الإمبراطور شخصيآ (06).
----في مطعم الماسة الزّرقاء----
في الرّكن المقابل للنّافذة الزّجاجيّة المطلّة على الشّارع العام، حول طاولة وضع عليها فنجاني قهوة وبعض قطع الكعك والحلوى المختلفة يجلس ماكس و فيكرام يتبادلان أطراف الحديث.
ماكس _بانتباه _:أعد ما قلت،لا أظنّ أنّني سمعتك جيدا..
فيكي _بجدّية_: أخشى أنّي وقعت في الحبّ يا ماكس.
ماكس: ههههههههههههه انفجر ضاحكا بعد أن عجز عن السّيطرة على نفسه لافتا بذلك انتباه جميع من بالمطعم.
فيكي: تبا لك ماكس،أغلق فمك.
ماكس: ههه آسف ههه سامحني ههه كلّ ما في الأمر أنّك آخر شخص توقّعت أن أسمع منه هذا..
فيكي: أقالوا لك أنّني أمتلك حديدة صدئة في قفصي الصّدري وأنا لا أعلم..
ماكس:ألم يكن قفصك الصّدري يحتوي على مكعب ثلج _ قالها بنبرة مازحة_.
فيكي: أرى أنّ نفسك مفتوحة على المزاح اليوم، أنا الغبي الذّي فكرت بإخبارك منذ البداية، لا أدري كيف خطر على بالي أنّك قد تجد لي حلاّ يساعدني.
ماكس: حسنا حسنا لا داعي لهذا التّشدّد (يقصد ملامح وجهه)، أخبرني من سعيدة الحظّ التّي تمكّنت من قنص قلبك بهذه السّهولة، ونجحت حيث فشلت الكثيرات قبلها.
فيكي: بل قل من هذا النّشّان (رامي السّهام) الذّي ما خاب عندما أصاب( ما يقصده فيكي بكلامه أنّه الأجدر بماكس التّساؤل عن هويّة رامي السّهام الذّي لم يخطىء في التّصويب نحو هدفه يعني قلب فيكي).
ماكس وقد تفطّن لحساسيّة الموضوع: من يكون فيكي؟ أنت تخيفني...
فيكي: ....لا رد....
ماكس بخوف واضح على صديقه: هل أنت بخير فيكي؟ هيّا تكلّم، لا توتّرني أكثر من هذا...
فيكي _ بترقّب لردّة فعل ماكس بعد ما سيسمعه منه _: إنّه إيدن....
ماكس بعدم تصديق: إيدن فولكان؟؟؟؟
فيكي بتأكيد: أجل، الإمبراطور شخصيّا.
مع أنّ فكرة وقوع صديقه في حبّ شخص من نفس جنسه لم تنل استحسانه منذ البداية إلاّ أنّه كان قد اتّخذ قرارا بعدم التّدخّل في هذا الشّأن فهو على دراية تامّة بخبث المشاعر ومتاهات القلوب إذ أنّها لا تنتظر إذنا من صاحبها لتعلّق نفسها وتربطها بشخص ما فتجد نفسك مرغما تزحف خلف هذه المشاعر الجيّاشة...لكن ألم تجد غيره،،، إيدن فولكان يا فيكي،،إيدن فولكان؟؟؟ عند نطقه لهذا الإسم في ذهنه ظهر شبح لصورة ماثيو يغتصب خياله قصرا.. يشعر بالحنين له يغزوا كيانه....تجاهل أحاسيسه ونفض رأسه من هذه الأفكار موليا اهتماما أكثر للجالس قبالته،،
يمسك ماكس بكتفي فيكي،يهزّه قائلا: أأنت مستوعب لما تقول؟؟! وقبل أن يسمع جوابا منه أتاه رنين هاتفه معلنا عن مكالمة فيديو...
فيكي بعد أن لاحظ تجهّم وجه ماكس عند النّظر إلى شاشة هاتفه : من المتّصل يا صديقي؟
ماكس: إنّه رقم غير مسجّل ثم أكمل محدّثا نفسه؛ من قد يكون صاحب هذا الرّقم،ومالذّي يريده منّي يا ترى!!!!؟
فيكي: وما أدراك علّه روكو أو سيباستيان قد غيّر رقمه فهواتفهما لازالت مغلقة كلّما حاولنا الاتّصال بهما.
ماكس غزاه شعور غير مريح حتّى قبل أن يجيب على المكالمة، وقد صدق ذلك الشّعور بعد فتحه للمكالمة، حيث غادرت الرّوح جسده لبرهه ثمّ عادت، ومشهد أخته المكبّلة بالأغلال بينما إيدن بنواياه الخبيثة يدنو منها رويدا رويدا، يلوّث جمال زيتونيّتاه،
غلى الدّم في عروقه وقلب الطّاولة من شدّة غضبه،، انطلق مسرعا نحو الخارج يستوقف لنفسه سيّارة أجرة (المسكين ماعاد عندو سيّارة،شو نسيتو😁)، تشوُّش ذهنه من جرّاء الورطة الحاليّة أزال عنه فكرة استعارة سيّارة فيكرام المركونة أمام المطعم....
ماكس للسّائق: إلى قصر الفولكان بسرعة..
السّائق: كما تريد سيّدي، وأدار المحرّك مختفيا في الأفق..
أمّا فيكي فقد اضطرّ للبقاء من أجل الاعتذار لمالك المطعم عن الفوضى التّي أثارها صديقه، ودفع ثمن الخسائر المترتّبة بالإضافة إلى فاتورة ما تناولاه...
من حسن حظّ ماكس أنّ الطّريق إلى قصر الفولكان الذّي لا يبعد كثيرا لم يكن مزدحما على غير العادة، حسب شهادة السّائق الذّي راعى الحالة الفوضويّة له وغامر بزيادة سرعته فوق الحدّ المطلوب نزولا عند توسّلات ماكس طبعا...
لم ينتظر أن يتمّ ركن السيّارة ، نزل مهرولا متناسيا دفع مستحقّات السّائق الذّي ترجّل من مقعده مناديا عليه...
السّائق: هاي توقّف إلى أين تذهب دون أن تدفع لي!!!!عد إلى هنا أيّها الوغد، لم يكن عليّ أن أشفق عليك أبدا، لا أعلم ما يحدث معك لكنّك تستحقّ أسوء من ذلك....
نزل فيكرام من سيّارته فقد تتبّعهم إلى هنا بعد أن انتهى من حلّ مشكلة المطعم التّي خلّفها ماكس، مشى نحو السّائق قائلا: أنا أعتذر لك نيابة عنه، تفضّل أجرتك، يمكنك الذّهاب الآن، وأعتذر مجدّدا..
السّائق: لكن هذا كثير..
فيكرام: لا بأس احتفظ بالباقي..
السّائق: شكرا لك سيّدي...وانطلق فرحا بمكسبه..
أراد فيكي الدّلوف خلف ماكس لكنّ الحارس منعه..
الحارس: أنا أحذّرك أن تبتعد من هنا قبل أن أتصرّف تصرّفا لا يعجبك..
فيكي: إنّ صديقي في الدّاخل وعليّ الذّهاب إليه، افهمني..
الحارس: غادر قلت لك، لا تفقدني صوابي..
فيكي: وإن لم أفعل؟؟( لا يا راجل مكنش لازم تسأل هالسؤال التافه أبدا،لأنو مش حيعجبك جوابه على الاطلاق 🙄🙄)..
الحارس: هذا ما سيحصل، وهجم على فيكي هو وبقيّة الحرس، فهذه لكمة وتلك ركلة وفيكي غير قادر على اسعاف نفسه...
كان فيكي شجاعا، لكنّ الكثرة تغلب الشّجاعة، كما أنّ البنية العضليّة لكلّ حارس لوحدها كافية لتبيان ماهية الفائز حتّى في نزال فردي..
حمله مجموعة من الحرّاس ورموا به بعيدا بمحاذاة سيّارته...وعادوا إلى مواقعهم...
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
ماكس حاليا تحت قيادة اللاّوعي، يصعد الدّرج الذّي أشارت إليه الخادمة دون أن يكلّف نفسه عناء سؤالها، ليس غريبا البتّة ما فعلته فحتّى الحرس الخارجي لم يفكّر في منعه من الدّخول وكأنّهم كانوا يتوقّعون مجيئه أو بالأحرى في انتظاره...
يعاود النّهوض كلّما تعثّر وسقط، حلقه جفّ من كثرة استجدائه لإيدن طول الطرّيق،،، من خلال هاتفه الذّي لم يفارق يده يرى إيدن وهو موشك على قطع آخر خيط يربط ملابس تاليا ويبقيها مستورة، وبصوت تتمزّق له الأفئدة : أتركها، دع المسكينة وشأنها، حرام عليك ما تفعله فالفتاة لا دخل لها.....مشكلتك معي قم بحلّها معي، واللّعنة دع عنك الطّفلة لحال سبيلها،،،
إنّه الآن يتجوّل راكضا بين الأروقة يتجاوز الغرف الواحدة تلوى الأخرى، كاد يتخطّى آخر غرفة لولا أنّ ما خلف نافذتها الزّجاجيّة قد جذب بصره، لقد وصل إلى حيث تحتجز أخته، حالتها يرثى لها وصوت بكائها يصمّ الآذان...
ماكس وهو يحاول فتح الباب الذّي تبيّن أنّه مقفل: ما بال هذا الباب لا يفتح،، افتح أرجوك، إيدن أنا أرجوك أن تفتح الباب..
توجّه نحو النّافذة يسعى لتحطيمها بقبضتيه دونما أيّ جدوى، يصرخ بعلوّ صوته ولا يتلقّى أيّ ردّ...
التفت حوله ليجد مزهريّة موضوعة في أحد الأركان فيستعين بها لتحطيم الزّجاج ومرّة بعد مرّة يخيب أمله بالنّجاح في الوصول إلى أخته وإنقاذها في الوقت المناسب، حتّى الكرسيّ لم يحقّق الغرض المطلوب..عاد يضرب النّافذة بكفّية ودموعه تغسل وجنتيه إلى أن وقعت عينه في عين أخته، نقلت نظرها بينه وبين إيدن..
°°°°°°°
إيدن بنبرة لا توحي بالخير: منكِ أنتِ لا، لكنّني أريد،،وما أريده بالفعل هو هذا 👈_مشيرا بإصبعه إلى مكان ما في الغرفة _
تتبّعت تاليا الموضع الذّي يشير إليه لتنتبه فقط الآن لوجود نافذة زجاجية ضخمة تشبه تلك الموجودة بغرف العناية المركّزة بالمستشفيات...هذا لم يصدمها بقدر ما صدمها ما رأته خلف الزّجاج، أعادت نظرها إلى إيدن الذّي أومأ برأسه لأعلى وأسفل ثمّ إلى الزّجاج غير مصدّقة لما تراه،،،أيعقل أنّه.....ماكس.....
هنا فقط تيقّنت أنّه لا حاجة للإمبراطور بها نهائيا، وأنّ مسعاه الوحيد كان رؤية شقيقها يعاني الأمرّين دون أن يلطّخ به يديه..
حمل مسدّسه و أزال عنه زرّ الأمان، تقدّم من تاليا مشبعا نظره بمشاهدة معاناة ماكس من خلف الزّجاج العازل والمضاد للرّصاص، ومحاولاته الرثّة في تحطيمه..
غير آبه بأيّ شيء، وضع السّكين في يد تاليا وثبّتها على حمّالة قميصها قائلا: عندما أقول لك اقطعي الخيط ستقطعينه..
لم يكن طلبا أكثر من كونه أمرا جازما..
تاليا بدموع: أرجوك....لا تفعل....لا تف..عل...
أخرج من جيبه جهازا صغيرا، بمجرد ضغطة واحدة على أحد أزراره انفتح قفل الباب مصدرا صوتا قويّا لفت انتباه ماكس ليندفع إلى الدّاخل وقد فقد آخر ذرّة صبر وأمل لديه..أسرع ناحية إيدن جاهلا ما عليه فعله أو قوله..
ماكس:أيّا كانت مشكلتك فهي معي،أرجوك دع أختي و شأنها فهي لم تفعل لك شيئا.
إيدن: اركع وأنت تكلّم سيّدك
لمست ركبتا ماكس الأرض فلا وقت لديه للتّفكير وقال لإيدن يترجّاه: أنا أرجوك أن تتركها لحال سبيلها، ويمكنك فعل ما تشاء بي دونما أيّ اعتراض..
إيدن مدّعي التّفكير: 🤔ممممم أفعل ما أشاء،، فجأة تغيّرت تعابير وجهه وداس على رأس ماكس يسحقها ضدّ البلاط (بمعنى أرضية الغرفة) وبنفاذ صبر وحروف تقطر كرها للجاثي أمامه....
إيدن: أوتعتقد أنّي في حاجة ماسّة إلى إذنك و موافقتك لأُقدم على أيّ حركة؟؟؟؟
لم ينتظر منه إجابة، أمسكه من شعره وانهال بالضّرب على بطنه متسبّبا في شلاّلات من الدّماء من جانبي فمه.
ممسكا بطنه يتلوّى من الألم: أتوسّل إليك..كح كح..أن تدعها تذهب..كح كح.. ، المسكين كان يسعل دما بينما يحاول تجميع هذه الكلمات.
نقل إيدن نظره إلى من يكاد قلبها يتوقّف من رهبتها، رفس ماكس للمرّة التّي يجهل عددها ثمّ تقدّم ناحيتها.
تاليا ببكاء: لا تقترب منّي، اهىء اهىء اهىء، أرجوك دعني أذهب،اهىء اهىء اهىء...
إيدن: اذهبي، قال كلمته تزامنا مع فكّه لقيودها وقد أشار لها بسبّابته ناحية الباب.
لم يكن لديها وقت للاستيعاب، إنّها فرصة ولا يجب عليها تضييعها، رمت ما بيدها متخطّية شقيقها نحو الحريّة، نعم فحريّتها تقبع خارج هذا الباب الذّي ابتعدت عنه توًا...اصطدمت أثناء سيرها بنفس الخادمة التّي أرشدت ماكس إلى مكانها..
الخادمة: لا حاجة للبكاء الآن حبيبتي، أنتي بخير،،كلّ شيء انتهى..
تاليا محتضنة الخادمة: أنا خائفة،،لازلت خائفة، لا أستطيع التوقّف عن الارتجاف، أرجوكي أخرجيني من هنا..
الخادمة: عليكي تغيير ثيابك أوّلا،، تعالي معي فلديّ بعض الملابس المناسبة..
ذهبت تاليا مع الخادمة إلى غرفة ما بهذا القصر حيث ساعدتها على ارتداء ما يستر جسدها جيّدا وغسل وجهها من تلك المياه المالحة ( الدّموع )، وأوصلتها إلى الباب الخارجي بعد أن قدّمت لها بعض الأموال لتتمكّن من إيقاف سيّارة أجرة تقلّها إلى منزلها..
•••••••••••••••
°°°°عند بوّابة القصر°°°
وقف فيكي بصعوبة وهاهو ينوي إعادة المحاولة لدخول القصر،، تقدّم خطوتين وما لبث أن رأى فتاة تخرج من تلك البوّابة متمسّكة بثيابها من شدّة الخوف وتتلفّت يمنة ويسرة...
فيكي في نفسه: من هذه الفتاة، إنّها تبدوا مألوفة لي، أين يعقل أن أكون قد رأيتها من قبل؟؟...
حتّى لمحته هي الأخرى لتركض باتّجاهه...
فيكي بصوت خافت: إنّها آتية نحوي،، ملامحها تتبيّن أكثر كلّما اقتربت، إنّها تبدوا مثل....مثل....
رامية نفسها بين أحضانه..وكأنّ الدّنيا قد فتحت لها أبواب الرّحمة تزامنا مع نطقه لاسمها بصوت عال من الصّدمة ممزوج ببعض الألم من ضغطها على جراحه دون قصد منها..
فيكي: تاليا!!!!؟!!!
تاليا: فيكي خذني من هنا بسرعة أنا أتوسّل إليك..
فيكي: تاليا حبيبتي ماذا حدث ومالذّي تفعلينه هنا، وأين ماكس؟؟؟
تاليا ساحبة إيّاه إلى السيّارة: سأخبرك في الطّريق أعدك، دعنا نذهب فقط..
نظر إلى القصر للمرّة الأخيرة ثمّ لبّى رغبتها،،،لاحظ وصول سيّارة أخرى إلى مكانهم قبل مغادرته، ولأنّه كان مسرعا لم يتمكّن من معرفة من يقودها...
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
إيدن وأخيرا رمى عنه ذلك السّوط المدبّب يحاول تنظيم أنفاسه بعد الجهد المبذول في جلد ماكس...ليس وكأنّ قلبه قد رقّ للفاقد للوعي تحت قدميه من ويل ما ذاقه من ألم...يبحث عن طريقة أخرى ترضي أفكاره الشّيطانية فأوقفه صوت ما...
دق دق دق،، كانت هذه الخادمة تعلن عن وصول ضيف يرغب في رؤية إيدن.
إيدن بانزعاج: ومن ذا الذّي شرّف قصري بمجيئه؟
الخادمة: لقد سألته سيّد إيدن لكنه لم يجبني واكتفى بقول أنّه ثور هائج والثّيران الهائجة لا يستطيع حتّى مروّضوها السّيطرة عليها،،ازدردت ريقها برعب متمّمة: قال أنّ هذا أكثر من كاف لتتعرّف على هويّته.
إيدن بصوت عاصف:أسئم الحياة بهذه السّرعة ويريد الموت على يداي ذاك الوغد اللّعين، رمق ماكس الشّبيه بالجثّة بنظرة قاتلة ثمّ وجّه كلامه للخادمة بنبرة آمرة لا تقبل الجدل: أخبري قائد الحرس أن ينقله إلى المستودع المهجور خلف القصر ونبّهي عليه أن لا يلمسه أحد وإلاّ فالموت مآله، فهو قيّم جدّا بالنّسبة لي،وأخبري البقية أنّ الطّعام والشّراب ينقصون من قيمته الفعلية، أفهمتي أم علي إعادة كلامي؟
الخادمة كانت تقريبا ميّتة منذ دخولها إمبراطوريّة الفولكان وبرؤية الحالة المزرية لماكس تخثّر الدّم في أوعيتها أمّا نبرة إيدن في مخاطبتها فقد دثرت ما تبقى منها فانخطف لون وجهها وشحبت ملامحها وتعثّر الصّوت في حنجرتها يأبى الخروج، وبكفاح عملت جاهدة لقول: م.. م.. مفهوم س..س..سيّدي.
اقتحم جوزيف غرفة إيدن بينما هو يكلّم الخادمة لتقع عيناه على ماكس المضرّج بدمائه فيعجز عن التّعرّف عليه كون ملامحه غير واضحة،، ليتساءل مخاطبا الإمبراطور: من هذا يا إيدن؟؟
يغضب إيدن من اقتحام جوزيف لمنزله دون إذن مسبق (موعد)، وفوق هذا غرفته الخاصّة....ينزل إلى بهو القصر (صالة واسعة لاستقبال الضّيوف) دافعا جو أمامه، رماه على إحدى الأرائك و...
إيدن بنبرة حادّة: أطالب بسبب مقنع لفعلتك اللّعينة هذه ياجو!!! سبب واحد، أريد سببا واحدا يمنعني من دفنك في مكانك...
جوزيف: هو هو هو هذا مخيف،،،،هوّن عليك يا صديقي..
إيدن: لا تختبر صبري جو،،،مالذّي أتى بك إلى هنا؟
جوزيف: لاشيء تحديدا، فقط أردت إخبارك أنّني اشتريت جامعة **أثير الهدى ** ألن تبارك لي؟؟
أليست هذه هي الجامعة التّي يدرس بها ماثيو، هذا ما فكّر فيه إيدن قبل أن تظلم عيناه فيقول صافعا الطّاولة بجانبه: أتشتريها بعد أن علمت بنيّتي في امتلاكها؟؟؟
جوزيف: ممممم......
في خضم حديثهم يمرّ بهم قائد الحرس وهو يجرّ ماكس كالبهيمة.
يطرح جوزيف سؤال على إيدن بعد أن طغى عليه فضوله: ألن تخبرني من يكون_ مشيرا بعينيه الى ماكس _؟
يتجاهل إيدن سؤال جوزيف مركّزا على القضيّة الأصليّة وهي شراء الجامعة..
إيدن: لا تغيّر الموضوع جو،، لم فعلت شيئا كهذا؟
جوزيف:......
عندها يصل نزار تلبية لطلب إيدن بالحضور من وقت سابق ملقيا السّلام بصوته المرح، فيجد الجوّ مشحونا بين الإثنين...فيعتذر من أن يكون مصدر إزعاج لهما..
نزار: أعتذر على الازعاج، ربّما عليّ العودة في وقت لاحق...
إيدن: تعال اجلس يا نزار.
جلس نزار أين أشار له الإمبراطور،،
جوزيف: ومن هذا أيضا يا إيدن؟؟؟ألن تعرّفني عليه؟
إيدن: لماذا قد أفعل شيئا كهذا؟ هل أكل القطّ ألسنتكما؟؟
مدّ نزار يده إلى جوزيف معرّفا بنفسه: أنا نزار، الصّديق المقرّب لماثيو شقيق إيدن الأصغر...تشرّفت بمعرفتك.
أمسك جوزيف باليد الممتدّة إليه، وبنظرة لعوب لا تخلوا من الخبث تفرّس بمنحنيات نزار قائلا: جوزيف ريڥان شيكير، صديق الإمبراطور، ليا الشّرف يا ن ز ا ر.... و ضغط بقبضته على يد نزار..
خطف نزار يده من قبضة جو الفولاذيّة غير قادر على فهم فحوى نظرات هذا الشّيكير له.
إيدن: لازلت أنتظر منك إجابة يا جو...
جوزيف: أخبرتك من قبل، إن كنت تريد أن تمرح عليك أن تشركني معك، وإلاّ ستجدني أقف عقبة في طريقك في كثير من الأحيان.
إيدن: مالذي تريده إذا من وراء فعلتك هذه؟
جوزيف: أنا؟؟لا أريد شيئا لا تقلق، تفضل يمكنك الحصول عليها،إعتبرها هديّة.
إيدن: هديّة؟ ومنك أنت؟ هل أنت مدرك لما تقوله يا جو؟
جوزيف: أنت تظلمني بتفكيرك هذا يا إيدن،، انظر حتّى أنّني جهزت أوراق التّنازل ونقل الملكيّة، لا ينقصها إلاّ إسم المالك الجديد، إذا هل أكتب إيدن فولكان أم ماثيو فولكان؟؟؟
إيدن: لا داعي لتكتب شيئا، سأتكفّل أنا بالباقي من هذه النّقطة.
جوزيف: إذا، ألن تتنازل عن عجرفتك وتخبرني عن نزيل غرفتك من يكون؟
إيدن: هذا ليس من شأنك، وتوقّف عن حشر أنفك فيما لا يخصّك حتّى لا أقصّه لك.
جوزيف: هممم أأفهم أنّك تريد منّي أن أعرف بطريقتي، حسنا لك ذلك لكن تذكّر أنّك تدين لي بواحدة، وأتوقّع منك أن تردها لي في الوقت المناسب.
إيدن: ومتى يحين هذا الوقت؟؟
جوزيف: عندما أقرّر ذلك. سأغادر الآن لكنني سأعود، وإلى ذلك الحين حاول أن لا تتجاهل وجودي فهذا يغضبني أيّها الإمبراطور.
إيدن: وكأنّني أهتم؟
جوزيف: عليك أن تهتم يا إيدن، عليك أن تهتم.
إيدن: هل أعتبر هذا تهديدا يا جو؟ لم ينهي جملته إلا وعشرة من رجاله قد حاصروا جوزيف وأشهروا مسدساتهم في وجهه، حركة واحدة خاطئة أو أيّ تصرّف مشبوه سيحيله جثّة هامدة.
جوزيف:.........( ما مصير جوزيف في هذه اللّحظة برأيكم؟ كيف سيتصرّف إيدن معه؟ لماذا طلب إيدن من نزار المجيء؟ ما تفسير تلك النّظرات التّي رمق بها جوزيف نزار عند تعارفهم؟.....لمعرفة كلّ هذا وأكثر ترقّبوا الفصل القادم من رواية الإمبراطور شخصيا 🤗🤗☺️)..
••••••يتبع••••••