Part : 5

157 9 4
                                    

- انت!
قالتها جولين بصوت متحشرج و هي لا تصدق عينيها لا لا يمكن انه بالطبع حلم مزعج.. كابوس! الرجل الذي التقته في المصعد هو نفسه الذي يملك هذه المؤسسة المالية العملاقة!
- هل تعتقدين انني امزح.. و لكن الجواب نعم هذا انا
و راح يتاملها بنظرات سمرتها في مكانها بعض الوقت. ثم استدار حول مكتبه و وقف امامها ثم اشار بجديه قائلاً :
- تفضلي يا انسه جولين
رجعت قليلا الي الوراء عندما وقف امامها و تذكرت كيف انجذبت نحوه يوم عرض الازياء و كيف غضبت من كلماته و كيف تجرأ علي القول بانه سيدها.
-افضل الوقوف
- كما تشائين
و هز كتفيه و كانه غير مبال بما تشعر به من اشمئزاز و ازداراء نحوه. ردت عليه تحديقه بها بنظرات تحد قاسيه لكنها حافظت علي رباطه جأشها و تهذيبها لان امامها مهمه تريد انجازها.
- اذا انت هنا كمبعوثه او مندوبه
- ابي لا يعرف انني هنا. انا التي اتخذت قرارا ًبمقابلتك
- و ما هو الهدف الذي تسعين اليه من وراء هذه المقابله ؟
- انت تعرف سبب وجودي هنا. هل علي الركوع امامك ؟
- لم تجيبي بعد عن سؤالي
ضغطت جولين كثيراً على نفسها للاحتفاظ بهدوئها و رصانتها و الا فانها كانت علي وشك توجيه صفعه قويه الي ذلك الوجه المتغطرس و القاسي اختارت كلماتها بدقه و قالت : 
- والدي يعاني من مشكله في القلب. و لكن عليه تفادي الضغوطات و االصدمات النفسيه اذا اراد لنفسه ان يحيا بضع سنوات اخري.
اشعل سيكاره و اخذ ينفث ببطء و تمهل قبل ان ينظر اليها و يقول:
- هل تدركين تماماً اوضاع والدك الماليه ؟
- اعرف انه يواجه الافلاس
- و تعتقدين ان بامكاني الحيلوله دون ذلك ؟
صرخت بألم :
- يمكنك منحه مزيداً من الوقت. ان لم تضغط عليه كثيراً فقد يتمكن من ايجاد حل معقول يجنبه الافلاس
- تساهلت معه كثيراً و مع ذلك فانت تطالبين الان بان اتخلي عن احد المبادئ الاساسية في مسألة الديون و المدفوعات
ضايقتها تلك الجمله الي حد كبير فردت بشئ من العصبيه : - كنت امل في انك قد تكون انسانياً بما فيه الكفاية لاظهار القليل من التعاطف. و لكن يبدو انني كنته مفرطه في التفاؤل
- بعكس ما كنت تاملين و تتمنين يا جولين فأنا لست جمعيه خيريه
صرخت فيه غاضبه حزينه :
- اذا لماذا سمحت لي بمقابلتك ؟
نظر اليها ببرود ثم اخذ يتأملعا و يتفحصها بدقه و تمهل. الي ان ركز نظراته بعد لحظات علي شفتيها. ازاحت وجهها بعصبيه و قد شعرت بانزعاج بالغ و خجل شديد . ثم سمعته يقول :
- من يوم التقيان تمكنت من اثاره اهتمامي بك. و اليوم عندما دخلت المصعد و طلبت الطابق ذاته الذي يضم مكتبي. كان من السهوله الاتصال بسكرتيرتي و معرفه ما اذا كانت فتاه شقراء جميله تدعي جولين تنتطرني في غرفه الانتظار الخاصة بمكتبي.
- كنت تعرف طوال الوقت من اكون ؟
- اخذت رقم سيارتك و طلبت من احد الموظفين معرفه اسم المالك و بهذا تمكنت من مقابلتك في يوم عرض الازياء
- من بين كل....
و لم تجد الكلمات المناسبه لتسأله صراحه لماذا اختارها هي بالذات فاكتفت بكلمه لماذا و التي رددتها بعصبيه اكثر من مره. فاجابها ببرود اعصاب مذهله :
- كما قلت لك ، لقد نجحت في اثاره اهتمامي بك
- اؤكد لك انني لم اكن راغبه في ذلك
ضحك بقوه و قد لمعت عيناه ببريق من السخريه اللاذعه ثم سألها :
- منذ متي تركت مقاعد الدراسه يا صغيرتي ؟ منذ عامين ، ثلاثه اعوام ؟
ردت عليه بحده انني في الواحده و العشرين من عمري
- اوه ،لم اتصور انك في مثل هذا السن و لماذا لم تتزوجي بعد ؟
رفعت راسها بشموخ و تحد قائله:
- لدي خطيب
اخذ ينظر لها ببرود و ليس بصدمه كما توقعت جولين ..اطفأ السيكاره ببطء و هو يتاملها برويه قائلاً :
- اذا كان لديك خطيب فلماذا لا تطلبين مساعدته بدلاً من طلبها مني انا  ؟
تذكرت جولين حديثها مع ديفيد و كيف برر لها و خزلها و هي في امس الحاجه الي مساعدته. تنهدت بحزن قائله :
- كل امواله مثتثمره و لا يستطيع سحب اي مبلغ منها
لم يعر قولها ااي اهتمام و كانها لم تقل شيئا علي الاطلاق بل تاملها لحظه ثم قال بنعومه و رقه: 
- اريدك ان تتناولي معي العشاء هذه الليله
اسعدها كثيراً ان تواجه نظراته و تهز رأسها رافضه دعوته. هناك بلا شك عشرات النساء يتحرقن لسماع مثل هذه الدعوه و الاستسلام لمشيئته و رغباته مهما كانت صغيره و تافه. انها ليست منهن و لن تكون. رفعت رأسها بتحد قائله  :
- لن اضيع المزيد من وقتك سيد مالك يجب ان اذهب فقد تأخرت عن عملي
- انك ترفضين ؟
- نعم مهما كان هذا الجواب مفاجئاً لك!  لن اقبل دعوتك حتي و لو.. كنت ساموت جوعاً
شعرت بارتياح كبير عندما اصبحت خارج المكتب ثم ابتسمت لسكرتيرته قبل ان تسرع الخطي نحو غرفه الانتظار المجاوره و منها مباشره الي المصعد... فالسياره.. فالعمل .
.
.- ها قد عدت
رحب بها كلود بابتسامه عريضه لمجرد دخولها المكتب الضخم. و كان الجميع يعملون بجد و نشاط اعتذرت من رئيسها قائله:
- اسفه لانني تأخرت و لكن لم يكن امامي ااي مجال اخر
- لا بأس تدبرنا الأمر
تنحنح قليلا و اضاف بلهجه اكثر جديه :
- لدينا عشاء عمل مهم اليوم و ستذهبين معي
- حسنا
- هل من مجموعه معينه تريدها او شيئاً خاصه ترغب برؤيته ؟
- علي العكس هذا العشاء مع رجل و ليس مع امراه. اما المجموعه التي تودين مناقشتها فامرها متروك لك و لذوقك انه لشرف عظيم يا جولين ان الزبائن عاده يقدمون مقترحات و لكن من النادر ترك الاختيار بكامله لنا.
ابتسمت بارتياح و قالت:
- انه بلا شك احد الزبائن المعجبين جداً بعملنا
- موعد العشاء الثامنه تماماً .و اسم الزبون مالك.. زين مالك.
- لا اصدق
قالتها سالي بذهول و هي لا تصدق ما سمعته اذناها هل من المعقول انها مجرد مصادفه كما حدث في المرات السابقه. نظر اليها كلود بشيء من الغضب و قال:
- يا عزيزتي هذا صحيح و الان اذهبي و انجزي ما عليك من اعمل و ارجو ان ترتدي احدي تصاميمنا الاخيره و كوني جاهزه عند السابعه و النصف.
ثم غمزها بخبث و سألها:
- افهم من دهشتك انك تعرفين السيد مالك 
ردت عليه بقوه جعلته يرفه حاجبيه استغراباً اذ قالت:
- نعم اعرفه و لكنه لا يعجبني ابداً
- انه رجل نافذ جداً و اذا ارتاح الي خدمتنا نكون قد حققنا انجازاً يجب ان تذهبي بالطبع!
- اتمني كثيراً ان ارفض هذه المهمه
- انك ممتازه في عملك يا جولين و لن ادعك تفسحين المجال امام امور شخصيه لتؤثر علي حياتك المهنيه
تنهدت جولين و هي تهز براسها علامه الموافقه كلود علي حق الا ان تفسيره المنطقي لن يساعدها كثيراً في مواجهة زين .اللعنه عليك يا زين مالك انه بالتاكيد يتعمد هذا لاسباب شريره لا يعرفها سواه!  اه لو كان بامكاني عدم الذهاب تلك الليله.

Malik !!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن