01

429 34 30
                                    

دخلتُ ذلكَ البيت الذي ابتعدتُ عنهُ لسنتين كاملتين كانتا كالعذاب بالنسبةِ لي . اليوم تحررتُ منهُ لكن قلبي لازال لم يتحرر من حبهِ المرهق .

لطالما تساءلتُ و تساءلتُ ..ماذا فعلتُ؟
مالذي فعلتهُ له ليكرهني لهذهُ الدرجة ؟
مالذي فعلتهُ له ليعذبني كل هذا العذاب؟

هل هو ينتقمُ من الحياةِ عن طريقي انا؟
بسببهِ بتُّ اكرهُ الحياة و من فيها..
حاولتُ الانتحار مراتٍ لا تعد و لا تحصى ولكن كنت انسحب بحجة انني سأنجو..لكن الحقيقة هي اني كنتُ احبهُ و لم اردُ الافتراقَ عنهُ .

لا كرامةَ ولا كبرياء لدي ، كلاهما تلاشيا عندما وقعتُ في شباكِ حبهِ السّامة ، اصبحتُ كمن تعاني من ملازمة ستوكهولم لكنني لم اقع في حب من خطفني ابداً .

بل وقعتُ في حب زوجي الذي كنتُ فقط كالدمية بالنسبة لهُ .

_______

بعد خمسة اشهر.

هاقد مرت خمسة اشهر ولم تكن كالنعيم مثل ما كنتُ اتوقع ، بل كنتُ اتعذبُ اكثر لانني في كل ثانيةٍ اتخيلهُ و اشتاقُ له رغم كل ما فعلهُ بي.

لم اسمع عنهُ اي شيءٍ سوى انه سافر ليعيش في بلدٍ اخر بعد وفاة عمهِ الذي كان يربيهُ فهو يتيمٌ منذُ الصغر .

لم تحدثُ اشياءٌ كثيرةٌ هذهِ السنة، لم اجد عملاً ولا رجلاً جديداً اسد بهِ الفراغُ الذي تركهُ هو بداخلي و أبدء حياةً جديدة خاليةً من المشاكل و مليئةً بالحب .

انا الآن اعيشُ باستخدام اموال ابي كما اعتدتُ عندما كنتُ مراهقة . كل ما افعلهُ هو النوم ، الذهابُ للملهى ليلاً ، زيارةُ والدايّ ..حسناً هذا فقط .

لقد اصبحتُ اكثر من الشربُ عليّ انساهُ بعضَ الوقت . بدأتُ اكثر من الذهابِ للملهى لكنني لم اخطط بخيانتهِ ابداً .

لقد احببتُ الكثيرَ من الرجال قبلهِ ، لكن هو وبالرغم من قسوتهِ علي أحببتهُ اكثر من أيّ شيء .

—-

يمسكُ السيجارة التي يخرجُ منها الدخان بيسراهُ ، وييمناهُ يحمل هاتفهُ ذا الإصدار الحديث .

يبحثُ عن رقمٍ معين يعود لسكرتيرهِ ، ضغط على الرقم ليضع الهاتف على اذنهُ ينتظر الرّد من الآخر .

-أهلاً سيدي كيم .
ردّ رجلٌ صوتهُ عميق ولكنهُ ناعمٍ قليلاً يدل على لطفهُ عكس سيدهِ كيم .

-غداً العاشرة صباحاً سأعود لكوريا ، انت تعرفُ ما عليكَ فعلهُ صحيحُ ؟.
أجاب كيم بصوتهُ الرجوليّ العميقُ و البارد ، هو لم ينتظر الجواب بل اقفل الخط فور انهائهُ لجملتهِ المكونة من احد عشر كلمة وهي اطول ما تلفظ بهِ هذا اليوم .

حبهُ كالسّمِ الحُلو | taetzu -متوقفة مؤقتاً-حيث تعيش القصص. اكتشف الآن