اقتباس

439 18 10
                                    

ابتدأ الحفل في الجنينة وخرجت جميع العاملات للأشراف علي الحفل اما هي فبقت في الداخل .. نظرت للحوض بارتياح فقد انتهت من غسيل جميع الأطباق وعليها الانتظار قليلا لحين يأتي العاملات من الخارج بأطباق جديده متسخة ... نظرت حولها فوجدت الجو خالي من احد .. لتسرع تفتح احدي درف المطبخ وتخرج  الاطباق التي اخفتها عن العاملات حينما جهزوا الاطباق التي سيخرجونها للضيوف فقد اخذت منها خلسه لأنها تعلم بأن في نهاية الحفل سيأكلون بواقي الطعام الذين تركوهم الضيوف فرئيسة العمال قد اخبرتها بذلك حينما اتت من بداية اليوم ... لكنها لم تسمح لنفسها للأكل من البواقي او الانتظار لحين العودة للمنزل فإذا ظلت بدون أكل لوقت طويل ستغيب عن الوعي بالتأكيد
نظرت للأطباق الذين يحتوون علي لحوم وفراخ ومكرونة بالمشاميل بتلذذ .. فهم يضعون  تلك الاصناف امام ضيف الحفل ... ..  لتتخيل الحال في الخارج مردفه بسخريه
-تكت نيله علي حظنا الهباب .. دا احنا عندنا الطبق كلو رز مع حتت لحمه تلات تربعها دهن .. مع صباع كفته واحيانا بيشيلو الصباع ..

لتتلفت حولها بارتباك فإذا دخل احد وراها سيحدث مشاكل ومن المحتمل سيمنع عنها ذلك المبلغ الذي ستأخذه مقابل اليوم ... لتفكر قليلا اين ستجلس .. نظرت للباب الخلفي للمطبخ وابتسمت
جلست في جنينه بعيده جدا عن الحفلة وعن اعين الحرس الذين يتربسون في كل مكان بشكل مخيف .. بين الاشجار والزرع فلم تجد مكان أمن غير ذلك .. وبداة في تناول ما في الاطباق
خرج بعيدا عن الحفلة ليسمع من يحادثه بالهاتف .. وبعد ان انتهت المكالمة زفر بارتياح ..لا يحب اجواء الحفل ولكنه وافق علي المجيء بسبب الاصرار عليه وتأكيدهم كثيرا له بالحضور ... هم بالعودة مكان ما اتي ولكن وجد انه اصبح بعيدا عن الحفل ولا يوجد صوت للحفل يرشده للطريق .. فقد سار في الطريق بدون ان ينتبه لكي يسمع المتصل فالاتصال شديد الأهمية بخصوص اعماله .. ظل يسير للخلف لعله يسمع صوت ضئيل للحفل .. ولكن في النهاية لم يسمع ليتضايق فيبدو انه علق هنا ... غمغم عينيه وصوب اذنيه اتجاه ذلك الصوت ليسير نحوه .. وعندما وصل للصوت واصبح علي مقربة منه اتسعت عينيه عندما وجد فتاة تجلس بأريحيه علي الأرض تتناول الطعام بسرعه وكانه احد يجري ورائها .. ليشعر براحه بالتأكيد تلك الفتاه تعرف مكان العودة .. ليقترب منها قائلا بهدوء
-لو سمحت

لتفزع الأخرى وكانت ستفر منه ليسرع بإمساكها لتردف مبتعدة بتوتر وخوف
-معملتش حاجه والله .. اوعا تقول للمدام لحسن تخصملي من فلوسي

لتتأمل الواقف امامها فكان يلبس بدله مثل باقي الحرس .. لتكمل كلامها تحت دهشة الاخر
-بص تعالا نعمل ديل .. انا اخليك تأكل معايا وبالمقابل متعرفش حد .. مرضي يا سيدي

هم ان ينطق ويخبرها انه تائه في المكان ويريد العودة لتقاطعه بمراوغه
-انا وانت عارفين المدام كويس واخرنا ناكل من بواقي الضيوف يا اما مانكلش خالص .. بصراحه ست بخيله اوي .. وعشان كده هخليك تآكل من الاكل دا وبالمقابل تكتم السر .. ها يا برنس موافق

لتتسع ابتسامته بذهول مردفا
-انتي عارفه انا مين

تأملت ملابسه جيدا لتردف باستنكار
-مين يعني .. حتت حارس لا راح ولا جه ..

اندهش من ظنها به ونظر لهيىته باستغراب ..لتجلس مكانها مكمله بمراوغه
-اقعد يلا وسمي الله ... حد يقول للحمه والكفتة وطواجن مكرونة بالبشاميل لا ... يابني اقعد

ليوافق ويجلس امامها فقد اراقه ما تفعله وسيجاريها للنهاية .. ليردف بعبث
-بتشتغلي اي هنا

لتردف بنفاذ صبر
-لا انت تآكل في صمت وتمشي .. اما شغل بتشتغلي اي واسمك اي واقعد احكيلك .. لا يا حبيبي انا مش بنات اياهم

-مجرد سؤال ولو كنتي جاوبتي عليه بدل الكلام دا هيكون احسن مش هتخسري حاجه ...اممم .. انتي خدامه هنا
قالها ليجرها في الكلام .. متأملا ملابسها البسيطة .. لتردف بنفي سريعا
-لا لا خدامه دا اي

واكملت بغرور مزيف
-انا بشتغل في مصنع كبير قريب من منطقتنا بفصل الهدوم فيه ..

ليبتسم بانتصار لان حاول مجارتها في الحديث دون ان تشعر مردفا بعبث
-ولما انتي شغاله مفصلتيه قد الدنيا .. اي الي رماكي علي الناس دي ..

لتكمل بقلة حيله
-واحده معرفه جبتلي شغل هنا يوم واحد .. قالتلي في حفله عند ناس كباره اوي في البلد .. والشغل بيكون كبير وعايزين عاملات كتير .. وهيطلعلي مبلغ حلو في الاخر

-كام يعني

لترد علي سؤاله
-ألف جنيه

ليردف بمشاكسه ومازلت بسمته مرتسمه علي شفتيه
-بس

لتردف بمرارة استشفها من نبرتها
-حلو رضا يساعدوني في المصاريف .. اصل العيشه بقت غاليه اوي وانت عارف

-وانتي عايشه فين ؟
لتنتبه لنفسها وانه قد جرها للحديث دون ان تنتبه لتعود ملامحها للضيق مردفه
-بااااااس اسكت وبطل أسئلة وكل عشان نرجع لشغلنا

ليضحك في داخله علي تحولها فقد اعجبه الحديث معها .. ليبدء في تناول الطعام برفقتها متلذذا بمذاقه وهو يراها تأكل معه ويتشاركون نفس الطعام فقد راقه الأمر
بعد انتهاء الطعام لملمت الاطباق فوق بعضهم ووقفت مردفه بتوديع
-يلا اشوف وشك علي خير .. وانسي اننا كلنا سوا

ليقف بدوره ويجدها تسير للخلف فيسير ورائها لتلاحظ تتبعه لها فتقول بحنق مستديره
-مش كلت .. امشي بقا

ليحق في چبينه مردفا بحرج
-اصل انا بصراحه تايه ومش لاقي مخرج من الجنينه

-هي فعلا كبيره اوي وتتوه ... تعالا ورايا
لتعود تكمل سيرها وهو ورائها يتبعها ... واخيرا وصلوا إلي الباب الخلفي للمطبخ لتستدير مشيره له للجهة الثانية بتوضيح
- لو مشيت من هنا طوالي هتوصل للحفلة

لكنه لم ينتبه لكلامها وظل شارد بها يتئملها وسط النور .. فتاه صغيره نحيفه بملامح عادية بريئة ببشره شاحبه يظهر عليها التعب .. لتزفر بنفاذ صبر
-ما ترد يا اخينا .. خلاص انا عملت الي عليا

وتركته ودخلت المطبخ لتعود سريعا بخوف وتوتر
- يالهوي دول موجودين جوا ... اودي الاطباق دي فين
لتسرع تخبئهم بجانب سلة القمامة وتعود كما اتت لينفجر ضاحكا علي هيئتها الخائفه وردو افعالها
❤❤❤❤❤❤❤

لو لقيت تفاعل حلو هبدأ انزل في الفصول بس علي حسب التفاعل
اما لو مفيش مش هنزل حاجه يعني وجودها زي قلتها 💔

سحرك غلاب (الكاتبه دعاء فوزي)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن