يخطوا خطواتٍ في ممرٍ طويلٍ يُخفي خلفَ تِلك النظارة السوداء قلقاً و خوْفاً مِما هو آتٍ.
في ممرٍ جدرانهُ من طِرازٍ رفيعٍ وعلي ارضاً لا يمشي عليها سوي ذوي النفوذ ، يكتسِح هدوءَ هذا الرقي بصوتِ أقدامُه التي تطأ علي بلاطٍ فخم بصوتٍ منتظٍم مستمر .
في يدهِ يداعبُ مفتاحَ غرفة بعصبيةٍ ، وصولاً إلي الغرفةِ المنشودةِ ( 417 )، اتجه نحوها ، أدخل المفتاح َ بهدوءٍ ، قبل أن يفتح أخرج آدم زفيراً و قد اغلق عينيه لثوان يتمني ان يعود به الزمن لكي لا يُقدم علي القيام بتلك المهمة فإن حدسَهُ يخبره بمصيبه قادمة و لكن الواقع أسوأ ولا مفر منه فتح عينيه ببطئ و نظر الي المفتاح داخل الباب يتمني ان يتم كل شيئ بسلام ، فلا مجال للخطأ .
فتح فدخل و اغلق الباب خلفه ، وضع المفتاح علي الطاولة جوار الباب و خلع سترته كما يتمني لو يستطيع إلقاء مسؤلية تلك العملية عن عاتقيه ، فك زر الكُمين و شمّر عن ساعديه ، حل ربطة عنقه التي كانت تشنقه و تحد وصول الهواء اليه .
و بدأ في تجهيز بندقية قنص تترقب فريستها في البناية المقابلة ، أضاف كاتم الصوت ، اظلم الغرفة حتي لا يراه احد ، عدل وضعيه القنص بدقة فأمسي يري كل ما يجري في الجناح بوضوح في البناء المقابل .
بحث بصبر عن فريسته بين هؤلاء البشر المجتمعون ، و عندما رآه يقف بجوار شخصٍ آخر يتحدث إليه بابتسامة ، ثبت القناصة و تلقائياً ابتسم ابتسامة مريبة، دائما ما يشعر بشئ من النشوة عندما يوشك علي قتل احدهم .
لمح هاتفه قد أنار وسط عتمة الغرفة ، فأوصله بسمعات أُذنه بلمسة سريعة دون ان يترك بندقية قنصه و تحدث بصوت هادئ يتملكه البرود يخفي خلفه بعض الرهبة :ايه يا طارق؟!
ثم في الجناح الذي هو في البناية المقابلة أقيم فيه حفلاً و قد تمت دعوة الكثير من الشخصيات المهمة رأي بالقناصة أن ذلك الشاب "طارق" قد التفت الي النافذة التي في مقابل فوهة البندقية و بدي أنه ينظر إليه مباشرة ، ادعي أنه يتحدث في الهاتف : آدم !.. شايفه ؟
رد : اه
طارق : بعد العملية ما تتم سيب كل حاجة مكانها .. و لو فشلت انت عارف هتعمل ايه
انهي كلاهما المكالمة ، يعلم آدم جيداً ما عليه فعله إن كُشف أمرهم ، و بداخله ذلك الشعور بأنه لن يسير كل شيئ كما خُطط له .
عزم آدم الأمر ، لا مجال للتراجع ، انطلقت الرصاصة لتصيب منتصف رأس فريستها بنجاح ، سقطت الفريسة ارضاً ذات العينين المعلقتين في السماء ، و اصوات الصراخ تعالت من حولهم و ابتعد الحضور عن الجثة في ذعر و منهم رجل من اتجه نحو الجثة مباشرة يتفقدها و عندما رأي الجثة نظر حوله من بين الحضور بجنون يبحث عن شيئٍ ما او شخصٍ ما ، مرتكب تلك الجريمة .
أنت تقرأ
🌿عـــلـــي قـــيـــد الـــحـيـــاة 🌿
Actionقاتل مأجور سابق قرر ترك حياته السابقة بعد أن تسبب في مقتل شقيقه لكنه لا يستطيع تركها بعد إنقاذه لشابة من يد العصابة التي كان يعمل لديها سابقا و تجبره الأحداث علي نبش قبور الماضي و أن يسعي للانتقام . لا احلل النقل او الاقتباس Vote عشان اكمل