهذا الذّي تقوله يا أبا راهول؟
الأب: بعد كلّ ما فعله ابنكِ المدلّل يا مدام، لفي قراري هذا رحمة له، واعلموا جميعا أنّي لو سمعت مجرّد إشاعة أنّ أحدكم يساعده بالمال سرّا أو باعارته سيّارته فواللّه الذّي لا شريك له لأجعلنّه يندم أشد النّدم _ يقف من مكانه _ قراري هذا لا يقبل النّقاش كما لا رجعة فيه.
اعتذر الأب مغادرا ليرتاح في غرفته بعد أن أعلم لوي وراهول بضرورة الاجتماع مع أعضاء إدارة الشّركة في الصّباح، حيث لم يعط لماكس أي فرصة لتبرير موقفه.
بعد أن رأى ماكس حياته تتدمّر أمام ناظريه لم يتحمل وانطلق مسرعا يستجدي رحمة والده وغفرانه، أمسك بيد والده يحاول استعطافه قائلا بنبرة مترجّية غلبها البكاء:لا أعلم فيما أخطأت حقا ولكني نادم بشدّة،أبي أنا جدّ آسف عن كلّ ما سببته لك من مشاكل بسبب طيشي،أعدك أن أصلح من نفسي وأرقى إلىتوقعاتك،فقط سامحني وامنحني فرصة أخيرة يا أبي.
الأب: يصفع يد ماكس مبعدا إيّاها، والدك؟والدك؟،أنا تشارلي فيرنانديز من يحسب له الكبير قبل الصغير حسابا، يأتي ابن أمس ليقلّل من احترامي وفي عقر داري،والسبب من في رأيك؟،أنت يا ماكس،يا من من المفترض أن تكون سندي في هذه الدّنيا والكتف التّي أتكىء عليها لتجنب السّقوط،،ألا تخجل من مناداتي والدك،أهذا ما يستحقه منك والدك؟
ماكس: أبي، أنا.... لكنّه كان بالفعل قد غادر.
ليلحق به باقي أفراد العائلة تباعا، بينما ماكس في موقف لا يحسد عليه.
راهول: لا أصدّق أنًك أخي، ثمّ يهمّ بالمغادرة.
ايرينا: بصوت خافت نسبيا، يا للأسف.
ماكس: أمي، أنا... لتقطع كلامه بصفعة على وجهه صدح دويها في أرجاء الغرفة وتقول: أهذا جزاء تربيتي لك، هل هذا ما علمتك إيّاه(والدّموع في عينيها بينما تدّعي القوة)  يبدوا أنّني دلّلتك كثيرا حتّى أفسدتك دون أن أعلم، تبتعد بضع خطوات ثمّ تتوقّف لتردف: لم أعد أتشرّف بكوني والدتك ماكس، ليتني متّ قبل أن ألدك وأرى هذا اليوم حيث ابني العاق يدنّس شرف والده ويمرّغ رأسه في الطّين.
تاليا بوجه حاقد: لقد خيبت ظنّي فيك.
ماكس: حتّى أنتي يا تاليا، لكنّها لم تعط نفسها فرصة سماعه، ليبقى ماكس وحيدا مع لوي الذٌي كان على وشك المغادرة هو الآخر.
ماكس: لوي.
لوي: ليس لدينا ما نتحدّث عنه.
ماكس بيأس: هل هناك ما أستطيع فعله يا لوي؟
لوي بضحكة سخرية: نعم هناك، كلّ ماعليك فعله هو أن تريح نفسك يا سيّد وتدعنا نهتم بالأمر.
وقبل أن يتكلّم ماكس بأي كلمة أخرى أضاف لوي على كلامه: والآن اعذرني فلديّ اجتماع مهم غدا وعلي النّوم. واختفى يتسلق درجات السلّم صعودا إلى غرفته.
كانت ليلة صعبة عجز الجميع فيها عن النّوم رغم استلقائهم على أسرّتهم المريحة، باستثناء ماكس الذّ أمضى ليلته في الحديقة يفكّر في حلّ للمشكلة التّي أوقع فيها عائلته بينما يتذكّر حديثه مع جيمس هذا المساء...
(جيمس هو الشخص الذي كلّفه ماكس سابقا بجمع المعلومات عن الشاب الذي تعرّض له اللّيلة الماضية).
~~~عودة بالزّمن إلى وقت سابق من هذااليوم~~~
كان ماكس يجلس رفقة فيكرام في احدى المقاهي التّي اعتادوا التّواجد فيها،يتناقشون في عدّة مواضيع أهمها هويّة ذلك الشّاب من ليلة أمس والأسباب التّي دفعته لفعل ما فعله، وبينما هما يحاولان الاتصال بروكو وسيباستيان اللّذان تأخرا عن موعد اللّقاء ولم يكلّفا نفسهما ولو بارسال رسالة والاعتذار، وليزيدا الطّين بلّة لا أحد منهما يردّ على هاتفه،،رنّ هاتف ماكس برقم غير مسجّل،أجاب على الهاتف ظانّا منه أنّه أحد صديقيه،،،لدقيقة واحدة أو أقلّ استمرّت هذه المكالمة،أقفل الخط ووقف عن كرسيّه كمن ضربته الصّاعقة،اعتذر من فيكرام على أن يشرح له في وقت لاحق فليس لديه لا الوقت ولا الأعصاب للتّكلّم عن هذا الآن، فيكي(اختصار لاسم فيكرام) أوعى من أن لا يفهم الموقف، غادر ماكس بعد أن رفض مرافقة فيكي له.
لا بأس بهذا بالنّسبة لهذا الأخير فهو في حاجة ماسة للخلوّ بنفسه والتّفكير بجدّية في ما سيقدم عليه من الآن وصاعدا بخصوص قلبه الذّي أضحى نبضه مؤلما وبات يطالب بأشياء صعبة، هذا إن لم تكن مستحيلة.
ماكس في المستشفى بعد أن ورده اتصال من جيمس، وبعد أن سأل الاستقبال عن غرفته وارشدوه إليها، دخل ليجده ممددا على السّرير والضّمادات تلفّ معظم جسمه ليتساءل بلهفة:  مالذّي حصل لك؟ ومن فعل بك هذا؟
جيمس:  لا تقلق يا سيّدي إنّه مجرّد حادث.
ماكس: ماهذا الهراء الذّي تتفوه به؟  ؟ألا ترى الحالة التّي وصلت إليها؟_ يفكّر قليلا _ ثمّ يضيف:  لا تقل أنُه قد حدث لك هذا بسبب ما طلبته منك؟(بعدم تصديق).
جيمس: آسف يا سيّدي فأنا لم أستطع جمع كلّ المعلومات التّي طلبتها منّي.
ماكس مقاطعا بنفاذ صبر: إلى الجحيم تلك المعلومات، أنظر الى حالتك فقط.
جيمس: لا تقلق علي أنا بخير،_ بتردد_ لقد اكتشفت بعض الأشياء بخصوص ذلك الشّاب.
ماكس بتساؤل: ماهو؟
جيمس: إنّه فتى عربي الأصل، عاش طفولته في فرنسا حتى بلغ العاشرة، ثمّ انتقل إلى أمريكا لمدّة خمس سنوات، ثمّ قضى خمس سنوات أخرى من عمره في بريطانيا، وعندما بلغ العشرين سافر الى ايطاليا أين افتتح أوّل شركة باسمه، وقد لاقت نجاحا ما بعده نجاح، جميع رجال الأعمال من مختلف أنحاء العالم يسعون للتعاقد معه.
ماكس  باستنكار:  لكن ألا يبدوا صغيرا على إدارة الأعمال والشركات؟
جيمس  بتأييد: هذا ما قلته في البداية، إذ أنّ من في عمره لم يكمل دراسته الجامعية بعد،،
في الحقيقة هذا ليس غريبا كونه ابن أشهر رجل أعمال  على الإطلاق "ألبرتو فولكان"، وقد عرف بذكائه الخارق منذ الطّفولة، لذا لم يكن صعبا على والده نظرا لنفوذه الممتد عرض البحار والمحيطات أن يجعله سيّد أعمال في سنّ صغيرة ليدير أعماله، حيث كانت بريطانيا أوّل شاهد لظهور أصغر أسياد الأعمال بلا منازع، إذ سجّل نجاحاته على مدى خمس سنوات قام فيها بافتتاح عدّة فروع لشركته هناك، حتّى أنّه تمّ تلقيبه بالإمبراطور الدّاهية نظرا لحنكته وسيطرته على سوق الأعمال مقارنة بعمره، وهو صاحب سلسلة شركات الإمبراطور المنتشرة في شتى بقاع الارض،،، كح كح كح
ماكس: تفضل بعض الماء ولا تتعب نفسك.
جيمس _ ابتلع بعضا من الماء _: شكرا سيّدي، كما كنت أقول؛  عاد إلى مسقط رأسه فجأة دون سابق إنذار  قبل يوم واحد فقط ليعلن عقب وصوله عن إفلاس إثنين من أكبر الشّركات (يقصد شركتي والدي روكو وسيباستيان)  وانخفاض غير مسبوق في أسعار أسهم شركة الفيرنانديز..؛ يتنهد بصوت مسموع ثم يستطرد: أنا حقا لا أعرف ما حدث بينكما ولكنّني أنصحك بالابتعاد عنه، إنّه أخطر ممّا تظنّ، قد يتفوق في خطورته على سادة المافيا حتّى، حاول أن لا تقف في طريقه ولو عن طريق الخطأ.
ماكس_ بغضب _: مالذّي تهذي به أنت؟  لم يخلق بعد من يتعرّض لي وينفذ بفعلته.
جيمس:  اعتبرها أول وآخر نصيحة مني لك.
ماكس:  سأفكّر في نصيحتك وسأزورك لاحقا،، قالها وهو يغادر الغرفة بل المشفى بأكمله.
انتهى ماكس من تذكّر حديثه مع جيمس وسؤال واحد يجول في خاطره، مالذي ينتظره بعدُ يا ترى؟؟.
وأخيرا انتهى هذا اليوم بجميع أحداثه التّي تلعب على الأعصاب، وبزغ فجر يوم جديد بأشعّته الذّهبية تاركا لها المجال لمداعبة الطبيعة الخلابة.
استيقظ صاحبنا على صوت المنبّه، أطفأه وتململ في فراشه لبضع ثوان قبل أن يسرع إلى الحمّام ليستحم ويغيّر ملابس النّوم لأخرى مناسبة للذهاب إلىالجامعة.
بخطوات سريعة تأكل بعضها بعضا مشى ناحية المطبخ ليسّد جوعه بأيّ لقمة تعينه على تجاوز هذا اليوم بمحاضراته الكثيرة، يريد فقط أن يمضي وقت الدّوام ليتمكّن من رمي نفسه بين أحضان حبيب قلبه ورفيق دربه،وشقيقه في هذه الدّنيا من غير أب وأم، يتساءل كيف السّبيل لتخطّي هذه الأيّام دون من كان ولا يزال وسيظلّ عزاءه الوحيد وسيفه الأوحد في مقارعة أحزانه والتّغلّب على صعوبات الحياة، يمنّي نفسه وقلبه المشتاق بشريط من أحلى ما جمعهم من ذكريات، لا ينكر أنّه هو فقط ولا أحد غيره من يستطيع أن يبدّل أحزانه احتفالات، ويصنع من دمعته وقودا لأعتى الضّحكات،، براءته كفيلة بسلب الرّوح من جسدك دون أيّ سكرات(آلام الموت)، عفويّته تقودك لمرافقته حتّى المماة  ... 
تفاجأ بإيدن يترأس المائدة المليئة بأشهى أطباق الطّعام يتفحّص الجريدة بين يديه وقد تصدّرتها أخبار وصول الإمبراطور بأعرض الخطوط، فما كان منه إلاّ أن يلقي عليه التّحيّة.
وضع جريدته جانبا بعد أن ردّ السّلام، التقط كأس العصير وارتشفه دفعة واحدة حتّى القطرة الأخيرة، صوّب حدقتيه نحو الذّي سحب الكرسيّ بجانبه وانظمّ إليه قائلا بحزم: أريد التّحدّث معك اليوم، ماذا لديك بعد الجامعة؟
نزار: سأذهب لزيارة ماثيو في المشفى والاطمئنان عليه، ماذا عنك؟
إيدن: سأنهي بعض الأمور العالقة في الشّركة وأذهب مباشرة إلى المشفى لرؤية أخي.
نزار: عن ماثيو صحيح؟ قال جملته وهو يعبث بالشّوكة في صحن العجّة (البيض المقلي).
إيدن: هااا؟
نزار: تريد التكلّم معي عن أخيك وكيف وصل إلى ماهو عليه أليس كذلك؟   يمكنك انتظاري في المشفى إن لم يكن لديك ما تفعله بعد ذلك لنعود إلى المنزل معا وسأخبرك بكلّ ما تودّ معرفته وأكثر.
إيدن: لاشيء يشغلني غيره من الأساس، حسنا اتّفقنا ، أراك لاحقا. وبكلّ الهيبة والوقّار اللّذان وجدا في العالم تناول سترته وتخطّى نزار إلى الخارج أين استقلّ سيّارته السّوداء كمستقبل أعدائه (الأسود هو لون الفخامة لمن لا علم له)، من فرط استعجاله متأكدة أنّه لم يسمع عبارة "يومك سعيد"التّي قالها له نزار أثناء مغادرته،، فقد  نزار شهيّته للأكل ولم يتمكّن من اجبار نفسه على ذلك، غادر إلى جامعته بعد أن رتّب الأطعمة في الثّلاجة و قام بتنظيف الطّاولة.
..........
مرّ على وصوله إلى مقرّ عمله ما يزيد عن الثّلاث ساعات ولا يزال إلى الآن حبيس مكتبه، يجول بين صفحات الملفّات، هائم بين سطورها يصحّح هذا ويضيف إلى ذاك، ويختمها في نهاية المراجعة بإمضائه كميدالية شرف على نيله القبول و تجاوزه لمرحلة التّصفيات القائمة....ولازال على حاله إلى أن اقتحم همجيّ صفو هدوءه وخلفه السّكرتيرة تحاول الاعتذار كونها لم تستطع منعه من الدّخول فقد كان عنيدا يأبى الاصغاء، بدا الخوف جليّا في عينيها فهي لا تريد فقدان مصدر رزقها الوحيد، لم تغب عنه حالتها هذه فحاول طمأنتها بطريقة غير مباشرة من خلال ما تلفّظ به: هكذا هي الثّيران الهائجة يصعب السّيطرة عليها حتّى على المروّضين، اذهبي أنتي الآن لاستئناف عملك وخذي هذا الملف في طريقك إلى مدير العلاقات العامّة وأخبريه أنّني أريده جاهزا غدا على مكتبي.
السكرتيرة بطاعة: أمرك سيّدي، التقطت الملفّ من يده وأعطت الرّيح لقدميها وأدبرت(😁😁).
