(2) دماء كارولينا

44 11 4
                                    

كارولينا كانت خائفة..
كارولينا كانت ترتجف..
كارولينا كانت تصعد السلالم فى رعب..
كارولينا كانت تقف على حافة اسوار القلعة فى فزع..
كارولينا سقطت من اعلى تلك القلعة الضخمة التى تنتمى لقلاع العصور الوسطى..
ومن اعلى القلعة وقف الشباب الثلاثة..
تختفى ملامحهم خلف غطاء الرأس..
أشار احدهم لزملائه أن المهمة انتهت..
فأعاد كل منهم سيفه وعصاه الضخمة لمكانها..
وفى هدوء عادوا ادراجهم..
الان يمكن لاهل تلك القرية ان يعيشوا فى سلام..
لقد انتهت اللعنه..
لعنه كارولينا..
لكن هل هذه هى النهاية حقا..
ام البداية..
****

فى اسفل القلعة كانت جثة كارولينا مهشمة بين الصخور..
الدماء تنزف من جوانب جسدها المحطم بالكامل..
لكن شيئا غريبا لم يراه احد كان يحدث..
كانت دماء كارولينا تسيل عكس اتجاه الجاذبية..
كانت تصعد من جسدها الى الصخور المرتفعه..
كانت تتجمع فى بقعه بعينها..
وتتلوى كثعبان..
ثم تكومت على نفسها وبدا وكأنها تتخذ شكل هيكل بشرى..
من الدم..
اخذ يرتفع..
ويرتفع..
***

فى قلعته المطلة على البحر وقف يتطلع عبر النافذة وهو يتسائل..
هل مافعلوه بكارولينا صحيح..

هل كان يجب ان يفعلوه؟..
ثم وجد نفسه يجيب على نفسه..

"نعم كان يجب فعل ذلك.."

هو يعرف تمام المعرفه حقيقة قصة كارولينا..
يعرف ان قصة كارولينا بدأت حين اصابها لعنه ما..

كل الاحداث كانت تدل على ذلك..
ذلك الشىء الذى سكن روحها صار يتحكم فيها..

من أين جاء؟؟
كيف سيطر عليها؟؟

لا احد يعرف..

لكنه يدفعها لفعل اشياء خارجة عن طبيعتها البريئة..

هو بنفسه رأى ذلك..

لم يصدق اهل القرية حين اخبروه ان كارولينا تسير ليلا فى شوارعهم..

ببشرتها البيضاء الباردة كالموتى..

عيناها تلتمع وانياب ضخمة تتسلل من شفتيها..

لم يصدق ان الاطفال تختفى من القرية..

لم يصدق ان اجزاء من جثثهم تظهر قرب القلعة..
عند نافذة غرفة كارولينا..

لم يصدق حتى رأها بنفسه فى احد الليالى..
كانت تجلس بين الصخور المطلة على البحر وفى يدها طفل..
انيابها مغروسة فى عنقه..
تمتص دماء فريستها فى شراسه..
كأنها تتلذذ بهذه الدماء..

يومها اتجه الى العائلة واجتمع بهم..
اخبرهم بم رآه..

رفض احد اخوته التصديق..

مجدونيا (أ.حسام أبوحطب) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن