ليالي لا تُنسى.

51 1 0
                                    

| 14 ديسمبر / 2012 |

الساعة تدق الثانية عشر صباحًا، احتل السكون النسبي أرجاء تلك المدينة للحظات ليوقظ بعدها صوت الطبول الغير مُعتادة، إنها ذكرى وفاة جارتنا غريبة الأطوار، وضعت يداي على أذني و أنا أقلب عيناي بملل شديد، و أعلم أن تلك الليلة لم تمر بذاك السلام أو الراحة، هكذا أعتادت جارتنا أن تحتفل بتلك الطريقة المريبة، و ما يجعل الموضوع غرابة هو أنها لا تظهر فى الصباح مُطلقًا، و كأن الشمس ستحرقها و تهلك.
استمعت لصوت السكون اللحظي من جهة شقتها، لأستمع لصوت البكاء المُديم و معه الضرب بصعوبة، و كأن روحها قد نفذت من المحاولة.
تقدمتُ من الشرفة لأجدها واقفة أو كتعبير أدق تنهار من البكاء، طالعتها بهدوء و قلت بنبرة هادئة:
- من المفترض أنها فى مكان أفضل.
لم تجب و أكملت بكاؤها كأن طيف أطلق كلمة صغيرة و من ثم أختفت.
التفتت لأذهب لغرفتي، ليوقفني صوتها و هى تقول:
- لقد كانت تحب الطبول و بشدة.
التفت لها قائلا:
- إنه لمن الرائع القيام بما كانت تحبه، و لكن من الصعب تقوقعنا فى مكاننا و كأننا عاجزين عن القيام بشئ.
ارتسمت ابتسامة قائلة بأمل:
- و هل يمكن القيام بشئ لكي اسعدها فى قبرها.
ابتسم لها قائلا:
- أنا تراكِ سعيدة هذا هو مصير سعادتها.
مُنذ ذلك اليوم و بدأت فى تغير حياتها من الصفر، من كان يُصدق أن تلك الفتاة الخمول سيتحول مصير حياتها فى ثواني..
من كان يصدق أن يراها فى الصباح الباكر و هى مُمتهة بالنشاط..
من كان يصدق أن تلك الجملة التى قمت بإلقائها على مسامعها كانت ذاك السبب فى سعادتها.

" هذة هى الحياة، قد فرضت عليا أعباء و صعاب فوق طاقتنا، شكلت لنا صراع نفسي بين ما نحب و ما يتوجب فعله، فى الحقيقة الحياة لم تكن منصفى أبدًا...كانت مصيدة لإلتقاطنا و كل يوم نحاول الفرار و لكن بدون أمل، حتى نصل لتلك اللحظة التى نتملص فيها من تلك المصيدة لنتنهد قليلاً و نحن نعلم أن المصيدة الأخرى سيكون قدرنا بلا شك، تلك الدنيا صعنت قوانين خاصة بها و نادر ما يندرج تحت عقول الناس أصوات الحُب..و التعاون...و الشجاعة، فى النهاية أود إخباركم إن رحلتي مع تلك المراسيل قد استفاقت كُل الحدود، و أن ما يُقرأ الأن كان من قصص حياتيه فى الواقع هو وحى سارد لم يذق يومًا طعم الحياة، و أن تلك الصورة الواقع أمام عيونكم و هو يبتسم كانت من ظاهر التصنع الذى أحسه تجسيده ببراعة."

#مراسيل.

#فدوى_خالد.

مراسيلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن