طائِر | LK

4

كان يقرأ كتابه امام المدفئة، اندماجه بِالقراءة
ابعد انظاره عنها، كانت قد استيقظت واول
ما التقطتهُ عيناها هو ذلك الجالس امام النار
فوق كُرسب خشبي هزاز، وبيده كتاب، لم
تكتفي من النظر، نظرت ونظرت، بل ثبتت
عينيها عليه. كان اول شيء لمحته بعينيها
الذابله.

لم تُصدر هي صوتًا للاخر يدل على يقظتها،
لكنه تذكر امرها في اثناء قراءته والتفت
ناحيتها فورًا إليها

تفاجئ من فتحها لعينيها، ونظرها له
وكأن شيء لم يكون، صمتها كان مُحببًا له،
نظراتها كانت هادِئة وغير مفهومه ايضًا.

كان ينظُر لها بثبات وصمت، ثم لاحظ
ان التواصل النظري بينهما طال فتنحنح
وقال

"استيقظتِ!" وقف من على كُرسيه
يمشي بأتجاهها بعد ان انزل الكِتاب من يده.

اقترب ناحيتها يقيس حرارتها بيده وهي
بعينيها المتوهجه ترمقه بِنفس النظرات

اما هو فقد اعتاد على ذلك منذ ان حملها وجاء
بها الى المنزل، فقد كانت تنظُر نحوه في كل
مره تستيقظ بها وترمقه بنظرات لا معنى
لها ثم تعود وترقد بسلام، وهكذا ..

"ماذا كُنت تقرأ؟" سألته بِنبرة مبحوحه،
هذه اول مره تتحدث بها منذ ان جاء بها
إلى المنزل.

ابتسم هو بينما يقول "حرارتك جيدة!"
وضع يديه على الطاولة يبحث عن الدواء
المطلوب، ظنت هي انهُ تجاهلها، لكنه كان
يحاول التركيز على البحث عن الدواء ..

ثم قال "ها هو ذا"
يرفع الدواء متفحصًا له، فتح عبوته وسكب
من بعضه في الكأس، قدمه لها واخذته
هي.

سحب هو الكُرسي وجلس امام سريرها،
سألها بجدّية بينما يركز عينيه عليها "هل
تُحبين قراءة الكُتب؟ الكتاب جيد جدًا - اوه
لا تشربيه دفعةً واحده انتظري " تحدث بسرعه
فور رؤيته لها تشرب الدواء بسرعه مرةً واحده

احضر لها كأس ماء ووضعه فوق الطاوله
الصغيره بجانب سريرها ..

كان يحمل الكتاب بيده الثانيه، وضعه بحضنها
ونظرت هي للكتاب ثم رفعت عينيها نحوه، قال
الاخر لها بينما يجلس مُجددًا إلى قُربها "هذا هو،
يُمكنك قراءته "

ابتسمت له وقالت "أُحب الكُتب كثيرًا، اتعلم
ماذا؟" شابكت اصابعها تنظُر له بينما تبتسم
بشيء من السعاده والخجل لتركيزه عليها

اكملت كلامها "افضل شيء فعله ابي هو اشتراء
الكُتب لي " اعتدلت بجلستها تنظُر له بصمت

ابتسم هو بِصدق على تصرفاتها وما قالته
"جميل " بينما يومئ برأسه بعد نطقه لكلمته.

"اليس كذلك؟، كنت قد اسست مكتبة كامله
هُناك اشتاق لكُتبي كثيرًا" وبشكل فُجائي
لفت رأسها إلى الجهه المعاكسه له تخفي وجهها
عنه، تجعله يتساءل عن سبب ذلك