٩- مبارزة ودية

549 53 10
                                    

«لقد تقتُ إلى أن أسمع صوتِه مرةً أُخرى، و مع ذلك فقد خفتُ بأن ألتقي عينَه

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

«لقد تقتُ إلى أن أسمع صوتِه مرةً أُخرى، و مع ذلك فقد خفتُ بأن ألتقي عينَه.»
- شارلوت برونتي -

-

     لم تكن الأجواء باردة ذلك اليوم، و أيضًا لم تكن صيفية، فرُبما بالأحرى كان الربيع عندما كانت تجلس لوسينديا ذات الخمس أعوام برفقة المربية التي تُحاول تلقينها بعض الكلمات الجديدة في درسِ الفرنسية، و لمَّا بدأت تتثاءب الصغيرة استسلمت المربية و سمحت لها بالذهاب لتحظى بقيلولة الظهيرة.

     إلا أنه كان هُناك جانب خفي من تلك اللطافة المزيفة، و هو أن ذلك كان موعد الشاي الذي لا تستطيع المربية تفويته أبدًا.

     قادت المربية لوسينديا إلى غرفة الأطفال التي لم تعد تتشاركها مع أحدٍ من إخوتها الكبار، إلا أن إليوت كان يتسلل إليها في كثيرٍ من الأحيان مُختلسًا من بعضِ ألعابِهم القديمة أو ألعاب لوسينديا الجديدة، تمامًا كما كان يفعل ذلك اليوم، إلا أن الحظ لم يُحالفه ذلك اليوم إذ أمسكت لوسينديا بِه يأخذ أحد عرائس إديث المفضلة.

     فحتى إنْ بلغت إديث من العمر ما جعلها تعزف عن اللعب بالعرائس، فلا زالت تُعد غرضًا من أغراضِها التي تقع تحت حراسة لوسينديا المُشددة.

     ما أن رأتُه لوسينديا انقضت عليه دون ترددٍ صارخة "إليوت، إنها ليست لكَ!" قاصدةً الدُمية التي ستمزق لا محالة إثر رغبتيهما المتماثلة في شدِّها في اتجاهين متنافرين، إلا أن كانت قوة الفتى ذي الثلاثة عشر عامًا تُقدر بسبعِ أضعاف قوة شقيقتِه الصغيرة، فانتزع الدمية في سهولة مُتهكمًا "لوسي توقفي عن ذلك، إن إديث لم تعد تأبه للعب معكِ."

     كان ذلك جارحًا للغاية لتلك الفتاة الصغيرة، لكنها أبت أن تُصدق تلك الخيانة المزعومة مُدافعة "إن إديث تُحبني، إليوت و إيما لا يفعلان." و قد امتلأت أعينها الواسعة بدموع الغضب، و غصةٌ قد احتلت حلقها، و حاولت الوصول مرةً أُخرى في يأسٍ إلى الدمية التي لم تعد جزءًا واحدًا بعد الآن، بعد أن فصل إليوت رأسها عن جسدها القطني قائلاً "إن إديث لم تعد تحبك، و سترحل عنكِ قريبًا إلى مانشسترٍ.. إلى مكانٍ بعيد للغاية عن هُنا." و استمر بمضايقة أخته الصغيرة التي حاولت تكذيبَه أكثر من مرةٍ، رافضة تصديق أقاويله "إديث ستظل تلعب برفقتي، لا تكذب."

الجميلة و هاديسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن