مسح السيد كلارك دموعه بالمنديل، "أسف على تحويل محور الحديث هذا، تريد معرفة مكانٍ تبدأ من-" قال ولاحظ النظره على وجه لوكاس تغيرت، "لوكاس... ماذا بك؟" قال بنبره هدوء خلفها نوع من التردد، الملامح لم تكن ملامحًا للحزن أو الخوف، كانت ملامح مثل ملامح غرابه وضياع، "أيها السيد كلارك... أخاك لم يكن يحبك فقط، الاصابه هذه كانت اصابه خلف الركبه، صحيح؟ لو كانت كذلك فإنها اصابه وتر أو غضروف، اصابه تحتاج جراحه متخصصه، ولم يك-" قال لوكاس ثم نظر في عيني السيد سامويل ملاحظًا نظره رجلٍ عيناه مليئتان بالوحده والبرد،
همَّ لوكاس باحتضان الرجل مره أخرى، هذه المره كان حضنًا أقوى وأصلب وبحراره الولد، شعر الرجل بشعورٍ لم يستشعره من قبل، شعورٌ بالاهتمام المتبادل بينهما، "لم يهم قط ما فعلت أو فعل، سيد سامويل، لقد كان أخاك حقًا رجلًا عظيمًا!" قالها لوكاس بنبره بهجة ومواساه، ابتسم السيد سامويل وامسك بخلف رأس لوكاس محتضنًا اياه، "نعم، وبادلته الحب أيضًا، أزهرت ورودك يا..." توقف السيد سامويل عن الكلام وظهر وجهٌ في مخيلته، وجهٌ يشبه وجهه وله تعبير بابتسامه بينما يلتف الرجل ويختفي في الظلام من حوله، انبثق الاسم في خياله اسمٌ جعل الدموع تنسال والرجل الهرم يرجع لطفلٍ شاب، "يا... رانديل" قال ثم سقط على الارض مبتسمًا.
وهو خارج من الباب، شكره السيد سامويل وقال له بانه يمكنه اخذ القدر الذي يريد من الكتب غدًا، فهو سيتقاعد ويذهب في رحلته، "هل انت جاد في ذلك؟" سأله لوكاس فرد عليه السيد سامويل: "قلبي في الاتجاه الصحيح، لطالما تمنيت الخروج للعالم الخارجي واكتشاف الحضارات والثقافات، سأرسل لك من وقت لآخر رسائل لبعض الاكتشافات هناك التي قد تفيدك، رقمي التشلسلي هو 18846255 وَ ن-س-ص-ك، سأمر بتبار في طريقي وسابحث عن أثرٍ لصاحبنا دانييل! هاها!"،
"شكرًا لك على كل شيء، ايها السيد" قال لوكاس وهو مبتسم ابتسامه شقّت وجهه، "لا داعي لمثل هذه الابتسامات ايها الشباب! لطالما اخبرتك ان ما بيننا هو علاقة عمليه يا غلام!" قال السيد سامويل، وضحكا ثم انصرف لوكاس عائدًا لبيته، كان ينظر إلى انوار المكتبه تغلق من بعيد ومعها بعض ذكرياته معها ويين رفوفها، "ارقدي بسلام بينما تستطيعين..." ثم اخرج الصور مره اخرى،
"لماذا مثل هذا... الخط هو ذاته وطريقة الكلام ذاتها ايضًا لكن... ماذا كان يفكر فيه عندما وضع مثل هذه التراهات في مكانٍ بعيد! خط الغلاف كان لوالدي لكن خط الكتابه ليس خطه، انها ليست صفحات بتلك القدَم، بل هي صفحات منسوخه من شيء ما، ربما كانت كتابات دينيه او ربما منسوخات وتخيلات لشيء اكبر، يجب ان اتعمق في البحث اكثر.
عاد لوكاس ليلتها لأمام بابه ملاحظًا ظلها على النافذه محاولةً الاختباء كي لا يلحظها، "امي انا لست طفلًا بعد اليوم... اللعنه" قال لنفسه بصوت منخفض، فتح الباب وعندما وقف على العتبه لاحظ الحجاره على الممشى مختلفه الدرجة من اللون الرمادي واكثرها مكون من جانبين رمادي غامق ورمادي فاتح، انتشل بعضها ومن ثم سمع صوتًا من الجهة الاخرى للشارع، الصوت كان صوتًا يشبه صوت طرق الباب ولكن اقوى واشدّ، نظر الى مكان صدوره من موقفه ولكن لم يلحظ شيءً، ظهر الصوت مره اخرى ثم اقترب لوكاس منه، لم يرى شيءً أيضا ولكن بدأ يشم نوعًا من رائحة المصانع او بالاحرى رائحة حدّاد، "رائحة دم!" قال لذاته ثم اخرج سكينه مستعدًا للدفاع، "استعملتها مرتين اليوم، اللعنه هذا اكثر مما فعلت في العامين الاخيره!" همس ايضًا،
لم يظهر اي صوت بعدها لمده تقارب الدقيقه، اخذ لوكاس احد الحصى ورماها باتجاه مصدر الصوت سابقًا ولكن بلا رد فعل، بعد ذلك بدقيقه ايضًا سمع صوت حديد مثل سحب سيف، رأى ايضًا انعكاس الضوء عليه، لقد كان سيفًا! "تريد قتالًا في وسط حيٍّ نائم؟ انت حقًا معتوه!" قال للشخص الذي لا يراه حتى اللحظة، بدأ لوكاس يسمع صوت طرقات متسارعه وصوتًا مثل صوت النحيب ومن ثم رمى ذاك الشخص سيفه على الارض وبدأ صوت طرق اقوى يعود وظهرت بعض تفاصيل وجه الرجل، "لوك..." قال الصوت، لوكاس صدم من النبره تلك واشعل شمعةً لتظهر تفاصيل الوجه كاملة، "لازلت أدينك بعشاء، صحيح؟" قال ذاك الشخص، خاف لوكاس لدرجة انه اسقط سكينه بلا وعي وقال بنبره منذهله: "دافيد..."
-> نهاية الفصل الثالث
أنت تقرأ
Wide Reflections - انعكاسات واسعة
Misterio / Suspensoلوكاس مراهق يقع على سرّ مخيف يحاول الوصول إلى مكانه