تمشي وحدها في ذلك الظلام الحالك
لاتملك شيء سوى فتات الخبز الذي رفعته من على الارض.
يغطي جسمها تلك الملابس الرديئة مع قلادتها التي تركها لها والداها المختفيان.تشعر بالبرد يمتص دمها من عظامها،
تمشي متجهة لتلك الحديقة التي لا يختفي منها ناس ليلا ولا نهار.تحاول حماية نفسها من ذئاب الشارع في ذلك المكان الممتلئ.
ذهبت تمشي بخطا ثابتة لتتمدد على ذلك الكرسي لتأخذ قسطا من راحة.لاتعلم مايخبأه لها القدر غدا....
لتغط في نوم خفيف كعادتها على ذلك الكرسي لتذهب لاحلامها لتتذكر ايامها القديمة
ايام كانت في الميتم...نعم انها فتاة ميتم لا يعلم احد اصلها وفصلها هي فقط وجدت في سلة مع ورقة مكتوبة بخط اليد ساعود لك ابنتي لا تخافي ومعها قلادة معلقة امام ذلك الميتم الكبير.
كبرت هناك و كل يوم ترى تلك الورقة وتنتظر متى سيعودان والديها لاخذها كما وعداها.كانت غريبة في ذلك المكان لا احد يلعب معها او يحبها من شدة طبعها وغضبها لا احد ينكر ذلك كانت كل من يتقدم لها ليلعب معها تقوم بضربه لا تحس بالامان مع اي شخص.
وفي احد الايام كانت متمددة على عشب حديقة الميتم تنظر للسحاب وهو يتحرك الا ان احست بشخص يتمدد بجانبها.لتنظر لتجد فتاة بمثل عمرها جمالها فائق الحدود انف ارنبي وشعر اسود طويل وعينيين يشبهان عيون الغزالة بشرة بيضاء جميلة ذات ملامح حادة رغم صغر سنها تملك ابتسامة جميلة
لم تكن طفلتنا اقل جمالا فقد كانت تملك عينين بنيتين يتغير لونهما بتغير الشمس احيانا تحمل لون اخضر واحيانا برتقالي وشعرها طويل بني مع اصفر، شفاه ممتلئة بشرة بيضاء ملامحها طفولية اكثر من حادة رغم سوء مزاجها وتصرفها السيء.
......
حسنا نعود الان حيث تمددت الجميلة بقرب التي التي ترمقها بنظرت استغراب وغضب وكانها تقول ماذا تريدين اذهبي في طريقك.اقتربت الغزالة لتعطي الجميلة دمية صغيرة مثل التي بيدها الثانية لتقول لها:هل تلعبين معي؟
لتستدير الاخرى للجهة الثانية بعد ان قالت:اللعب للاطفال الصغار وليس لي..
لتنفجر الاخرى ضاحكة وتقول:لماذا كم عمرك ان لم اتذكر جيدا فنحن في نفس العمر او انا اكبر مني بكم شهر.لتلتفت الاخرى بغضب لتجيبها ولكن تاهة في ضحكة تلك الجميلة ولا اراديا وجدت نفسها تضحك لضحك الاخرى.
ناظرت الاخرى وهي مستغربة الوضع فلااحد رآها او جعلها تضحك من قبل هذه اول مرة لتقول:ابتسامتك جميلة ونحن لازلنا اطفال دعينا نحتفظ ببعض الابتسامات والضحكات والذكريات قبل ان يسرقها منا الوقت والعمر...
لتجيبها الاخرى:انا لست طفلة حسنا وانا اعلم انا ابتسامتي جميلة فانا بطبيعة الحال جميلة بكل اوضاعي.
لتقول الاخرى:نعم انت جميلة ولكني لست اقل جمالا منك ايتها الجميلة هل اخبرك اسمي
لتومأ لها برأسها الثانية وتكمل الغزالة قولها:ادعى نايا وانت؟
لتجيبها الاخرى:ادعى ميرا تشرفت بمعرفتك نايا
نايا:لي شرف معرفتك ميرا اصدقاء
ميرا:حسنا لايهم
لم تنزعج نايا من تصرفها فهي كانت تتباع حركات ميرا من قبل وتعلم بتصرفاتها الغير مبالية
مرت الايام والكل لاحظ صداقة تلك الجميلتين وان ميرا اصبحت تبتسم اكثر من قبل ولكن تصرفها لم يتغير فقط مع نايا تكون ودودة وسعيدة اما الباقي فمازالت لا تستريح لقربهم منها.جاء يوم اتت مديرة الميتم لنايا بينما هي تلعب مع ميرا لتقول لها نايا اتبعيني الى مكتبي
نهضت نايا وهيا تناظر ميرا مستغربة الوضع
ذهبت نايا لمكتب المديرة بعد ان القت السلام وجلست لتتكلم المديرة:حان وقت ذهابك نايا لتحصلي على عائلة هناك عائلة رأتك واعجبتهم ويريدون تبنيكي سيهتمون بك وباكلك وملابسك وتعليمك.
نايا:هل ستذهب معي ميرا؟
المديرة:اسفة عزيزتي فميرا لا احد يعجب بها من تصرفها الفظ ولكن انت قد اعجبتهم من ادبك وطيبة قلبك واخلاقك وجمالك وهيئتك المؤدبة النظيفة.
نايا بحزن:لا اريد ان لم تكن معي ميرا لن اذهب.
المديرة:صغيرتي يمكنك زيارة ميرا في اي وقت تشائين ولكن يجب عليك الحصول على عائلة وايضا قوانين الميتم تنص ان ارادت عائلة جيدة تستطيع توفير كل شيء للطفل تبني احد الايتام فستأخذه.
استسلمت ميرا لامر الواقع فهي تعرف انها لن تنجح في هذا ولكنها كانت تملك بصيص الامل لاقناع من يتبنونها باخذ ميرا معاهااخبرتها المديرة ان العائلة ستأتي مساء لرؤيتها وغدا لاخذها.
ذهبت مسرعة لتخبر ميرا ان تتحلى ببعض الادب لتقدمها لهذه العائلة ليأخذوها معم وبهذا لن تفترقا
ولكن ميرا لم توافق واخبرتها بانها تنتظر عودة والديها فهم لم يتخلو عنها*استسلمت نايا فهي تعلم بانها لن تغير رأي صديقتها
اتت العائلة لرؤية نايا وكانو جد سعداء بها فاحبوها وبادلتهم المحبة اتفقو على اخدها في اسرع وقت وكما هو الحال جاء اليوم الذي ستذهب فيه نايا وقد اخذت وعد بينها وبين ميرا بان يبقو على اتصال دائما.كانت نايا في الايام الاولى يصطحبها والدها للميتم لرؤية ميرا ولكن انقطعت اخبارها ومجيئها فجأة،فقررت ميرا سؤال مديرة الميتم لتخبرها ان نايا سافرت مع والديها للخارج.
شعرت ميرا بالحزن والسعادة معا فهي حزينة لابتعاد رفيقة دربها عنها وسعيدة لانها تكمل حياتها مع ابوين حنونين فهي ترى حبهم لها من خلال عينيهما تمنت لها السعادة وان تبقى بخير وان ياتي يوم وتلتقيان معا مرة اخرى وتمنت ايضا ان يسرع والديها في الحضور لاخذها.كبرت ميرا على تلك الحال كل يوم تنتظر ان يأتي والديها لاخذها كانت ترفض اي عائلة تريد تبنيها كانت تقوم بتصرفات صبيانية فقط ليرفضوها.
كبرت ميرا لتصل لعمر 18سنة وحان موعد خروجها من الميتم،في اخر يوم كانت تتمنى عودت والديها ولكن ذهب املها بعد ان وضعت اول قدم خارج الميتم بمفردها.
ذهبت الى تلك المدينة لاتعرف اين تذهب او اين تتجه.
اتجهت لتلك الحديقة لتأخذ مقعدا لها تفكر في ماذا ستفعل مستقبلا فوالداها تخلو عنها بحق.
قررت البحث عن عمل في مطعم او اي شيء فهي لا تملك شهادة دراسية هي فقط تعرف الكتابة والقراءة ولكنها جد ذكية.
مرت الايام وهي تنام في الحديقة وتبحث عن عمل ولكن لااحد يوظفها لانها سليطة اللسان وعندما يحاولون التحرش بها تضربهم ضربا مبرحا.وبهذا استيقضت ميرا من حلمها لتجد ان الصباح قد حل وان حلم حياتها من الطفولة اصبح مجرد ذكريات.
اتمنى ان تاخذ الرواية حقها من التفاعل واتمنى ان ارى تعليقاتكم الايجابية والسلبية حولها
نلتقي في الفصل الثاني.
Bilsan
أنت تقرأ
فتاة الميتم
Mystery / Thrillerهل انا ثقيلة لهذه الدرجة...حتى يتخلو عني؟ هل ستتقبلني وتحبني؟ انت اول عائلة احصل عليها. حياتي عبارة عن سقوط وسقوط ولانهاية لهذا السقوط سوى الموت. لكنكَ انتشلتني! Mira with laith 🖤😫