تقدّم ذلك الهمجيّ بضع خطوات حتّى بلغ مقصده وبكلّ تكبّر وغرور مصطنعين جلس فوق سطح ذاك المكتب الخشبي المزخرف والواضح بأنّه صنع من أفخم أنواع الخشب وأغلاها، وبصوت تشبّع بالفضول قال:
هاي إيدن مالذّي تنوي عليه،  لقد طلبت شراء اللّوتس الذّهبية منّي فجأة وبضعف سعرها وغادرت انجلترا  بعد توقيع العقود مباشرة قدوما الى هنا، ثم أسمع أنّك تسببت في افلاس إثنين من شركائي القدامى وتحكم قبضتك على من تبقى منهم،_ بنفاذ صبر أردف_ بحقّ الجحيم يا إيدن مالذّي تضمّنه ذلك الاتصال يومها حتّى جعلك تفعل كلّ هذا؟
إيدن ببرودة وعدم اهتمام حتّى أنّه لم يلتفت لمن يخاطبه، بينما يفتّش بين الملفات ضمن الرّفوف يردّ عليه:  ألا ترى أنّي مشغول الآن ولا نيّة لي في مجارات أيّ من أحاديثك التّافهة يا جو..
جو: نزل عن المكتب الذّي كان يتوسطه وتقدّم من إيدن كالبرق وشرارات الغضب تتطاير من عينيه، أداره إليه ممسكا بياقة قميصه ممّ جعل الملفّات تسقط من يده ودفعه على الحائط محاصرا إيّاه قائلا بصوت أشبه بفحيح الثّعبان: أنت لم تأت إلى هنا لتستمتع وحدك أليس كذلك يا إيدن ؟ كوّر قبضته ووجّه إليه ضربة إلى بطنه ليتقوّس ظهر إيدن ويئنّ من الألم وأكمل قائلا: لا تظنّ أنّني سأسمح لك بنيل كلّ المتعة وحدك.. لم يجرؤ على اتمام جملته بعد الألم الذّي شعر به أسفل حزامه جرّاء ركلة إيدن القويّة له، صرّ جو على أسنانه واضعا كلتا يديه على منطقته الحسّاسة محاولا كتم الوجع ليفاجأ ببوكس مباغت من ذلك الواقف أمامه بشموخ جعله يفترش أرضية الغرفة.
إيدن: حاول أن لا تنسى نفسك مجدّدا عندما تكلّم الإمبراطور، أنت حيّ الآن فقط لأنّك صديقي يا جو وإلاّ لكنت في عداد الموتى، ثمّ أنا  لا أغفر الخطأ مرتين فلا تكرّر فعلتك تلك ثانية،  ثمّ مدّ يده ليساعد جو على الوقوف،،، كانا منسجمان جدا ومنغمسان فيما يفعلان، لا عجب أنّهما لم يلحظا ذلك الذّي كان واقفا أمام باب المكتب الموارب وفكّه يكاد يلامس الأرض من دهشته بما رآه... حمل نفسه وغادر سريعا قبل أن ينتبه أحدهم لوجوده،، غادر وأمر واحد يغتصب أفكاره، وهو التّفسير وراء ما شاهدته عيناه قبل قليل، لا أقصد الشّجار فهو أمر عادي بين الأصدقاء  ولكن ما كان يؤرّق فكر فيكرام هو تلك اللّمعة الغريبة في عيني إيدن عندما ضربه جو، لم تكن كأي لمعة، هل يعقل أنه؟؟ أحقّا يكون كذلك؟؟ غير معقول، شخصيّته تثبت عكس ذلك تماما،  لابدّ أنّني أسأت الفهم،، أجل أجل لابدّ أنّني لم أر جيدا،، هذا ما كان فيكرام يحدّث به نفسه أثناء مغادرته لفرع شركة اللّوتس الذّهبية الذّي يترأّسه إيدن في هذا البلد.(الآن السّؤال المطروح هو ما الاستنتاج الذّي توصّل إليه فيكرام ولا يريد تصديقه؟ ومالذّي قد أتى به إلى شركة إيدن من الأساس؟  حزّر فزّر يا جماعة 😁😁).
بعد مغادرة فيكرام الذّي لم ينتبه أحد لوجوده، نعود أدراجنا إلى داخل مكتب إيدن لنسلّط الضّوء بكميراتنا على ما يتمّ نسجه من خطط سوداوية الأثر بين هذين الشّيطانين أو لنقل بين الشّيطان والإمبراطور(حلّة ولقت غطاها😂).
إيدن:  لماذا أتيت إلى هنا جو وتركت كلّ أعمالك هناك؟
جو:  وأفوّت على نفسي كلّ الأحداث الممتعة التّي على وشك الوقوع، مستحيل
إيدن: إلام ترمي بكلامك هذا؟
جو:  بنظرة تقطر خبثا، ستيفان يا إيدن، أنا أقصد ستيفان.
إيدن بجدّية وهو يتّكىء بظهره على الكرسي:  ستيفان سيصل غدا إلى هنا، مالجديد في هذا؟
جو:  في نفسه،، هل قلت غدا، هههه هل تمّ خداعك بهذه السّهولة،، أيعقل أنّ الإمبراطور يخدع بمثل هذه الحيلة السّخيفة أم أنّك تختبر وفائي لك يا إيدن؟؟؟ أنت حقا صعب الفهم لمن يريد قراءتك،، ثمّ قال بصوت مسموع:  إنّه قادم لينتقم منك أنت تعلم هذا، بالتّأكيد لن ينسى آخر ضربة وجهتها له في فرنسا،، ولن يرفّ له جفن قبل أن يأخذ بحقّه،، أنهى جملته يترقّب تعابير إيدن ممّا سمعه،،
إيدن:  لقد كنت رحيما معه من قبل فقط لأنّني لم أرد أن أشغل نفسي به، لكن الآن هو قادم إلى حتفه لا محالة، بمجرّد أن تطأه يداي بعد وصوله سأحرص أن يقرأ الجميع الفاتحة على روحه. 
ها قد فرغت الآن من هذه الملفّات ويمكنني الذّهاب أخيرا إلى  أخي للاطمئنان على حالته، هذا ما قاله إيدن  وهو ينفض يديه من غبار وهمي لآخر ملف كان في حوزته. ، غادر دون حتّى أن يكلّف نفسه عناء سؤال من معه إن كان يريد مرافقته،  بينما جو لم يتوقّع غير هذا من صديق عمره، وإن فعل خلاف ذلك فلن يكون الإمبراطور إيدن فولكان بالمرّة.
_________-----_______-------________
~~~في المطار~~~
صدح صوت رقيق عبر المكبّرات يعلن عن وصول الرحلة رقم﴿ 1527 خ ج د ك﴾ إلى  أرضية المطار سالمة غانمة من أيّ سوء.
صوت احتكاك لعجلات الطائرة مع الأرض تلاه نزول أفواج من المسافرين من على متنها،  نزل هو أيضا معهم فهذا هو موعد وصوله وهذه هي الطائرة التّي تظمّ رحلته.
أكمل الإجراءات اللاّزمة لمغادرة المطار جميعها بلا استثناء،  وهاهو يجرّ حقيبته في انتظار وصول السيّارة التّي  ستقلّه الى وجهته المنشودة  وتلك الابتسامة التّي تخفي وراءها الكثير لا تفارق محياه.
(يمكنني ببساطة أن أتوقّع ذلك السؤال المزعج الذي يعبث في ذهنكم بخصوص هويّة هذا المسافر،  ترى هل هو صديق أم  عدو؟  هل له دور هام في أحداث القصة أم أنه شخصية ثانوية لا أهمية تذكر لها؟  أستطيع اجابتكم الان قبل الغد ولكن،  لمعرفة كل هذا  وأكثر  ما عليكم إلا قراءة الفصل القادم من رواية الإمبراطور شخصيآ ☺️😁)..

الإمبراطور شخصيآ.. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن