"آماليا، الغداء جاهز!" دوى صوت أمرأة في المكان.
"قادمة، أمي." بنفس مستوي الصوت أجابت الفتاة على أمها.
"علي فقط أن انهي هذا." تمتمت في سرها، كانت منحنية تقطع بعد الأعشاب بدقةٍ. أمامها مرجع بني اللون ضخم، وأرتكز على صفحة صفراء - وضح فيها ملامح القِدم- "وصفة الحظ." تمركز ذلك العنوان في نصف الصفحة وأتبعها صف من المكونات والملاحظات.
كانت تقف هناك فتاة بنية الشعر المجعد، نظارة دائرية صغيرة ظهرت من ورائها عينين واسعة، وبندقية.
" الم أخبرك هيا؟" اقتحمت أمها الغرفة صارخة بتلك الكلمات.
"تبًا." تمتمت، تاركتًا ما كانت تفعله تمامًا.
"بحقك يا أمي، ألم أخبرك أن لا تقتحمي غرفتي بتلك الطريقة وأنا أدرس." أردفت آماليا بضيقٍ، وهي ترتجل خلف أمها.
"هه! أتدرسين بعد تسليم الامتحانات؟ ألم يكن اليوم هو آخر يوم امتحانات لك؟" قالت الأم بسخريةٍ وهي تضع الطعام علي الطاولة.
"نعم، لكني أدرس مستويات متقدمة ليكون لي الأفضلية في أن اتعين في المركز الإقليمي للوصفات." نبثت وهي تجلس في المقابل علي الطاولة لتشارك والدها الطعام.
"فليتلزم كلاكما الصمت." أردف أباها الجالس علي طاولة الطعام معهم، لكن يبدو عليه عدم الأكتراث لكل ما يحدث بينهما.
"بحقك، أتريدني أن أرى أبنتي هكذا والتزم الصمت؟" أستفهمت بغضبٍ وهي تحدچ في زوجها، وكادت أن تطلق عيناها شرارًا.
"هكذا؟ لم أفهم، ماذا تعنين ب 'هكذا'؟" نطقت آماليا بتهكمٍ، وقد عقدت حاجبيها منتظرة إجابة.
"هكذا، تضيعين وقتك وجهدك علي اللاشئ--"
"ليس هذا مجددا." قاطعتها آماليا بحدةٍ وهي تبعد رأسها بعيدًا."ولما لا؟ أترين إنك كنت تعلمت من المرات الأولى؟
أنظري، أنا بالطبع أقدر كل هذا السعي، لكن لن يقدره أحد لك هنا في آرامور!" أمتزجت نبرتها بالحنان و الغضب؛ لتتأفأف الفتاة في المقابل قائلة :"أشكرك جزيلا لتلك جرعة التفاؤل أمي، لكن هذا لم يغير أحلامي بعد."
"هنا في أرض سيڤروس أكثرهم عدلا. هي لم تظل هكذا على كل حال، أصبح اسم ليس على مُسمي. لن يتم اختيارك لتكوني ضمن بعثة العاملين في الإقليم المركزي، سيفضلون أصحاب المال والسلطة." أكملت الأم حديثها متجاهلة تمامًا ما قالته ابنتها للتو.
"انا سئمت سماع ذلك." نطقت آماليا بقلة حيلة، وسحبت أدراجها حيث غرفتها مرة آخري. نادمةٌ إنها فارقتها من البداية.
احتواها سريرها بدفءٍ، وجلست تحلل نقاشها الحاد مع أمها، ليست أول مرة لها تسمع ذلك وبرغم كل شئ، الأمل لم ينضب بداخلها وحلمها يزداد يومًا بعد يوم.
لكن الحقيقة المؤسفة، هو أنها كانت تدرك تمامًا أن كلام أمها صحيح.
أنت تقرأ
سـوليـن || Souleen
Fantasyكانت الصدمه لنا هو وجود آناس غيرنا في أبعاد اخرى، وكانت الصدمه لهم في كونهم مهددين الأنقراض. في بُعد آخر، في كوكب بعيد، وجدت الخمس ممالك: آركاديا، زوريا، آرامور، ڤيكلين، آجلاريا. والحل الوحيد لإبقاء أهلها خالدين، هو أن يرضي عنهم الآلهة. لن يحدث ذلك...