..
" مَا . . هَذَا ؟ ، هَذِهِ الْكَلِمَاتِ تَبْدُو كالقمامة ! ، هَيَّأ دينيت فِكْر ، فِكْر قَلِيلًا ! ! " . . . ااه اعْتَقَد إنَّنِي سأذهب إلَى القاعَة . . .
دينيت ، يضغط عَلَى نَفْسِهِ كَثِيرًا ، لَكِن أَيْن أَهْلِه ؟ ، يَعِيش وَحْدَهُ فِي مَكَان ، يَعْزِلَ نَفْسَهُ عَنْ الْعَالِمَ لَا يَزُورُه أَحَدٌ ، إلَّا أَنْ عَلَاقَتِهِ مَعَ نايومي شَيْءٍ خَاصٍّ .
* ! ! ! *
" هاتِفِي يرن ؟ لَا بُدَّ أَنْ هُنَاكَ شَخْصٌ عَلَى الْبَابِ . . "
----------------------------------------------------------
" هَذَا لَيْسَ سَهْلًا عَلَيَّ أَنْ أَقُولَ هَذَا ، لَكِنَّه عَمَلِي ! "
" . . . . . . "
" دينيت ، هَل اذْهَب ؟ أَنْت بِخَيْر صَحِيحٌ ؟ "
" أ . . جَلّ ، آسَف لإزعاجك . . . "
-----------------------------------------------------------
خَطَوَاتِه الشَّبَه كَامِلَة مُرَافِقًا مُحامِي العَائِلَة نَحْوَ البَابِ وَ هُو يَبْتَسِم لَه ليودعه بِتَحِيَّة . . . ليغلق الْبَابِ وَ يَجْلِسُ عَلَى أَرِيكَتِهِ فِي هُدُوءٍ ، ذَلِك الهُدوء الَّذِي يَسْبِقُ الْعَاصِفَة !
" لَا . . . لَا أكبحه يَا دينيت . . . ، سأزورها ، أَوْ رُبَّمَا لَا ، لَيْسَ بِهَذِهِ الْحَالَةِ " .
أَخَذ قَدَمَيْهِ نَحْوَ الْمَدْرَسَةِ ، هُو حَقًّا وَحِيدٌ لَا أَحَدَ يُعَامِلَه بِقَسْوَة أَو شَفَقَة ، رُبَّمَا يحترمونه أَوْ لَا يُرِيدُونَ مَشَاكِل ترسلهم لِلْمَوْت .
مَرَّت أَرْبَع حِصَص و فِي كُلِّ حِصَّةٍ يَجِد الْأُسْتَاذ فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ أَجْلِ أَنَّ يَنْتَبِهَ للِدَّرْس ، هُوَ لَا يَبْدُو مَرْكَزًا الْيَوْم ، لَكِنَّه حَقًّا لَمْ يَعْرَ انْتِبَاهًا لِأَيِّ شَيْءٍ " فَقَطْ لَا أُرِيدُ رَوِيَّةٍ أَيْ شَيْءٍ ، اللَّعْنَة ! " .
.
هَائِجَة تِلْك الْمَشَاعِر ، ذَلِك الشُّعُور الْمُؤْلِم ، هَل يَسْتَمْتِع بتعذيبه أَم يُرِيد اِكْتِشاف كَم الْمُدَّةِ الَّتِي سيتحمل فِيهَا كُلُّ شَيْءٍ . . . أَوْ يَنْتَظِرُ الْعَاصِفَة . . .
. . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . .
لِمَاذَا لَمْ يَنْظُرْ إلَيَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ ؟ مَا بِهِ لَقَدْ كَانَ غَرِيبًا حَقًّا ، لَكِن لَقَد اسْتَمْتَعْت برفقته ، ااه أتساءل كَمْ مِنْ شَخْصٍ رَأَى إبتسامته ، لَا أَدْرِي كَيْفَ أصفها ، تَبْدُو نَقِيَّة و هَادِيَة . . . . . ااه مَاذَا أَقُولُ أَنَا ؟ ! هههههه .
. . . . . . .
" إنتبهي إلَى الدَّرْسِ رجاءا ! " .
أَيْقَظَهَا ذَلِكَ الصَّوْتِ الأجش مَنْ حَلِمَ يقظتها الَّتِي كَانَتْ تَعِيشُ فِيهِ وَ تَتَنَفَّس الْأَسْئِلَة و تَأْكُل مَا يُشْبِهُ إبتسامته . " حَسَنًا أَيُّهَا الْعَجُوز " . . . .
انْتَهَت الدِّرَاسَة ، و مَرَّت بِجَانِب قَاعَة الْمُوسِيقَى الَّتِي كَانَتْ تتدرب فِيهَا عَلَى معزوفاتها ، لِتَقِف و تَتَأَمَّلَ ذَلِكَ الظَّلَام فِيهَا " هَل أقفلوا بِهَذِه السُّرْعَة ؟ " ، " آهَة أَنَّا لَمْ أَرَى دينيت الْيَوْم ! هَلْ هُوَ بِخَيْر ؟ " . . كَانَتْ تَقِفُ مِثْل الْعَجُوز و هِيَ هُنَا وَ هُنَاك تَفَكَّرَ فِي كُلِّ الْأَسْبَابِ الَّتِي يُمْكِنُ أَنْ تَقَنَّع نَفْسَهَا أَنَّهَا لَا تُقْصَدُ شَيْئًا غَرِيبًا . . .
* ! ! ! ! *
التَّفَتُّت نَحْوَ البَابِ بِسُرْعَةٍ بَعْدَ سَمَاعِ صَوْتِ الزُّجَاج يَنْكَسِر و يَنْكَسِر ! لِتَدْخُل و هِي تَبْحَث هُنَا وَ هُنَاك . . .
" ظَنَنْت للتو إنَّنِي كُنْت أصرخ . . ! لَقَدْ كَانَ يُغْلَق أُذُنَاه و هُو يَصْرُخ . . . تَو . . قِفْ عَنْ الصِّرّ . . أَخ ، ت . . " .
ركضت و هِي تَبْكِي بِحَرْقِه أَسْوَأُ مِنَ النَّارِ ، لَا تَسْتَطِيعُ قَوْلِ شَيْءٍ ، لَا تَسْتَطِيعُ فِعْلِ شَيْءٍ . .
"لماذاااا ! ! ! ! ! لِمَاذَا الْجَمِيع مُصِرٌّ عَلَى الرَّحِيلِ ! ! آهَة ، فالتذهبوا لِلْجَحِيم أَيُّهَا ال— ن . . نايومي ؟ ؟ ! "
كَانَت تُغَطِّي أُذُنَاه و هِي تهز رَأْسِهَا يَمِينًا وَ شِمَالًا ، تَمْسَح دُمُوعُه الَّتِي تُفِيض كُلَّمَا مَسَحَت الْأُخْرَى ، تَوَقَّفَ عَنْ الصُّرَاخ لوهلة و هُو يَنْظُرَ لَهَا ." لِمَاذَا تَبْكِين ؟ ! ! ، مَا بِك ، مَاذَا حَدَثَ ! ! ؟ "
" اممممممم . . . . . . . . . أَم . . اممممممم "
" هَيَّأ ! ، توقفي عَنْ الْبُكَاءِ لَمْ يُحْدِثْ شَيْءٌ ! "وَقَفَ عَلَى قَدَمَيْهِ بَيْنَمَا يُخْفِي يَدِهِ الَّتِي تَنْزِف خَلْفَ ظَهْرِهِ و هُو يَبْعُد شَظَايَا الزُّجَاج حَتَّى لَا تَجْرَحْ رُكْبَتَيْهَا .
" كَيْفَ وَجَدْت مَكَانِي نا– ، هياا توقفي عَنْ الْبُكَاءِ رجاءا لَا يُوجَدُ شَيْءٌ سَيِّء ! . . . . ف . . قَطّ أُمِّي تَبَرَّأَت مِنِّي ، هَذَا كُلُّ مَا فِي الْأَمْرِ " .
جَلَسَ عَلَى الْكُرْسِيِّ وَ هُو يُثَنِّي سَاقَيْه نَحْو صَدْرِه و هُو يَنْظُرُ إلَى قَطْعِ الزُّجَاج الْمُتَنَاثِرَة . . .
" تَطْلُق أَبِي وَ أُمِّي عِنْدَمَا كُنْت فِي الْخَامِسِ مِنْ عُمْرِي ، تَزَوَّج أَبِي بَعْدَهَا بِمُدَّة قَصِيرَة ، كَانَت أُمِّي تَتَكَفَّل بِكُلِّ شَيْءٍ لَكِنْ . . . لَم تَنْفَكّ تَتَوَقَّف عَن ضَرْبِي بِسَبَب إعاقتي ، كَانَتْ حَقًّا لَا تَفْهَمُ إنَّنِي لَا أَسْتَطِيعُ السَّمْع ، هِيَ لَمْ تُحَاوِل حَتَّى . . . لِذَلِك عِنْدَمَا أَصْبَحْتَ فِي الثَّانِيَةِ عَشَرَ انْتَقَلَت لأعيش فِي مَنْزِلِ جَدِّي الَّذِي تَرَكَهُ ، و الْآن ، تَبَرَّأَت مِنِّي لِأَنَّ زَوْجَهَا الْآخَرِ طَلَبُ ذَلِكَ " .
نهظت نايومي لتعانقه بِقُوَّة ، لَا أَدْرِي حَتَّى كَم مَرَّت مِنْ دَقِيقِهِ و هِي تَعَانَق ، لَكِنَّه هَدّا ، شُعُور يَجِبُ أَنْ يَنْسَاه و هُو الْغَضَب ، الْحُزْن ، لَا بَأْسَ بِذَلِكَ أَحْيَانًا ، لَكِنَّهُ كَانَ مِثْلَ الْقُنْبُلَه . . . لَكِن انْفَجَرَت فِي وَقْتِ خَاطِئٌ . . .
" لَا تَبْكِي دينيت . . . شَعْرِك المنسدل سيتجعد "
" ههههه حَقًّا . . . هَل يُعْجِبُك شِعْرِي ؟ "
" بالتفكير فِي الْأَمْرِ ، لَم أَرَى عَيْنَاك أَبَدًا ، شَعْرِك دَائِمًا يُغَطِّي عَلَيْهِمَا "
" لَكِنْ أَنَا أَسْتَطِيع رَأَيْتُك ، كَمَا أَنَّهُمَا مخيفان "
" هياااااا ، أَرِنِي عَيْنَيْك ! "
" آه ، حَسَنًا "
" م . . مَا هَذَا ! ! ! أَنَّهُمَا رماديتان ! هَلْ هَذَا مَوْجُودٌ أَصْلًا ؟ ! " ، نَظَرِه تَعَجَّب و دَهْشَة عَلَى مَلامِحِ نايومي ، و كَأَنَّك مِلَاك ! مُذْهِل ! نَظَرٌ دينيت لَهَا بِصَدْمَة مِنْ كَلَامِهَا و هُو يَسْقُط رَأْسَه نَحْوَ الأَرْضِ " لَكِنْ لَا أَحَدَ يُرِيدُ رُؤْيَة عَيْنَان رماديتان شاحبتا– " . . . قَاطِعَةٌ أُصْبُعَهَا الصَّغِيرِ عَلَى شَفَتَيْه لتسكته و هُو تَنْظُرُ فِي عَيْنَيْهِ مُبَاشَرَة
" ششش . . ، أَنَّهُمَا ساحرتان ! " .
. . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . . .
" عَيْنَان رماديتان ، أَصْوَات البيانو المتناغمة ، كألماسة تَرْقُص تَحْت ضَوْء القمر ، لنودع ذَلِك الزُّجَاج الْمُتَنَاثِر و . . . . . " .
" تَبًّا ، لَقَد نَسِيَت الْكَلِمَات مُجَدَّدًا ! "
.
.
.🦋❄
![](https://img.wattpad.com/cover/299188973-288-k849675.jpg)
YOU ARE READING
فِيلَارْدُوسْ "
Fanficأْعْتَقِدُ أَنَّنيْ وَجَدْتُ الْلَحنَ المَطْلوب ؟ لَا ؟ اَهْ حَسَنا. .° ~°' " لَوْلَا عينَاي ، كُنتُ سأَموتّ دُونَ رَجْعةٍ " °. ~' فِي عاْلَمٍ ملِيئٌ بالبَشرِ ، أُولئِكَ الكَائِناْتُ اَلتِّي لَا أرِيدُ أَن أعْتَبِر نفْسِي منْهَا ، مقْرفُونَ يسْتقْ...