1.1.1

94 1 0
                                    


💠💠💠💠💠💠💠

1.1

**** العهد ****


المشهد عند الحدود البحرية للعالم، يرن أحد الهواتف المتواجدة على قارب تابع لقوات خفر السواحل، يرفع السماعة قائد المركب.

"مرحباً، هنا قوات البحرية!"

يتكلم المتصل بصوت مرعوب وخائف: "سأعبر البوابة الوهمية عند تمام الساعة الحادية عشرة وثلاثة دقائق تماماً في صباح يوم غد!"

وتنتهي المكالمة.

ينقل الخبر بسرعة لمجلس جمعية الأمم الواحدة.

اليوم التالي وعند الساعة العاشرة صباحاً، في أحد المباني التابع لوزارة الدفاع الخارجي المشترك (قوات التوازن)، ينزل طبيب وعدة أشخاص يلبسون بدلات رسمية سوداء إلى الدور الخامس تحت الأرض، ويتقدموا خلال الممر الواصل بين عشرات الغرف -والتي أبوابها من حديد صلب ذو طاقة صغيرة لتمرير الطعام- حتى يصلوا لغرفة ذات رقم ١٦٢٠.

ينادي الحارس على السجين الذي بداخلها ويقول: "ضع يديك خلف ظهرك مقابل طاقة الباب!"

فيقوموا بتكبيله وإخراجه من الزنزانة واقتياده إلى غرفة الفرن الواقعة في بداية الدور الخامس وصوت الموسيقى الهادئة والقاتمة تنبعث في كامل الرواق من عدة مصادر مجهولة تبعث على الاسدال المتراخي والحنق المشدود في نفس الوقت.

يجلسوه على كرسي حديدي مقابل فوهة الفرن التي تشبه إلى حد ما محرقة للأموات، فيبدأ يتصبب عرقاً من شدة الحر، ويسأل متعجباً: "ما الذي أفعله أمام هذه المدفأة؟"

رد عليه السجان ضاحكاً: "إنها محرقة!"

فتتغير ملامح وجهه ويبدأ يرتجف كامل جسده خوفاً!

يسأله الطبيب: "لو كان هناك آلاف المرضى المحتاجون لدواء ما، وهذا الدواء لا يمكن صناعته إلا من نوع محدد من النباتات، ولا يمكن جلب هذا النوع من النباتات إلا من خلال أخذ حياة أحدهم! وكنت أنت المسؤول عن تلك العملية.

فالسؤال الآن؛ "هل كنت ستقتل ذلك الشخص وتجلب النبتة لصناعة الدواء الذي يحتاجه المرضى؟"

رد السجين: "دائماً نبرر أفعالنا السيئة على أنها تخدم الصالح العام. وبغض النظر عن جوابي، فإنك ستجعله سبباً في قتلي!"

ضربه أحدهم من أصحاب البدلات السوداء باستخدام عصا يحملها، وقال: "أجب على السؤال الموجه لك أيها السجين، من دون التفوه بكلام غبي!"

فقال الطبيب: "لقد أجاب بالفعل."

سأل السجين: "متى ستقتلونني؟"

عبث مقصود حيث تعيش القصص. اكتشف الآن