الفصل الأول

3.2K 45 0
                                    

في عتمت الليل في أحدى الآزفة يقف بعض الرجال في هذا الظلام الدامس، فا بالكاد يستطيعون تمييز بعضهم البعض، ولكن كان هُناك شاب في آواخر العشرينات يقف بكامل قواه أمامهم، يُشير ويآمر بماذا يفعلوا وما لا يفعلونه، يُأنبهم لأخطاءهم ويتذمر حول تصرفاتهِم!

يقف «صقر» كالتمثال قائلًا بحدة:"الغلطة عندي بفورة، لو حد فيكم مستغني عن حياته يتفضل يغلط، وهتكون رقبته تحت رجلي".

كانوا ينظرون له وأوصلهم ترتعش وتتسارع دقات قلُبهم، يقطع هذا الحوار القاتل دخول «زكي» اليد اليُمنة لـ«صقر» وحفيظ أسراره، أقترب «زكي» من «صقر» هامسًا في أُذنه:"وصلوا يا صقر، أدخل إنت وإحنا هنتصرف".

وبالفعل دخل «صقر» عرينه، وجلس كلملك ينتظر سماع الأخبار السعيدة حول فوزه بالحرب رغم أنهُ لم يُشارك بها!

<<في أحدى العُمارات المهترئة>>

كانت تتعالى أصوات النساء بداخل منزل «رهف» مُعلنة موت والدتها، كانت الأجواء حزينة للغاية، حيث جلست «رهف» وهي تُحقد في جثة أمُها الراكدة وأنهمرت من أعيونها الدموع رافضة أن تستقر في بيتها.

ظلت تبكي وتبكي لآنها تعلم جيدًا أن العالم قاسيًا عليها وسيصبح أكثر قسوة بمجرد موت والدتها وتعلم هذا جيدًا، أفاقت على صوت أبيها وهو يصيح قائلًا:

سيد بغضب: إمشي يامرا منك ليها من هنا، هي ناقصة
عكننة على المسا

رهف وهي تبكي: في إيه يابابا؟ حرام يعني يزعلوا على الست إللي كانت شايلهم كلهم!

سيد بإستخفاف: شايلهم! ضحكتيني يابت، هي كانت قادره تشيل نفسها لما تشيل حد، دي ماتت عاجزه

رهف بغضب: طالما كنت بتكرهها كده فشلت عايش معاها ليه؟ ماكنت تسيبها تشوف حياتها بدل ماهي كانت قاعده مع حد ظالم زيك، حسبي الله ونعم الوكيل فيك

ظهرت علامات السخط على وجه «سيد» وأقترب من «رهف» وأخذ يصفعها بقوة قائلًا:"بتحسبني عليا أنا يابنت ماجدة؟ ورحمة أمك لاوريكي يا ناقصة".

أخذ يصفعها بقوة صفعات متتالية غيرت من شكلها الحسن لوجه أكثرا وجعًا وألمًا، فا أصبح وجهها البريئ ملئ بالكدمات والجروح!

بعد معافرة من الجيران أستطاعوا أن يخرجوها من تحت يداه، لولاهم لسقطت جثة هامدة بجوار والدتها،

نظرت له «رهف» بغضب وقال:" مش هسامحك أبدًا".
تشنجت ملامح «سيد» قائلًا لمن حوله:"شايفين البت وقلة آدبها؟ شايفين الناقصة إللي أمها ماكنتش عارفه تربيها بتعمل إيه؟".

حاولوا الناس تهدئته قائلين:

محمد: أهدى بس يا سيد، البت أمها لسه ميتة ومصدومة أهدى وهي كمان شويه هتيجي تحِب على رأسك

خطوة بخطوة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن