Part : 4

228 8 1
                                    

- ماذا يحدث الان ؟

-المصارف ستحرمني حق استرجاع العقارات و الممتلكات المرهونه،و المدينون سيقيمون علي دعاوي جزائيه ،و مالك سيعمل علي افلاسي.

رباه ،فعلا ان المشكله اسوا بكثير مما توقعت! و سالته صارخه:

-مالك ؟ من هو هذا الرجل ؟

-انه صاحب احدي اضخم الشركات الاستثماريه و الاستشاريه في انكلتراا و العالم ايضا، و ممول ناجح الي ابعد الحدود. و هو اكثر الرجال الذين اعرفهم في حياتي عنادا و تصلبا.
- هل اصدر هذا الرجل نوعاً من الانذار ؟
- يمكنك ان تقولي ذلك. لدي موعد مع المحامين غداً و تبدأ بعده بالتاكيد المعاملات القانونيه اللازمه لاعلان افلاسي بحكم قضائي.
تنهد بحزن و ألم و حرك يديه بشكل نصف دائري و هو يقول:
- سيذهب كل شيء.. كل شيء
خطرت ببال جولين فكره شعرت ان تحقيقها ممكن. مع ان الاحتمالات ضعيفه فسألته بلهفه:
- هل يمكنك ارجاء مقابله محاميك حتي بعد الغد ؟
ثم اضافت بتوسل
- يوم واحد لن يقيم الدنيا و يقعدها. اليس كذلك ؟
- بماذا تفكرين يا جو ؟ صدقيني. لقد قرعت كل باب ممكن
- لست متاكده من انها ستنجح. و لكن لا بأس من المحاوله
تضايقت جو كثيراً عندما شاهدت الارهاق و اليأس باديين بوضوح ف عينيه. و بدا لها رجلاً متعباً .مكسور الجناح و يزيد عمره عشر سنوات عما هو عليه فعلاً .و قفت بسرعه و قالت وهي تبتسم:
- الان يجب ان تذهب الي الفراش و سأقفل الابواب و اطفيء الانوار .
و عاد راسها الي التفكير بخطتها المحتمله. بيتر قد يتمكن من المساعده. و ان لم يتمكن. فما عليها الا مواجهه مالك نفسه. و شكرت الظروف لانه لم يكن الذهاب الى العمل قبل ظهر اليوم التالي.
نامت جو منزعجه و افاقت و هي تشتم المنبه و بدا ان والدها ايضا امضي ليلته بدون نوم و راحه. اذ كانت عيناه متعبتين و حمراوين و علي الرغم من اعتراضها غادر البيت قبل الثامنة بقليل. و بمجرد خروجه اسرعت جولين الي هاتفها و طلبت بعصبيه رقم ديفيد .
تحول سروره لمكالمتها الصباحيه اللي دهشة واستغراب عندما شرحت له اوضاع والدها المالية و لكن الامال التي علقتها عليه اضمحلت خلال لحظات. انه حذر جداً و تبين لها انها لا تعرفه الا من الجانب الاجتماعي الضيق. اكد لها انه لا يملك عشر المبلغ الذي طلبت استدانته منه و كل امواله مستثمرة بدقة وعناية كي تعطيه دخلاً جيداً. و بعد بضع ثوان قالت له و هي تتظاهر بالهدوء و برودة الاعصاب:
- افهم منك انك لن تتمكن من مساعدتي!
- جو ارجوك! المساله ليست انني لا أريد مساعدتك. المشكله هي انني غير قادر على وضع يدي علي كميه كبيره كهذه من المال ،ان ابي..
قاطعته بلهجه عاديه جداً :
- لن يوافق ابداً علي ذلك لا باس ديفيد افهم صعوبه موقفك.
دعاهاا للخروج معاً و لكنها شعرت بانها لن تتمكن من الذهاب معه او مع غيره و هي علي تلك الحاله من العذاب النفسي. فقالت له بتهذيب:
- ان لم يكن لديك مانع افضل عدم الذهاب بالي منشغل كثيرا و ساكون رفيقه مزعجه و افسد عليك سهرتك
- هراء السهره في الخارج سوف..
- لا يا ديفيد
رفضت دعوته بلطف ثم اعتذرت منه بلباقه و لصرار علي اضطرارها لانهاء مكالمتهما لان عليها اجراء اتصالات اخري. و اقفلت الخط و هي تشعر بصداع قوي و حزن بالغ. عليها الان ان تواحه السيد مالك و حتي لو وافق علي استقبالها. فما هي نسبه الامل في تحقيق شيء ما من تلك المقابله.
----------------------------------
كان يفكر في محادثته مع تريزا و كيف فرحت بقراره و انه اخيرا اقتنع و قرار ان يتزوج . كان في طريقه للمكتب و هو مشغول البال يفكر بزيد و ابنته و جدته التي لم يزرها من مده..
----------------
كانت الساعه تقارب التاسعة عندما غاردت شقه والدها متوجهه الي مؤسسة مالك . وصلت بعد قليل الي ناطحه السحاب التي تضم المؤسسة و بحث عن الطابق الذي يضم المكتب في اللوحه الضخمة الموجودة في الطابق الأرضي. مالك في الطابق العاشر.
كان باب احد المصاعد علي وشك الاغلاق عندما اصبحت علي مقربه منه و عندما مدت يدها لتغط زر الطلب. فتح الباب فدخلت بسرعه و هي تردد بتهذيب كلمات الشكر و الامتنان. ثم.... جمدت في مكانها. لا ذلك مستحيل الشخص الوحيد الذي كان في المصعد لم يكن الا الرجل الساخر الكريه الذي ابدل لها عجله سيارتها و كان في عرض الازياء و هو ايضا من قال لها بانه سيدها.
- صباح الخير ردت عليه بهزه خفيفه من راسها و تمنت ان تكون قادره علي منع ذلك الاحمرار الذي بدا يغزو خديها بسرعه. تطلع فيها الرجل رافعاً حاجبيه يسالها عن الطابق الذي تقصده اذ ان اللوحه المخصصه لذلك كان قربه
- العاشر
كان المصعد منطلقاً بسرعه كبيرة و لكن الثواني القليلة التي يستغرقها وصله الي وجهته كانت كافيه لجولين كي تدرك ارتياحه و تعمدت تجنب النظر اليه او حتي الي المنطقة القريبه منه و عندما توقف المصعد في الطابق العاشر خرجت من المصعد رافعه راسها دون ان تلتفت.
اياً كان هذا الرجل. فانه نجح في اثاره اعصابها و لاحظت انه بدا الان اطول مما كانت تتخيله من اليوم السابق كما ان شعره اكثر اسوداداًو تذكرت عينيه العسلييتين و وجهه الجذاب و.. اوه انها لسخافه كبيره فمن الارجح انها لن تري هذا الرجل مره اخري. و اكثر من ذلك انها لا تريد رؤيته مره ثانيه .
سارت حتي نهاية الممر الطويل المغطي بافخم انواع السجاد و قالت لموظفه الاستقبال:
-اريد مقابله السيد مالك و اسمي جولين
- اسفه ي انسه و لكن السيد مالك ليس موجود في الوقت الحالي
- اذن سانتظر حتي ياتي
قالتها بهدوء ازعج الموظفه الانيقه التي ابلغتها بتهذيب ان السيد مالك قد لا يتمكن من استقبالها طوال فتره ما قبل الظهر لانه مرتبط بعده مواعيد ثم سألتها:
- هل تريدين موعداً معه.. ليوم غداً مثلاً ؟
هزت جو راسها و قد شعرت بان قلبها يكاد ينزلق من مكانه خوفاً و تألماً و قالت للموظفه بثبات واصرار:
- يجب ان اجتمع به اليوم. سأنتظر
ردت الموظفه علي الهاتف و حولت المكالمه الي الشخص المطلوب ثم قالت لجو :
- انتظري قليلا حتي تنتهي سكرتيره السيد مالك من مكالمتها الهاتفيه لكي اسالها ما اذا كان بامكانك مقابلته اليوم
هزت جولين رلسها شاكره ثم توجهت الي احد المقاعد الوثيره الموجودة في غرفه الاستقبال و اخذت احدي المجلات و جلست تتصحفها بعد قليل سمعت موظفه الاستقبال تقول لها بشيء من الدهشه:
- انسه جولين يبدو ان السيد مالك سوف يستقبلك هذا الصباح اذا اتيت معي ساوصلك الي غرفه الانتظار قرب مكتبه.
مرت ثلاثون دقيقه و تبعتها ثلاثون اخري . و انتقت جو مجله ثانيه و اخذت تقرا ابرز الموضوعات التي تهمها و في تمام الساعه الثانية عشرة ظهراً. فتح الباب و اطلت منه سيده متوسطه العمر و ابلغتها ان السيد مالك سيقابلها الان.
و اخيراً وقفت جولين و تبعت السكرتيره القديره الي غرفه مجاوره طرقت السكرتيره الغرفه بهدوء ثم فتحته و هي تقول:
-انسه جولين. السيد مالك
دخلت جو الغرفه فيما كانت السكرتيره تخرج و تغلق الباب وراءها. رفعت جو نظرها نحو الرجل طويل القامه الذي يقف امام النافذه في الطرف الاخر من الغرفه. و عندما استدار بتمهل لمواجهتها ، شهقت بدهشة و استغرب بالغين..
انهاا تعرفه..

Malik !!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن