الفصل٤- رياح الماضي

8 2 1
                                    

عائدين بالزمن قليلًا، 4 اعوام في الماضي:
"اااعععغغغغ"، صرخه سمعها لوكاس من أخر الممر، هرع إلى الغرفة مسرعًا ليجد أن الغرفة فارغة، "هاه، لا أحد هنا؟ ألم يكن داف-" قاطع كلام لوكاس صوت الرياح المنبثقة من النافذة المفتوحة، تذكر لوكاس انه فصل الشتاء فالرياح ستكون شديدة وبارده فيجب إيصاد النوافذ بإحكام، فعندما ذهب لإغلاقها انقض عليه دافيد من الخلف مما جعلهما يقعان على الثلج في الخارج ولحسن حظه كونهما في الدور الأول، كان لوكاس بالكاد يرتدي أي لباسٍ يدفيه لذلك كان واضحًا عليه البرد والقشعريرة فرمى دافيد إليه معطفًا تبعها بقول: "يبدو أنك لم تجرب السقوط في الثلج من قبل صحيح؟"،
        استشاط لوكاس غضبًا وقفز من كومة الثلج تلك مندفعًا إلى جهة دافيد، لطالما كان دافيد هو من يفوز في المصارعة لذلك يمكنه التحكم بزخم لوكاس لكنه لم يتخيل أن لوكاس سيكون قد رمى عليه كرتين من الثلج، انحنى دافيد ليتفادى الكرتين ثم جلس على ركبة واحدة منتظرًا هجومًا آخر، لم ير آثرًا لقدميه على الثلج أو أي صوت لذلك فهم ما حدث مباشرة، "هاها، لو أنك لم تر-" قال وهو يلتفت خلفه ليملأ لوكاس فمه بالثلج، "هذا لأنك استخففت بي أيها الأشقر اللعين" قال لوكاس بينما ينظر إلى دافيد الراكع وهو يخرج الثلج من فمه، "أيها المعتوه! ماذا لو كان فيه حشرات؟!" قال دافيد فرد لوكاس: "حبذا لو كان فيه حشرات"، ضحك ثم تبعه دافيد بالضحك، "هل ندخل من النافذة أيضًا؟" سأل دافيد، "أنت بالفعل أحمق" قال لوكاس وهو ذاهبٌ للباب.
داخل المنزل، لوكاس أخذ منشفة دافئة وملاءة ثخينه ثم جلس على الأريكة يقرأ كتابة، بعد بعض الوقت شعر بالملل فرمى الكتاب واستلقى مواجهًا للسقف، مراقبًا لظلمة السقف البارد وبارزة التفاصيل مبحرًا في التفكير بينما دافيد يستحم، "لماذا ولدت؟" سأل لوكاس نفسه، "ماذا؟!" سأل دافيد بصوت عالي حيث لا يسمعه من صوت الماء،
# لوكاس: "دافيد، هل لديك فكرة عن سبب ولادتنا؟" قال لوكاس بنبرة صوت أعلى،
# دافيد: "لا أعلم حقيقة، المتدينون يقولون أنه كيّ نعبد الرب، بعض الفلاسفة يقولون أن الحياة بلا معنى وسمعت حديثًا عن نظرية تخص التطور الحيواني بما معناه أننا قد نكون ولدنا بالحظ أو خطأ وأننا ولدنا دون سبب، ذلك قد يعتمد على ما إن كنت تؤمن بالجحيم والنعيم أو شيء مقارب له، ما هو رأيك أنت؟"،
# لوكاس: "لا أعلم حقيقةً، دومًا ما تهربت من مثل تلك الأسئلة ولكن أعتقد أني وصلت لعمر يخولني التفكير فيها، سمعت لاو مرةً يتكلم عن الموضوع، أنه حقًا مثقف!"،
# دافيد: "قد يكون بسبب الفارق العمري ولكن... أتفق معك فإن لاو شخصٌ عبقري عندما نتكلم على صعيد الفكر والفلسفة ولكني ما أزال أذكى منه!" قال بنبرة واثقة ومن ثم صرخ بسبب أن الشامبو دخل في عينه، لوكاس ارتعد ووقف مكانه ليتأكد منه ولكن دافيد منعه وأخبره أنه بخير، عندها سمع لوكاس طرقًا على الباب، كان طرق بصوت مختلف عن صوت طرق عادي فعرف من هو،
# لوكاس: "مرحبًا لاو!" قال بعد أن فتح الباب، ليرى رجلًا بشعر أسود طويل مجعد يقف على عكازين،
# لاو: "اللعنة أسمع صوت ذلك الأحمق من نهاية الممر، ما به لقد كنت مركزًا!"،
# لوكاس: "هاها، لا عليك يا لاو، لقد كان مجرد حادثٍ بسيط، لحظة، هل تقصد عزف الغيتار عندما ذكرت التركيز؟"، ابتسم لاو ودخل إلى الغرفة، جلس على سريره وأخرج من درجه غيتارًا،
# لاو: "شيء مشابه، لقد كنت أكتب الكلمات وأجهز بعض النغمات كيّ أكوّن أول أغنية لي، أنا مخضرم عند العزف ولكنني مبتدأٌ حقًا عند الكلام عن الكتابات لذلك عملت على موازنتهما، أعتقد أنك تود سماع واحدة، صحيح؟"، ضحك لوكاس وصفق بينما ينتظر ضبط لاو لحبال غيتاره، "لحظة! أنتظرني!" صرخ دافيد من الحمام وخرج بالمنشفه كي يسمع الأغنية،
رمى لوكاس لدافيد معطفه بسبب الجو وجهز أداة تصفيف الشعر له، ابتسم لاو وقال: "حسنًا، اسمي هذه {الحريق الكبير}، فكرت في كلماتها بينما كنت أمشي في بيت مسكون مع طلابٍ من فصلي، سأبدأ"،
بدأ لاو العزف بطيئًا على الغيتار محافظًا على رتمه وبدأ بالتسارع ومن ثم الغناء، {لقد كانت أيامي عديدة- ظننت أني رأيتك فيها كثيرإً، دائمًا ما كنتِ في الصواب- ولكن لم تكوني قط على حق!، ما بك يا حريقي تصرخين!- لقد جمعت لك من الحطب ما يكفي للعام!، وصرخت حتى فرغ ما فيّ من روح!- ...}" استمر لاو في الغناء بينما استمع لوكاس ودافيد له وتحمسا لما سمعاه من تطور للاو،
# لاو: "{... ثمار تعبي ذهبت هباءًا- والآن حريقي مااااااات!} *تنفس ثقيل* *تنفس ثقيل* هاه، هل أعجبتكما؟" قال بينما هو رافع يده اليمنى على شكل قرنين، "هل تمزح؟!" قالا في نفس الوقت، "هذا أعظم ما سمعت!" قال لوكاس بينما لوكاس كان يحدق في الغيتار، "هل تريد تجريبه؟" سأله لاو، "نـ- نعم!" قال لوكاس في ارتباك،
ذهب دافيد ليلبس ملابسه بينما لاو كان يعلم لوكاس عن الغيتار، "أنظر، هناك حبال حديده هنا يجب عليك هزها هكذا ولكن يجب أن تضع بعض الأصابع هنا، جرب ذلك"، *درن* خرج الصوت مع أول حركه و *ديرنن* خرج مع الثانية، "هاه، ماذا اكتشفت؟" سأله لاو، بينما لوكاس كان واضعًا أصبعه في طرف فمه دالًا على أنه لم يفهم شيء، "الصوت الأول كان حرًا بينما الثاني كان متحكمًا فيه" قال دافيد بينما يحاول ترتيب شعره عند المرآة،
# لاو: "هاها، صحيح يا دافيد، أعتقد أنك تحتاج معلمًا حقيقيًا يا لوكاس، فأنا لم أكن جيدًا في التعليم قط"، "لربما" قال لوكاس،
# لوكاس: "إذًا من أين تعلمت العزف؟"، نظر له لاو بنظره جانبيه هادئه ثم قال لهم: "عداني أنكما لن تخبرا أحدًا"، "نعدك" قالا في وقت متزامن،
أخرج لاو من تحت سريره سيفًا بطول الـ٦٠سم داخل غمده، "ماذا؟! من أين لك هذا؟!" سأل لوكاس بحكم كونه الأقرب، "هممم، هذا سيفي الأول، كاتانا مصنوع بيدي أحد أعظم اللحامين في المنطقة، عائلتي لطالما كانت عائلة معروفة بكونها مقتنية سيوف منذ فجر الزمان لذلك يتعلم الفرد فيها استعمال السيف من عمر ال١٠ أعوام، لكل فرد سيف قصيرًا حتى يبلغ سنًا محدد ويعطى سيفًا طويلًا ويكون معه حتى يموت أو يخرب السيف، أنا أتدرب على السيف شبه يوميًا ولأن الأماكن ضيقة وصغيره المساحة إعتدت على تحريك السيف بأصابعي حتى كي لا أوذي الجدران أو الأثاث، لم تكن مرونه الرسغ والأصابع كافيه لديه ولم يمكنني استعمال السيف في كل مكان، لذلك بدأت تعلم الغيتار ومع الوقت وقعت في حبه وبدأت أتعمق في معرفته لدرجة أني لم أستعمل سيفي منذ شهر!"،
# لوكاس: "حقًا؟! من الرائع أنك تعرف طريق استعمال السيف! لم أتوقع أن أحد لا زال يستعمل السيف لهذا اليوم أعتقدت أن الساموراي ماتوا منذ قرون!"،
# لاو: "لقد ماتوا منذ قرون حقًا، لكن جدي الأكبر كان الهارب الوحيد من ذلك كله ونقل ذلك التكنيك في العائلة حتى وصلنا لليوم، حيث الأسلحة النارية هي الأشهر والأفضل ولكن ما نزال على نفس التقليد، السيف جميل بوجوده ومذهل عندما تحترفه، ولكن وجود بديل أكثر فعالية يحتاج القليل من التدريب، حقًا يجعل أشياء مثل السيوف، الخيول أو حتى الصيد مجرد هوايات وأشياء عفى عنها الزمان، هذا سيجلب العار على الأجيال القادمة ويجعل الحرب معركة غير عادلة قطًا، كان القتال بالسيوف يعتمد على قدراتك وعملك وقلة أخطائك، حيث قد يهزم القوي بسبب خطأ بسيط، أما الآن لا تهم قدراتك أو أخطاؤك، طلقة واحدة من طفل ستقتلك، هذا مخزٍ بحق" قال ثم غادر الغرفة بدون كلمة أخرى،
# دافيد: "لوكاس... لا أعلم كيف أستخدم ال-"، "أعلم أعلم، استدر فحسب" قال لوكاس بينما يصفف شعر دافيد.
-> نهاية الفصل الرابع

ملاحظات الكاتب:- أعمار الشخصيات في الفصل: لوكاس ودافيد 15/لاو 16

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

ملاحظات الكاتب:
- أعمار الشخصيات في الفصل: لوكاس ودافيد 15/لاو 16.
- لاو يستعمل عكازات بينما يمشي اكثر الاوقات.

Wide Reflections - انعكاسات واسعةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن