زهير:الو امل كيفك شو الاخبار
امل:تمام زهير...خير شوفي حتى داققلي بهالوقت المتأخر
زهير:غسان ياأمل...
امل:احكي بسرعة شبو غسان؟!زهير:طلعت من غرفتي حتى اشرب مي وشفت باب غرفتو مفتوح..فتت اتطمن عليه ومالقيتو بالغرفة،دورت عليه بكل مكان بالبيت ومالقيتو...وبتعرفي منيح كيف صار بعد وفاة غصون وصحتو كتير متدهورة بهالفترة...متوتر كتير ياأمل وين ممكن يكون راح!!
امل:اهدى شوي،رح اجي لعندك حتى نطلع ندور عليه تنيناتنا،اكيد بكون بشي مكان قريب
زهير:خليكي الوقت تأخر كتير،انا جاي اخدك ونطلع مع بعض
امل:ماتتأخر ناطرتك
وصل زهير مكان وجود امل وانطلقا سوياً للبحث عن غسان في شوارع المانيا ذات البرودة القاسية.
كانت السماء ملبدة بالغيوم التي حجبت القمر والنجوم عن الأنظار..كان ذلك في ليلة عاصفة من ليالي الشتاء القارسة
سارا تحت مياه الأمطار التي كانت تتساقط بغزارة لتعانق الشوارع التي شحت من اقدام السائرين...
يسير غسان في الشوارع الخالية من الناس تماماً ويزيد من سرعته شيئاً فشيئاً وهو يصرخ بأعلى صوتهِ:غصوون..عودي ارجوك...اين انت ياغصون ..عودي الي.
يركض ويركض ويركض...سارَ كثيراً تحت المطر حتى احس بتعب شديد وجثى على ركبتيه وصرخ مجدداً:غصووون.
فجأة هدأ المطر وبدأت تقل قطراته وتعالت أصوات الرعد شيئاً فشيئاً وكان يتعالى صوت صراخه مع صوت الرعد
وقف على قدميه مجدداً وعاد للسير...احس بعدها ان اطرافه تلبدت وقدماه ماعادت تحملانه وفقد القدرة على السير
جثى على ركبتيه مجدداً وكبلت الأحزان هذا الجسد الضخم ولم يقدر على الوقوف قط وكأنه جثة هامدة لاتستطيع الحراك.
تلمع البروق في السماء...يومض البرق بسرعة ويختفي...واخذ غسان يراقبها وتمر في رأسه جميع ذكرياته مع غصون وكيف فقدها كلمح البرق هذا
انفجرت دموعه واختلطت بمياه الأمطار على وجنتاه...تعالى صوت صراخه أكثر فأكثر(إلا غصون ياالله...إلا غصوون..لم كل هذا الألم يصيب قلبي..لم)
أغلق جفناه وقام بفتحهم بعدها ليرى ويشعر بغصون تحتضنه وتطمأنه قائلة:لاتقلق ولاتحزن فأنا بجانبك دائماً ياعزيزي...كل شيء سيكون على مايرام.
ابتعدت عنه فجرى خلفها...سارعت بخطواتها وبدأت تضحك كالأطفال وتتطاير خصلات شعرها المبللة في الهواء وهي تقول:هيا الحق بي ياغسان...تركض وتركض ويركض غسان بلهفة وبجسد منهك خلفها...قام بفتح جفناه مجدداً ليرى نفسه بالمشفى.....
يتبع....