الفصل الثاني و العشرون

76.2K 588 10
                                    


قصر الدمنهوري

يدخل زياد من باب القصر و يده تحتضن خصر صغيرته بتملك
ثم يهتف و هو ينادي على نوران
=نورااان

لتأتي نوران فورا للتقول بإحترام
=نعم يا زياد بيه

زياد بتساؤل
=هي أمي فين

لتجيبه نوران و هي تطالع ملاك بإبتسامة عذبة
=أصل والد ملاك هانم هنا و هي قعدة معاه في الصالون

إرتجفت أوصال ملاك عند هذه الكلمات و هي تفكر هل حقا جاء لزيارتها هل إشتاق لها ثواني و سقطت دموع لؤلؤية من عينيها الجميلة و تركض مسرعة نحو الصالة متجاهلة  تماما صوت زياد الذي يناديها
ثواني و كانت ملاك تدخل صالة القصر و أنفاسها تعلو بسرعة و قد أحست ببعض الألم في بطنها من الركض  وقف محمد لحظات ثم إقترب مسرعا إلى إبنته الوحيدة و هو يتمتم بأسف
=سامحيني يا بنتي أنا غلطت فحقك أوي أرجوكي سامحيني الطمع عمى عيوني و صدقت كلمهوم و ظلمتك أوي

و هنا دخل زياد الذي إشتعلت عيناه من الغيرة و هو يشاهد محمد يحتضن ملاك حتى لو كان والدها حضنها و دفئه ملكي أنا و فقط ثواني و كان زياد قد إنتزعها من أحضان محمد ليوقها بأحضنه هامسا لها من بين أسنانه
=مش قلتلك قبل كده ممنوع تحضني حد غيري

لتقول هي ببرائة و صدق
=لأ مقلتليش و بعدين دا بابا

إشتعلت الغيرة في عيناه أكثر ليهتف بتملك
=لأ مافيش لا بابا و لا أي حد حضنك دا ملكي أنا كل حاجة فيكي ملكي أنا و بس

طالعه محمد بذهول و هو يرى سيده و رب عمله السابق  بهذه الغيرة و التملك فهو لم يسبق له و أن رآه على هاذا الوضع

أيقضهم من شرودهم و حمسهم السيدة هاجر
=اتفضل أقعد يا محمد و انتم يا ولاد طمنوني الدكتورة قالت ايه

ليبتسم كل من زياد و ملاك بحب و قد تذكرا ثمرة حبهم و عشقهم ليهتف زياد و هو يمرر يده على بطن ملاك بحنان
=متقلقيش يا أمي كل حاجة تمام

هتف محمد بسعادة
=أنت حامل يا ملاك

أومأت له بخجل و كاد أن يتضنها مرة أخرى لتمنعه يد زياد و هو يقول
=اللمس ممنوع
إبتسم محمد بحب فهاقد عوض الله إبنته و ما عانته من وجع و قهر و ضميره الذي يصرخ تأنيبا له و لقسوته لتلك البريئة
دقائق مرت و الصمت يعم المكان فقد كان زياد يجلس على الأريكة و ملاك تجلس على قدميه بعدما رفض رفضا قاطعا أن تجلس الا بحضانه و لم يخجل امام أمه و لا حتى والدها امام هي فكادت تنفجر من الخجل من وضعية جلوسها

قطع محمد هاذا الصمت قائلا بندم
=سامحيني يا ملاك أنا عارف إن إعترافي دا متأخر و إني ظلمتك أوي بس أتمنى انك تسمحيني

دمعت عيون ملاك و قد مر شريط حياتها أمام عينيها من ظلم و جلد و ليس هاذا فقط بل وكانت خادمة أيضا إهانات و شتم طوال الوقت لتتنهد بحزن قائلا بهمس
=أنا مسمحاك يا بابا و من زمان أوي أنا نسيت كل لحصل و ياريت نبدا من جديد أنا نحتاجو ليك أوي يا بابا

ملاك أحيت قلب القاسيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن