"هل نسيت ترتيبها؟" قال لوكاس وهو يحدق في مكتبته الصغيرة، لطالما جلس فيها وأخذ معظم وقته جالسًا بجانبها يقرأ أو ينظر إلى السماء بين كتبه، ولكنه لاحظ بأن كتبه مبعثره على الأرض بعضها على السرير والبعض واقعٌ مكانه، فجمعها مكانها ليلاحظ أن أحدها هو كتابٌ كان يقرؤه في طفولته، عن شخص في نفس عمره وُلد في الغابة وتربى فيها، لطالما رآى فيه لوكاس المواساه والصحبه الجيده ولو كان مجرد كلامٍ على ورق، بدأ لوكاس يتصفح الكتاب مره اخرى بتأني قارئًا كل جملة كي يسترجع الذكريات، مع الصفحات بدأ يصبح عاطفيًا ونزلت الدموع معها، في الصفحة الأخيرة وجد كلامًا بلغةٍ غريبه لم يتعرف عليها لوكاس واحتاج بعض الوقت ليتذكر أين رآها سابقًا، كانت في كتابٍ آخر أو بالأحرى كتابٍ يدعى 'دافيد' شراه له صديقٌ له كمزحه لكون اسمه مطابق لاسم الكتاب، فالكتاب يحوي عددًا من الألغاز التي لا تحل الا بفكّ شفرةٍ محددة، بحث لوكاس عن الكتاب في مكتبته فلم يجده ثم أكمل البحث في أدراجه وتحت سريره بلا فائده، كأن الكتاب تبخر، "أعتقد آنه لا فائده مرجيه من البحث هنا" قال لوكاس ثم نزل الدرج، عندما نزل لوكاس رأى والدته جالسه عند الطاولة مع بعض الألواح الخشبية، "لماذا لم تنزل من عندك طول اليوم" سألته أمه دون نزع عينيها من الألواح، لم يرد لوكاس مباشرة بل ذهب إليها مباشرة وبدأ يحدق في الألواح أيضًا، "فيما تحدقين؟" سألها، فردت: "أنظر إلى الجدار خلفنا"، التفت لوكاس إلى الجدار فوجد أن الرف الذي كان يحمل صور العائلة ليس موجودًا وأن الزجاج يملأ الأرض مع الإطارات، "هل هذا بسبب الزلزال اللي حدث بالأمس؟" سأل لوكاس، فحركت رأسها موافقة، تنهد لوكاس وعانقها من الخلف بشده بينما دموع امه ترطّب يده، "لا تجزعي، أنا دومًا هنا، أماه" قال لوكاس، "أنظر إلـ- إلى تلك الصوره" ردّت أمه، أمسك لوكاس بالصوره التي أشارتها لها أمه، كانت صوره محمضه للوكاس في طفولته وهو في يديّ والده، قالت أمه "إقلبها"، عندها لاحظ وجود ظرفٍ على الجهة الأخرى من الصوره، تناول الظرف وحاول فهم ما كُتب عليها دون جدوى بسبب كون الحبر قد تآكل نصفه وأصبح باهتًا، "إنها من والدك، أعرف خط يده" قالت والدته بينما تمسح دموعها، عندها ذهب لوكاس إلى المطبخ كيّ يجلب سكينًا، فتح الظرف بسهوله كون الورق رقيقًا من الاساس وكونه مصنوع من مادة مختلفة عن الورق، كانت مادةً خشنةً جدًا وعديده التضاريس، عندما فتح لوكاس الظرف سقط من الظرف عدة رسومات وكتابات غريبه مرسومه بقلمٍ غامق الحمار، عندما سقطت على أرض استطاع لوكاس حساب حوالي ٤-٥ من الأوراق، كانت الكتابات في حالة مشابهه للكتابة على الظرف ولكن مع اختلافات عديدة، كانت لغة مفهومة لكن طريقة نطقها غريبة وبعض الكلمات لم يفهم لوكاس معناها مثل جملة [من والى وأدحض الملك فهو الصنديد، من أبغض اللغوب وعاتى المتن]، لكن لاحظ أن بعضها عليها أرقامًا تسلسليه متعدده الحروف والأرقام {١٨٣٢٢٥٦٥\ب-ك-ث-ي}، فتذكر أنه رأى مثل تلك في كتابٍ قديمٍ له، وضع الأوراق وأتى بالكتاب مباشرة باحثًا عن الكلام، لم تفهم أمه ما يفعله فعندما حاولت التكلم قال لها: "هذه الأرقام التسلسليه ماهي الا طريقه من طرق تشفير الرسائل قديمًا، عندما يرسل أحد إلى شخصٍ آخر دون كشف هويته ولكي لا يتم خلط الناس يستعملون أرقامً طويله، والحروف بجانبها ماهي الا اسماء مزيفه يستعملها من يرسل الرساله كيّ يكون القارئ متاكد من مرسلها، هناك بعض العلامات التي استطيع من تعريف كاتب الرساله منها، مثل آن الرقم انتهى بـ{٥٦٥} يعني أنها رساله من مدينة تبار"، استكمل لوكاس بحثه في الكتاب بينما تنظر له امه في تعجب ثم تضع يده على رأسه وتلاعب شعره مثل الهرة، "كبرت وأصبحت تشبه والدك كثيرًا!" قالت والبسمة على وجهها، ابتسم لوكاس أيضًا بينما يبحث في الكتاب، "ذكرت رقمًا من ٨ اعداد صحيح؟ أذكر أني رأيت رقمًا مماثلًا في مكتبه" قالت بينما هي واضعه يدها اسفل فمها مفكرة، "أين؟!" قال لوكاس والحماسه مشعلته، "عند عتبة الباب" قالت، ذهب لوكاس عند العتبة فوجد أن هناك حجر مكتوبٌ عليه هذه الأرقام وأنه متآكل جدًا ايضًا، أخذ الرقم وقارنه مع الكتاب فلم يحصل على معلومات سوى أنها مرسله من جزيره جيكس، بعدها حاول مطابقة الحروف في الأوراق باحثًا عن أي خيط يوصله إلى حقيقة صاحبها، "ألا تجد ذلك غريبًا؟ ماذا يأتي بهذه الرسائل القديمة هنا ولماذا هناك رقمٌ عند العتبة وما كان دخل والدك في هذا كله؟" سألته أمه، "حسنًا، لم أعرفه أكثر منك، صحيح؟" قال لوكاس ومن ثم سكت فجأة والرعب في عينيه، اكملت والدته الحديث قائلة: "لا اعلم(بصوت طفولي)! لقد كان رجلًا مشغولًا جدًااااا كان يرهقني دومًا عندما أحاول رد حبه لي وكان معقدًا لدرجة أني لازلت أجهل عنه الكثييييير، لكن تناسب خصره وأكتافه كان رهييييبًا جدًا وابتسامته كل صباح كانت جمييييلة، لوكي، ما بك لا تتكلم؟" قالت بينما لوكاس وراءها، التفت هي ولم تلاحظ شيئًا بسبب كون شعره يغطي تعابير وجهه، "لقد كانت قصةً مذهله يا أماه! يبدو أني لم أجد أي توافق في الرسائل للاسف، اوه أليس الوقت متأخرًا؟ لدي لقاءٌ في المكتبة الآن! سأذهب وأتحقق مجددًا من الرسائل في كتبٍ أخرى، هاها، ألستِ متعبة؟ النوم في حالتك مهمٌ جدًا خاصة لإمرأةٍ كادحه!" قال بينما هو واضعٌ يده على ظهرها، "حسنًا أنا متعبةٌ من الأساس، يياااونن(مؤثرات نعاس) والوقت تأخر، لدي دوامٌ مطولٌ الغد، تصبح على خير!"، "تصبحين على خير!" قال منتظرًا اياها لتدخل غرفتها، عندما لاحظ أن بابها أقفل، ركض لوكاس بسرعة جامعًا الأوراق والصور من الظرف وحتى الظرف نفسه وكتب الرقم على عتبة الباب، ركض للأعلى مرتديًا زيه المعتاد بسرعة، "اللعنة... مالذي كنت منخرطًا فيه أيها العجوز!" قال لوكاس بينما يخرج من الباب. "مالذي يخفيه عني ابني ياترى... لقد كبر بسرعة، هذه سيرة الحياة أليس كذلك؟ يكبر الشبلان فيأخذون مكان الأسود، حقًا أنك تشبهه" قالت بينما تنظر له عبر النافذة يهرول خارجًا من البيت ومتوجهًا لمنتصف القرية. -> نهاية الفصل الاول
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
ملاحظات الكاتب: -الطريقه المستعمله لتعريف الرسائل لم يتم استعمالها قديمًا وماهي الا طريقه من مخيلتي، لذلك لا جدوى من البحث فيها. -'تبار' هي مدينه قريبه نسبيًا من مكان معيشه لوكاس وتبعد حوالي 2-3 ساعات بالسيارة. -لوكاس لديه مجموعة كبيره من الكتب بسبب أنه يحصل على كتابٍ شهريًا من المكتبة كمكافاة لأعماله فيها ولقلة الزوار. -أم لوكاس معتاده على خروجه في هذه الاوقات المتأخرة لذلك تبقى مستيقظه حتى يعود منها.