الفصل الثاني

1.8K 68 30
                                    

دلف إلي الغرفة و معه زوجته ليجدها تقف و امامها والدتها التي تزرف عبارات الفرح لرؤية طفلتها الصغيرة عروس .
رفعت عينيها القلقة لتتعلق بعينيه الدافئة كإبتسامته التي ارتسمت علي وجهه ما ان طالعه مظهرها البرئ ، فكانت تبدو كأميرة صغيرة هاربه للتو من عالم الاساطير إلي الأرض بفستانها بلونه الناعم و شعرها الطويل المترسل خلف ظهرها بينما خصلاتها الاماميه فقد لملمتها بطريقة انيقة واضعه فوقها تاج صغير رقيق .
اقترب منها بإبتسامته المطمئنه حتي أصبح أمامها ليحيط بكفيه رأسها مقبلا جبهتها مردفا بحنان : ايه الحلاوة دي كلها ، لا خلاص انا غيرت رأي ، خسارة الواد حسام ياخد الجمال ده كله .
ضحك الجميع علي مزحته حتي هي ، لاحظ توترها و فركها لكفيها بعصبية فهز رأسه بهدوء و كأنه يدرك ما تمر به تماما .
استدار للجميع يهتف بمزاح : معلش يا جماعة ممكن تسيبوني مع سما شويه ، يمكن اقدر اغير رأيها .
ابتسم كل من بالغرفه ثم اتجهوا خارجين من الغرفه تاركين الاخوين معا .
ما ان استمع لصوت انغلاق الباب دليل علي خروج الجميع و خلو الغرفة الا منهم حتي اتجه يغلق انوار الغرفه ليعم الظلام الغرفة كلها ، ليتجه اليها يسحب يديها متجها بها إلي شرفة الغرفة حتي وقف بها و هي لجواره .
شعر بيدها تتضغط نفسها داخل كفه الممسك بها ليلتفت لها مبتسما : كل التجهيزات دي علشانك انتي يا سما ، كل اللي حصل و بيحصل و هيحصل و حتي وجودي انا هنا علشانك انتي .
التفت لها مكملا : عارف انك قلقانه و متوترة لانك مش واخده علي الجو ده ، لا اعداد بالشكل ده و لا المناصب دي لا كاميرات و اضواء الصحافه ، و النهاردة اول مرة هتواجهي كل ده و محدش فينا هيكون جنبك لكن حسام هيقدر يحتوي الموقف انا متأكد من ده .
نظرت له تردف بصوت مهزوز و عبرات تلمع في الظلام بعينيها : انا خايفة اوي و متوترة ، انا مش هقدر اعمل كدة ولا اتعامل في الأجواء دي ، انا متعودتش علي كل ده و عمري ما اتعاملت معاه .
نظر لعينيها يهتف بحنان : بس تقدري انا واثق فيكي .
هزت وأسها رافضه حديثه مردفه : انا مش زي سلمي ، انا بتوتر و مش بكون عارفة اتعامل صح ازاي ، انا حتي البنات اللي جهزوني معرفتش اتعامل معاهم و لا اختار حاجة .
هربت عبراتها من عينيها لتسقط علي وجنتها ليقترب منها يزيل عبراتها قبل ان تُفسد زينتها يردف بحزم : انتي مش سلمي و مش عايزك تبقي زي سلمي لانك مش هتعرفي ، مفيش حد ينفع يبقي حد تاني ، انتي سما ، و مش عايزك تكوني حاجة غير سما ، سما المحمدي بنت عيلة المحمدي اكبر عيلة في الشرقية و القاهرة ، كل العائلات تتشرف بدخولك ليها ، كل الحاجات اللي تحت دي fake يا سما مش حقيقية و انا واثق انك هتقدري تتعاملي مع كل اللي حواليكي ، الموضوع مش محتاج غير صبر و تعود .
كان ينظر لعينيها بقوة و كأنه يبثها بعض من هذه القوة لتستطيع مواجهة العالم .
قطع حديثهم صوت دلوف سيارة سليم و خلفه سيارة يزيد ، اتجه بنظره إلي الاسفل ثم انتقل بنظره اليها متنهدا بقلق : متقلقيش احنا كلنا معاكي ، و انا جنبك .
امأت رأسها له ثم هتفت بخفوت : حاضر .

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Mar 12, 2022 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

ثأر أمي ( الجزء الثاني )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن