الفنّان و الفن.

3 2 7
                                    





🤍


.

"كيومي هل هذه أنتِ صغيرتي؟"
خلعت حذائها فور دخولها المنزل ، منزلها البسيط و الذي تعود إليه في التاسعة مساءاً يوميّاً.

"نعم جدّتي و من سيكون سواي؟"
ضحكت نهاية كلامها لتبتسم بدفء فور رؤيتها لجسد تلك السيدة التي نالت التجاعيد و الشيب منها ، و هذا ما يُضفي طابعاً حنون على ملامحها.
اقتربت تقبّل جبهتها لتبتسم الأخرى.

"كيف كان يومك عزيزتي؟"
"لا جديد جدّتي ، كأي يومٍ آخر"
هي لن تخبرها أن شاباً مريب ظلّ يطالعها بجنون طوال اليوم فلا رغبة لها باخافتها.
"جيّد ، أعددتّ العشاء لك صغيرتي ستجدينه بالفرن"
أومأت الأخرى بتعب متجهة حيث الطعام.
.
.
"يا إلهي ، لو فقط يمكنني وضعها أمامي و رسم تفاصيلها كما أرغب و بدون مقاطعة أحد!"
تحدث لنفسه ، فهذا ما أصبح عليه مؤخراً كونه لا يلتقي أحداً بحجة الانشغال.
"و لكن ، لما لا؟"
نظر نحو اللوحة البسيطة ليبتسم بجانبية فورما طرأت تلك الفكرة على رأسه.
.
.
دخل المقهى حاملاً حقيبته والتي تحوي أدوات الرسم خاصته ، فلديه مهمة لإنجازها.
عبس كالأطفال عندما لم يلمحها حتى الآن ، الساعة تشير للرابعة و عملها يبدأ في الثالثة إذاً لما لم تأتِ بعد؟
فهو قد استفسر البارحة قبل ذاهبه من أحد العاملين عن اسمها و بعض المعلومات الأخرى، لكن للأسف لم يستطع استخراج معلومات مفيدة كموقع سكنها و غيره!
.
.
رفع رأسه بسعادة فور سماعه صوت الباب و إذ بهيأتها تظهر له ، فور أن انتبهت لوجوده غضبت ملامحها وتوتّرت ، فما اللذي يبتغيه !
أشار لها بيده لتجرّ نفسها مجبرة فلا سلطة لها هنا لترفض.
"فقط أفصح لي عن خطأي الذي ارتكبته"
ضحك على كلماتها ، و كم كانت ضحكته رنانة لمسامعها.
"خطؤكِ هذا يا حُلوتي أعاد لي شغفي الذي فقدته منذ زمن"
واضعاً يده على خدّه يُطالع معالم وجهها بشيءٍ من الانجذاب و الذي لم تفهم سببه حتى الآن!
"اشرح أكثر رجاءاً!"
تنهّد ليُمسك يدها دون سابق إنذار جاعلاً من عيناها تتوسع.
حاولت سحبها و هذا ما جعل من ابتسامته تتوسخ أكثر...

"أرجوكِ اجلسي قليلاً ، سأشرح لكِ السبب"
تنهّدت تأخذ مقعداً لها أمامه مباشرةً ليبتسم بهدوء.
"أنا رسّام ، و كأي شخصٍ آخر مررت بوقت لم استطع فيه اكمال أي عملٍ لي...و كأن يداي و عقلي استُبدلا".
نظرت له بدون أي ملامح تذكر.
"أكمل"

"عندما دخلت البارحة و رأيتك ، لم أشعر بنفسي و أنا أطبع ملامحك المميزة على ورقي الخاص ، لا أعلم السبب كي أكون واضحاً...لا فكرة لدي لما اخترتكِ أنت"
ضحكت بسخرية نهاية كلامه لتشعر بيدها تُسحب من قبله مجدداً.

"أرجوك ساعديني ، أنتِ أملي الوحيد لممارسة الشيء الوحيد الذي أفلح به في حياتي!"
"هل أنت مجنون؟ هل تعمل كمّ الرعب الذي سببته لي منذ البارحة! أنا حتى لم يزرني النوم بفضلك و بفضل جنونك ، لا تتجرأ و ترسمني مجدداً و إلا.."
"مئتي دولار"
قاطع كلماتها الثائرة لتنظر له بعدم فهم.
"سأدفع لكِ مقابل كل لوحة ، أعلم أنك  تعملين في العطلة عملاً جزئي إلا جانب هذا لتسديد رسوم جامعتك...استقيلي من العمل الآخر و ابدأي معي! ستعيشين في النعيم"

 ملامح مميّزة |Jk Distinctive features حيث تعيش القصص. اكتشف الآن