21:00

86 19 29
                                    

بدى و أن الطريق طويل ولا نهاية له ، صمتنا منذ آخر سؤال لم يدم سوى لدقيقة و لقد كانت طويلة كفاية لتشعرني بالملل "إذًا إلى أين سنذهب؟"سالتها أجذب انتباهها لي فلقد كانت مشتتة منذ آخر سؤال

"سنذهب لـ انجليناز تيم أفضل مكان لشرب مشروب ساخن و غني بالشوكولاته"تحدثت بنبرتها المرحة القديمة لأبتسم بخفة لها "إذًا ماثيو لماذا أتيت لباريس و تتجول بمفردك في الحانات سابًقا و الآن معي؟" قبل أن أفتح فمي لأجيب سؤالها تحدثت بسرعة تدفع باب زجاجي متوسط الحجم "لقد وصلنا لنتحدث عن ذلك على الطاولة.." أكملت حديثها بالفرنسية مع شاب الإستقبال قبل أن تبتسم لي و نسير للداخل

على طاولة صغيرة بمفرش أبيض نظيف و أطباق منظمة جلسنا سويًا ، لم تتاح لي الفرصة لأجيب مجددًا فقد آتي النادل يتحدث الفرنسية بطلاقة و سرعة متوقعة نظرًا لأنه بالطبع فرنسي! "اثنين شوكولاته غامقة بالحليب؟" عقدت حاجباي لا أعلم بماذا أجيب أين القائمة لأختار؟

"ثق بي ماثيو سوف يعجبك"عيناي التقط بخاصتها لثواني قبل أن أومأ موافقًا لتبتسم و تتلو على النادل الطلب ليذهب و تستدير لي "إذًا...ماثيو؟" نظرت لها بعدم فهم لثواني من ثم تذكرت

"اوه لقد كنت في رحلة عمل ولم أستطيع العودة للمنزل لسوء الأحوال الجوية"أخبرتها ببساطة لتومأ "دعني أخمن بريطاني؟" فتحت ذراعي لأنها قالت ما هو واضح كالشمس بسبب لهجتي الثقيلة

"أنا اسبانية-امريكية بالمناسبة"عقدت حاجباي لتقهقه "لا تخبرني ظننت بأنني فرنسية؟"

"نعم! فأنتِ تتحدثين الفرنسية بطلاقة و لهجة محترفة!"أعربت عن استغرابي لتضحك بينما تومأ "مكان عملي يتضمن الكثير من الفرنسيين لذلك كان لابد لى بأن أحفظ الكلمات و أحصل على لهجة أيضًا فلقد عملت هناك لخمس سنين تقريبًا"رفعت كتفيها و انزلتهم بلا إهتمام

"شكرًا"نطقت بالفرنسية ابتسم بخفة للنادل الذي أتى يضع أمامنا الاكواب ، نطق بشيء مع إبتسامة و ذهب على الأغلب قال استمتعوا ايًا كان ، نظرت للفنجان الأبيض الضخم الموضوع أمامي بتفحص ، الكثير من الكريمة على السطح تغطي - ما أتوقع أن يكون- الحليب بالشوكولاته ، هناك قطع اويرو و شوكولاته مرشوشة على الأعلى مع قطعة مارشميلو كبيرة بيضاء

رفعت عيني من الفنجان لأنظر لـ إليري التي تتفحصني بقلق ، ضحكت على مظهرها لتبدأ ملامحها في الاسترخاء "يبدو رائع!"تقريبًا هللت لتلمع ملامحها و تبتسم بإتساع قبل أن تبدأ في شرب كوبها ، و فعلت مثلها

عندما أنزل كلانا الكوب رأيت تقريبًا نصف وجهها ملطخ بالكريمة لأبدأ بالضحك و تشاركني "تشبه سانتا!"تمتمت من بين ضحكها تشير لوجهي ، أضع يدي و أجد بأن وجهي أنا أيضًا ملطخ لأضحك على نفسي الآن

أخذ كلاً منا منديلاً و بدأ بمسح وجهه "لن أتوقف عن تلك العادة الغبية أبدًا"تمتمت تضحك بخفة الآن "من يراني لا يصدق بأنني درست ما يسمي بالاتيكيت" أضافت لتتسع عيني

"أنتِ أيضًا فعلتِ؟ شقيقتي حظت ببعض من تلك الدروس و لم تفلح معاها لقد قالت بأنني السبب و لكن من الواضح بأن تلك الدروس لا تفيد أي أحد"تحدثت بعفوية و بدون تصديق عندما أعود سأخبر ميثا بأن السبب لم يكن أنا

"أعلم! أنها فقط اغبي شيء على الإطلاق! يعلمونك كيف تأكل الموزة بالشوكة! اتتخيل؟"شاركتني إليري حماسي و عدم تصديقي "موزة؟ اتمزحين معي؟ هذا أغبى شيء سمعته في حياتي!"

"بالظبط! أعني أين المرح في عدم تلطيخ نفسك من الحين للأخر؟"قالت تشير لوجهها الذي مازال ملطخ قليلاً لأقهقه.

"إذًا ما رأيك بأن نلعب عشرون سؤال لنتعرف على بعضنا أكثر؟"اقترحت بعد قليل من الصمت لتومأ مبتسمة "جيد امم كم عدد اشقائك؟" هزت رأسها لليمين و اليسار "لا أمتلك أشقاء" زممت شفتاي اتمتم بأعتذار بسيط لتشير بيدها بأنه لا شيء

"ماذا عنك؟ هل تمتلك أشقاء غير شقيقتك المسكينة؟"ضحكت لأكون صريحًا فـ ميثا قد تكون كل شيء إلا مسكينة ، و مغامراتنا الغريبة قد أكدت ذلك هي متعوسة فقط

"أعتذر ، أمتلك شقيقين أكبر مني دين و زاك و ميثا ' شقيقتي المسكينة' تكون توأمتي"ارتشفت من كوبي اتلذذ بطعم الشوكولاته الغنى و الثقيل الذائب بنعومة فى الحليب الساخن ، بعض الكريمة ماتزال ذائبة هنا وهناك ، و يوجد بعض فتات الأوريو يسبح في المزيج الرائع يزيد من جمال طعمه

"هل ميثا تشبهك؟"سألت بهدوء تعض شفاتيها تحاول كتم ضحكة ، جعلني ذلك أبتسم بفم مغلق "هل تتخلينني بشعرًا طويل و فستان؟"سألت لتنفجر ضاحكة

"نعم و أضف لذلك جلوس في صفوف الاتيكيت تتعلم كيف تسير كسيدة"قالت من بين ضحكاتها العالية لتجعلني أضحك معاها متخيلاً نفسي في جسد فتاة أتعلم الاتيكيت ، لم نأبه بباقي الموجودين وظللنا نضحك على تخيلنا الغريب

يتبع..

تحديث ليلي مفاجئ و يكاد يكون ممل

أنا لسه بتعافى و بحاول أرجع شوية بشوية للقصة أتمني تعجبكم و شكرًا لدعواتكم ليا أنا اكتر من ممتنة❤️

Starry Night |ليلة مليئة بالنجومحيث تعيش القصص. اكتشف الآن